الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي
صنعاء ـ علي ربيع
أكد ، خلال اجتماع استثنائي عقده، الأحد في صنعاء، مع قادة الأطراف والقوى السياسية وأعضاء هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني القائم في بلاده، على ضرورة سرعة الانتهاء من حسم المخرجات النهائية للحوار ضمن قبل انتهاء المدة المقررة له في 18أيلول/سبتمبر، محذراً من التخاذل والتردد.
ويأتي هذا
في وقت، أقام المئات من المتقاعدين العسكريين الجنوبيين، الأحد، عروضاً عسكرية في مدينة عدن احتفالاً للذكرى الـ42 لتأسيس جيش ما كان يعرف بـ"جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، في رسالة نتهم للتأكيد على مطلب فصيل جنوبي واسع يرفض الحوار الدائر في صنعاء ويتمسك بالانفصال عن شمال اليمن، وإنهاء الوحدة القائمة معه منذ 1990.
وفي الاجتماع الذي حضره مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، قال الرئيس اليمني"لقد قطعنا أشواطا مهمة جدا وتاريخية وبكل الأبعاد الوطنية وبما يصب في مصلحة استقرار وأمن اليمن، والنوايا الطيبة والصادقة قادرة على تجاوز كل التحديات والمحن علي أساس أن الجميع مسئول أمام الله وأمام الشعب وبصفة استثنائية في هذا الظرف الدقيق والحساس من تاريخ اليمن".
وفي رسالة فُهم من هادي أنها موجهة لبعض القوى الساعية إلى إعاقة الحوار الوطني والعملية الانتقالية في بلاده قال" إن التاريخ دائما لا يرحم من ينكث بالعهود والعقود ولا يرحم المتخاذلين والمترددين خصوصا عندما يكون ترددهم من موقع الاقتدار على فعل ما يصب في مصلحة البلد وأمنه واستقراره".
وأضاف"الظرف الدقيق الذي يمر به اليمن لا يسمح بالتردد أو التخوف أو الحسابات الخاطئة بل يجب ان يكون المرء مقدام على قدر عزيمته الوطنية ويطرح ويبوح بكل شيء وبوضوح ".
وكان ممثلو"الحراك الجنوبي" في الحوار بزعامة القيادي محمد علي أحمد، علقوا قبل نحو ثلاثة أسابيع، مشاركتهم في الحوار على نحو مفاجئ، واشترطوا على هادي تحويله إلى مفاوضات ندية بين ممثلين جنوبيين وشماليين بالتساوي ونقله إلى خارج اليمن برعاية دولية تضمن تحقيق مخرجاته فيما باءت كل المحاولات حتى الآن الساعية إلى إقناعهم بالعودة، ما يعني تأجيل البت في قضايا الحوار الرئيسية المتعلقة بشكل الدولة ونظام الحكم حتى أجل غير مسمى".
وتناول هادي طبيعة المرحلة القادمة بعد الحوار وصنع الدستور الجديد أو التعديل والاستفتاء عليه من الشعب وما سيتلو ذلك من انتخابات رئاسية وتشريعية مقررة في شباط/فبراير القادم، وقال"على الجميع تحمل المسئولية الوطنية بكل شجاعة واقتدار خصوصا وان شعبنا ومنطقتنا والعالم كله ينظر إلى اليمن باعتباره صانع للفرادة والاستثناء من بين الشعوب التي حل بها ما يسمى بالربيع العربي".
وأضاف"الوقت يمضي بسرعة ونحن أمام خياراتنا الوطنية ولا بد من تغليب مصلحة الوطن العليا على ما عداها من المصالح الضيقة وأن نكبر فوق الخلافات بعد أن أنجزنا مشروعنا الوطني الكبير في منظومة حكم جديدة ترتكز علي الدولة المدنية الحديثة والعدالة والحرية والمساواة" .
وأكد هادي في معرض حديثه للحاضرين من هيئة رئاسة الحوار وقادة القوى الوطنية" أن الجميع سينهمك خلال هذين الأسبوعين في إعداد وثيقة الحوار الوطني بصورة نهائية" معتبراً ذلك " إنجازا وطنيا وتاريخيا لليمن بصورة غير مسبوقة" على حد قوله.
في غضون ذلك، أقامت جمعيات المتقاعدين العسكريين الجنوبيين عروضا عسكرية، عصر الأحد، في ساحة العروض في حي خور مكسر بمدينة عدن(كبرى مدن الجنوب) احتفالاُ منهم للذكرى الـ42 لتأسيس الجيش في دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل الوحدة مع الشمال في العام 1990.
وارتدى المشاركون في العروض التي ضمت فصائل من وحدات الجيش المختلفة، الزي العسكري الجنوبي، ورددوا النشيد الوطني لما كان يعرف بـّدولة" جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، وسط هتافات آلاف من الجماهير التي احتشدت للتأكيد على رفضها للحوار الوطني القائم والتمسك بمطلب الانفصال الذي يتبناه من الخارج نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض.
أرسل تعليقك