أكد السفير الأميركي في القاهرة ستيفين بيكروفت، أن "العلاقات المصرية الأميركية قوية وإستراتجية، وكانت هناك لحظات صعود وهبوط ولكن هذا طبيعي في أي علاقة، وما يجب أن نركز عليه هو مسار العلاقة الآن وتوجيها للأمام وأن نتأكد من أن هذا في الاتجاه الصحيح، وهذا ما كنا نركز عليه من خلال استئناف المساعدات العسكرية لمصر، وعلينا العمل للمضي قدما، وهذا ما نفعله كسفارة أميركية في مصر وما نفعله في واشنطن".
وأوضح السفير في تصريحات للصحافيين، على هامش افتتاح مصنع جديد لإحدى الشركات الأميركية في مصر مساء الثلاثاء، أن بلاده تسعى لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، "لأن هذا غاية في الأهمية لتكون العلاقات الثنائية في مجملها صحية، ونريد أن نطور هذا".
وبسؤاله عن أبرز لمشكلات التي تواجه المستثمرين الأميركيين في مصر، وما إذا كانت هناك وفود تجارية جديدة، أجاب السفير الأميركي "أن أكبر وفد تجارى أميركي من الغرفة التجارية الأميركية زار مصر في تشرين ثاني/نوفمبر الماضي، وبعدها زار مصر ثلاثة وفود تجارية، واستضافتهم السفارة وساعدتهم على عقد الاجتماعات، وكل من شارك فيها شركات ناجحة للغاية جاءت لتفهم السوق المصري وفرص الاستثمار الجديدة، وقانون الاستثمار الجديد الذي أقرته الحكومة المصرية، وهم يريدون أن يعرفوا كل شيء عن السوق المصري".
وأضاف "لا أقول أنهم أشاروا إلى أية صعوبات، ولكن أسئلتهم تتعلق بكيفية الاستثمار في مصر وما الذي يجب عليهم فعله، وتلك الوفود التجارية كانت ناجحة وعقدت لقاءات ناجحة مع المسئولين الحكوميين ومجتمع الأعمال في مصر وهذا أتاح لهم الفرصة للتعرف على بيئة العمل في البلاد والكثير منهم يريد الاستثمار بالفعل".
أما عن الإصلاحات الاقتصادية وقانون الاستثمار الجديد، وتأثير ذلك عن الاستثمارات الأميركية، أشار السفير الأميركي إلى أن الولايات المتحدة "شاركت بوفد رفيع المستوى في المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ في آذار/مارس الماضي، إذ حضر وزير الخارجية، جون كيري لمدة 3 أيام وشارك في كل أنشطة المؤتمر، وأجرى العديد من اللقاءات وأراد أن يظهر الدعم الأميركي لمصر، وقال إن الولايات المتحدة تقف مع مصر، كما كرر اعتقاده بأن مصر جزء هام من منطقة الشرق الأوسط، وإذا أردته أن ينجح ويزدهر، فيجب أن تنجح مصر أولا حتى تلعب دورا رياديا في المنطقة".
وأوضح السفير الأميركي أن واشنطن تدعم قانون الاستثمار الجديد، و"إذا سهل هذا القانون عمل الشركات المستثمرة في مصر، فسيكون أمرا جيدا للمزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وكلما كان أسهل –بصورة مسؤولة- سيساعد الاقتصاد المصري، وسنشجع الشركات الأميركية والمستثمرين ليروا في ذلك فرصة اكبر للاستثمار أكثر في الأعوام المقبلة" .
وعن مشروع قناة السويس والمشاركة الأميركية في افتتاحه، ذكر بيكروفت أن "التجهيز للمشروع كان قبل موعده وهذا مثير للإعجاب، إذ أنه كان من المقرر أن يستغرق ثلاثة أعوام لإتمامه، ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسى قلص هذه المدة إلى عام واحد، وسيتم افتتاحه في 6 آب/أغسطس المقبل، وهذا بالفعل مثير للإعجاب ويظهر ما يمكن أن يتم عمله في مصر".
وأشار إلى تكلفة هذا المشروع التي "تمت تغطيتها في وقت قصير للغاية من قبل المستثمرين المصريين الذين يؤمنون ببلدهم ويؤمنون بمستقبل بلادهم التي تلعب دورا قياديا في الشرق الأوسط، ومن دواعي سرورنا أن شركات أميركية اشتركت في هذا المشروع ونتطلع إلى افتتاحه، وسيكون هناك مشاركة أميركية ولكننا في انتظار الدعوة الرسمية، وبكل تأكيد نود المشاركة في الافتتاح".
وبسؤاله عن خارطة الطريق والرؤية الأميركية للوضع الآن في مصر، أكد بيكروفت أنه جاء إلى مصر قبل ستة أشهر، ومستمتع بوقته في مصر وبالفرص التي تتاح له لتفقد الاستثمارات الأميركية، "التي لا تساعد فقط على نجاح مصر، وإنما تساعد على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فهي تمثل نقاط الاتصال بين البلدين".
وأوضح أن "خارطة الطريق تتكون من ثلاث مراحل، وتم بالفعل تنفيذ استحقاقين متمثلين في الانتخابات الرئاسية، والاستفتاء على الدستور، ومرا بسلاسة، ولا يتبقى سوى الانتخابات البرلمانية"، وأضاف "أنا متفائل أن يتم إجراؤها قبل نهاية العام وسنكون داعمين بقدر ما نستطيع، ونفهم أن سببا وجيها كان وراء تأجيلها، وكان هذا قرار القضاء، والقضاء مستقل، وأحيانا يحدث هذا في بلادنا عندما يقرر القضاء أمرا، وتلتزم الحكومة به"، مشيرا إلى أن الجميع في مصر يتطلع إلى استكمال خارطة الطريق، "ونريد أن نرى مصر تنجح، ونتطلع لانتخابات برلمانية ناجحة".
وحول إذا ما كانت هناك زيارات رسمية من مسؤولين أميركيين قريبا، أشار السفير الأميركي إلى إن "الحوار الاستراتيجي أغلب الظن سيعقد في غضون شهر، وأغلب الظن سيحضر مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى للتأكيد على أهمية العلاقات بين البلدين ونيتهم التعاون مع نظرائهم المصريين وان تكون هناك مناقشات جيدة وخطة للمضي قدما في العلاقات الثنائية" .
وعن حرب مصر ضد "الإرهاب"، أكد السفير الأميركي أن بلاده تقف مع مصر في هذا الصدد وتريد أن تكون على أكبر قدر من المساعدة، "لأن الإرهاب تهديد للجميع، فالإرهاب الذي يحدث على الحدود المصرية أو داخل مصر، لا يمثل تهديدا لها فقط وإنما يهددنا جميعا، ومصر تلعب دورا هاما في الشرق الأوسط وأن أي تهديد لها يمثل تهديدا للشرق الأوسط، وبعده دول مثل الولايات المتحدة ويجب علينا أن نقف جميعا معا في هذه المعركة لمكافحة الإرهاب أينما وجد".
وأضاف "نريد أن تنجح مصر في سيناء، ومسؤوليتنا مساعدة مصر بكل ما نستطيع في حربها، مشيرا إلى أن هناك تعاون بين البلدين، إذ يتناقش مسؤولون من الجيش والاستخبارات والمعنيون بملف الإرهاب مع نظرائهم في مصر، ويتشاركون المعلومات ودائما ما يبحثون عن فرص التعاون ويمكننا العمل معا في مجالات التدريب والمعدات بهدف تعزيز".
أرسل تعليقك