عناصر من السلطات في جنوب كردفار
عناصر من السلطات في جنوب كردفار
الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
أفرجت السلطات في ولاية جنوب كردفان الاثنين عن 60 معتقلا سياسيا ظلوا رهن الاعتقال لفترات متفاوتة على خلفية الأحداث الأخيرة في الولاية، وقال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة ولاية جنوب كردفان رجب الباشا إن السلطات كانت أفرجت أخيرا عن 32 امرأة من سجن مدينة الأبيض للأسباب ذاتها، وأكد
في تصريحات لـ"العرب اليوم" عبر الهاتف من مدينة كادقلي عاصمة الولاية أن الخطوة تأتي في إطار حسن النوايا وتهيئة المناخ للسلام في جنوب كردفان، وأضاف أن الكرة الآن في ملعب الأطراف الأخرى المعنية بالنزاع في المنطقة، وأعرب عن أمله في أن يجد قرار الإفراج عن هؤلاء صدى إيجابيا لدى الحركة الشعبية التي تقود الصراع المسلح في الولاية، وتوقع أن تقوم الحركة بمبادرة تمهد لعملية سلمية شاملة لإنهاء النزاع في الولاية، وقال الباشا إن سجون ومعتقلات الولاية خالية من المعتقلين السياسيين، لكنه عاد وقال إن العفو لا يشمل المتورطين في جرائم جنائية مثل المتهمين في اغتيال رئيس المجلس التشريعي في الولاية إبراهيم بلندية، كما أعلن أن الحكومة وعقب اجتماع لمجلس الوزراء الاثنين أصدرت قرارا بعودة كل المفصولين من الخدمة المدنية من أنصار الحركة الشعبية، والذين اتهموا بالتورط في الهجوم على كادقلي ، وأشار إلى أن القرار قضى بعودة هؤلاء مع صرف كامل استحقاقاتهم المالية عن الفترة التي استبعدوا فيها عن العمل الحكومي، مضيفا أن حكومة جنوب كردفان بقيادة واليها الجديد المهندس ادم الفكي ستركز على تهيئة المناخ لتحقيق السلام، مؤكدا استقرار الأوضاع الأمنية والانسانية في الولاية، وأضاف وزير الإعلام في حكومة ولاية جنوب كردفان أن اجتماع الحكومة بحث خطة الوزارات لتطبيق هذا البرنامج خلال الفترة المقبلة بالإضافة إلى الاهتمام بإرساء دعائم الحكم الراشد في الولاية.
وفي تعليق له على الخطوة يقول عضو مجلس قيادة الثورة السابق وأبرز قيادات جنوب كردفان السياسية اللواء إبراهيم نايل إيدام إنه لابد من البحث عن حلول لازمة الولاية وتتطلب هذه الحلول بالدرجة الأولى تقديم تنازلات، وأشار إلى أن الرئيس البشير بدأ في قيادة مبادرات في هذا الاتجاه لأن نهج الحكومة السابق وطرحها لم يحقق نتائج إيجابية، مضيفا في تصريحات لـ"العرب اليوم": لابد من الاستماع لأهل القضية وإشراكهم في حوارات جادة والقبول بمقترحاتهم.
وقال اللواء إيدام إن أبناء جنوب كردفان لديهم مطالب تتمثل في تطلعهم للمشاركة في مستويات الحكم المختلفة، لذا لابد من إفساح المجال لهم للمشاركة في صنع القرار مع مراعاة حقوق الأقليات الأخرى في الولاية، وأضاف أن الواقع يتطلب مراجعات عاجلة، مؤكدا أن حمل السلاح لن يقود الي تحقيق مطالب وتطلعات أهل جنوب كردفان.
وأعلنت رئيس كتلة نواب جنوب كردفان في البرلمان السوداني عفاف تاور أن الخطوة تأتي ضمن البحث عن السلام، مضيفة في تصريحات لـ"العرب اليوم" أن إخلاء سجون الولاية من المعتقلين وأتباع الحركة الشعبية صفحة جديدة مع أبناء الولاية في الحركة، وقالت إن الحركة الشعبية عليها أن تبادل الإحسان بالإحسان بوقف فوري لإطلاق النار وقبولها لعملية السلام، وأضافت أن الحرب أفرزت واقعا سالبا وسيئا على الولاية لذا لابد للحركة الشعبية أن تقوم بعمل إيجابي وبخاصة بعد اعتراف رئيس الجمهورية أخيرا بأن هناك مظالم لحقت بأبناء جنوب كردفان ، وأن الاعتراف بهذه المظالم يؤكد اهتمام القيادة العليا بقضايا الولاية وسعيها لتحقيق الاستقرار، وأضافت لابد من جلوس الأطراف لحل القضايا المختلف حولها حتى نسكت صوت البندقية ونفسح المجال للتنمية التي تعطلت نتيجة للصراع المسلح، واختتمت تاور تصريحاتها لـ"العرب اليوم" بوصف ما تقوم به حكومة الولاية الجديدة بأنه يؤكد حسن النوايا.
وتشهد جنوب كردفان صراعا مسلحا تقوده الحركة الشعبية بزعامة عبد العزيز آدم الحلو (شغل منصب نائب الوالي سابقا) منذ العام 2011م، وشهدت الولاية منذ ذلك التاريخ عمليات عنف أبرزها الهجوم الصاروخي المتكرر على عاصمتها كادقلي، واغتيال رئيس المجلس التشريعي ورئيس مجلس التخطيط الاستراتيجي الدكتور فيصل بشير العام الماضي، والهجوم على مدينة تلودي واحتلال منطقة أبو كرشولا في أبريل من العام الجاري.
أرسل تعليقك