الطيران السوري يقصف ريف حلب بالقنابل الحارقة
دمشق ـ جورج الشامي
قصف الطيران الحربي السوري مناطق في ريف حلب بالقنابل الحارقة، الأربعاء، فيما استهدف الجيش الحر "المعارض"، الأربعاء، تجمعات للقوات الحكومية و"حزب الله" اللبناني في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق، تزامنًا مع تنظيم أهالي الرقة تظاهرة رفضًا لتجاوزات "جبهة النصرة"
بعد اعتقالها عناصر من "الحر"، في حين تتعرض مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي لأزمة إنسانية، لسبب الحصار المفروض عليها من قبل المعارضة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الاشتباكات لا تزال مستمرة في ريف دمشق بين القوات الحكومية ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جهة، وعناصر الكتائب المعارضة من جهة أخرى، بين بلدتي الذيابية والسيدة زينب، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، في حين استهدف الجيش الحر تجمعات للقوات الحكومية و"حزب الله" اللبناني في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، وبث ناشطون عبر الإنترنت، جانبًا من الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في بلدة البحدلية في ريف العاصمة، كما تتعرض مناطق في مدينة عدرا ومنطقة ريما للقصف الحكومي، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وكذلك تستمر الاشتباكات في محيط بلدة هريرة في محاولة من القوات الحكومية لاقتحام البلدة، في حين تدور اشتباكات على أطراف مخيم اليرموك، يرافقها قصف مكثف من الجيش السوري على مناطق في حي الحجر الأسود مما أدى إلى دمار في الممتلكات العامة والخاصة، ويأتي ذلك متزامنًا مع حصار تفرضه القوات الحكومية على المكان منذ 6 أشهر أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية لأكثر من 10 آلاف عائلة تقطن المكان، ودارت اشتباكات بين كتائب المعارضة والقوات الحكومية في محيط حاجزين عسكرين في منطقة شارع بغداد عند منتصف الليل وفي حي برزة، في محاولة من قوات الأمن اقتحام المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة، كما سقطت قذيفة هاون على منطقة الدويلعة، مما أدى إلى سقوط جرحى، فيما تتعرض بلدة انخل في ريف درعا للقصف من قبل القوات الحكومية، مما أدى إلى سقوط جرحى وتضررت بعض المنازل، وفي دير الزور قصف الجيش السوري حي الشيخ ياسين بالصواريخ، وسط اشتباكات في حي الرصافة، وفي محافظة حماة نفذ الجيش الحكومي حملة دهم واعتقال عشوائي في حي الحميدية طالت عددًا من المواطنين، وقُتل مواطن من حي جنوب الملعب تحت التعذيب، بعد اعتقاله على يد القوات السورية، والتي انتشرت في الريف في الشارع الرئيس في مدينة طيبة الإمام، وسط تفتيش دقيق على المارة، كما قُتل مقاتل من المعارضة متأثرًا بجراح أُصيب بها في اشتباكات مع القوات الحكومية عند حاجز أبو شف، وفي ريف إدلب قصف الطيران الحربي قرية معرشمشة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، في الوقت الذي تعرضت فيه بلدة عندان في ريف حلب الشمالي، لقصف بقنابل حارقة، مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل واندلاع حرائق عدة، وقد تدخل الدفاع المدني التابع للجيش السوري الحر "المعارض" لإخماد النيران، فيما تعرضت بلدة حريتان القريبة لقصف ببراميل متفجرة، تسببت في إحداث أضرار مادية بالمباني، وفي مدينة حلب، استهدف "الحر" مقار عسكرية تابعة للجيش السوري، وقصف بقذائف الهاون ثُكنة المهلب ومبنى الدفاع المدني، إضافة إلى مقرات للجيش الحكومي في جبل شويحنة في ريف المدينة الشمالي، إلى جانب تدمير قوى المعارضة لمروحيتين في مطار "منغ" العسكري، وقصفت الطائرات مواقع بالقرب من قاعدة "كويرس" الجوية في حلب، بالتزامن مع وقوع اشتباكات عنيفة في المنطقة، حيث تحاول قوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، منذ أشهر السيطرة على "كويرس" الواقعة قرب الحدود مع تركيا.
وأضاف المرصد السوري، أن مدينة عفرين وقرى وبلدات تابعة لها في ريف حلب الشمالي تعاني من أزمة إنسانية، لسبب الحصار المفروض عليها من قبل كتائب المعارضة المسلحة منذ 25 أيار/مايو الماضي، وأدى هذا الحصار إلى نشوب اشتباكات بين مقاتلي المعارضة الذين يحاصرون المدينة، وبين وحدات حماية الشعب التابعة لحزب "العمال" الكردستاني التي تسيطر على المنطقة، وتعاني المنطقة المحاصرة من نقص في المواد الغذائية، إضافة إلى ارتفاع حاد في أسعارها، كما تعاني نقصًا في موارد الطاقة والأدوية ومستلزمات الحياة الإنسانية، ويأتي حصار المدينة لسبب قيام بعض سكانها بتهريب الغذاء والمواد التموينية لهدف التجارة، إلى قريتي نبل والزهراء التي يعرف عنهما موقفهما الموالي من الحكومة السورية.
يُشار إلى أن مدينة عفرين تقع في أقصى الشمال السوري، ويقدر عدد سكان المدينة والبلدات والقرى التابعة لها بأكثر من نصف مليون نسمة، ويوجد فيها نحو 200 ألف نازح فروا من مناطق الاشتباكات والقصف في محافظة حلب.
وذكرت مصادر أمنية، أن "انفجارًا وقع في حي بستان الدور في منطقة الزاهرة الجديدة في العاصمة دمشق، الثلاثاء، مستهدفًا سيارة أستاذة جامعية، مما أدى إلى إصابتها بجروح خطيرة، ويرجع سبب الانفجار إلى إلصاق عبوة ناسفة في سيارة الأستاذة الجامعية، كما أدى الانفجار إلى إصابة سيارة أخرى وعدد من المارة في الشارع بجراح خطيرة"، في الوقت الذي اغتال فيه ملثمون عميد كلية التربية في محافظة الحسكة شمال شرق البلاد، الدكتور نزيه الجندي، أمام مدخل الكلية مساء الإثنين، ثم لاذوا بالفرار، من دون أن تعرف هويتهم، فيما شهدت سورية منذ بدء النزاع فيها منتصف آذار/مارس 2011، اغتيالات عدة استهدفت عددًا من الكوادر التعليمية والطبية، منها رئيس قسم الجراحة الصدرية في المستشفى الوطني في مدينة حمص وسط البلاد، وأستاذ في كلية التاريخ في جامعة حلب شمالاً.
واعتقلت "جبهة النصرة"، أحد التنظيمات الناشطة في قتال الجيش السوري، عناصر من الجيش الحر في مدينة الرقة، فاعتصمت أمهاتهم ورفضن العودة إلى بيوتهن، حيث تمارس الجبهة أحكامها وتوقف أبناء المدينة تحت غطاء تهم مخالفة للشرع، تبدأ من العلاقة المحرمة ولا تنتهي عند التدخين، ومعظم المعتقلين هم من أفراد الجيش الحر، وهو ما ولّد حالة غليان في أحياء الرقة.
وكشف ناشطون عن أن أهالي الرقة ومدن أخرى يرصدون تجاوزات "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" في حق الأهالي، وتطور الأمر إلى معارضة سلمية لتحكم الجبهة في بعض الأحياء والبلدات في الأرياف، وجاءت التظاهرات السلمية كواحدة من وجوه هذه المعارضة.
وقد تبدلت إستراتيجية نشاط الجبهة أواخر العام الماضي، من توسعة جبهات القتال إلى إدارة المواقع المسيطر عليها، وضمان تطبيق أنظمة إسلامية وفق منهجها الفكري، مستفيدة من انشغال الجيش الحر في معارك حمص وحلب الأخيرة، وفي الأشهر الأخيرة أوكلت إلى مجموعات مسلحة أخرى قتال الجيش الحكومي في مواقع جديدة تحت رايتها، وتتحدث تسريبات إعلامية غربية عن بضعة آلاف مقاتل في الجبهة مقابل نحو 50 ألف ينضوون تحت راية الجيش الحر.
أرسل تعليقك