وصفت مجلة "دابق"، إحدى منابر تنظيم "داعش" المتطرف الإعلاميّة، الطيار الأردني معاذ الكساسبة، الذي وقع أسيرًا لدى التنظيم، الأربعاء الماضي، عقب إسقاط طائرته، شرق سورية، بـ"المرتد الذي يعمل لدى تحالف الصليبيين"، في إشارة منها إلى التحالف الدولي الذي يلاحق المتطرفين في العراق وسورية.
وأضافت المجلّة، في حوار أجرته مع الأسير، عقب تعرّضه لتعذيب وحشيّ، تحت عنوان "أسر طيار صليبي"، أنَّ "الطائرة أسقطت بصاروخ حراري"، وهو ما أكّده الكساسبة في المقابلة، التي لا يستطيع أحد إثبات ماهية الظروف التي أجريت فيها.
وأشارت المجلّة إلى تضرع والد الطيار وأخيه لـ"داعش"، بغية إطلاق سراحه، "مدّعين" أنه مسلم صادق، دون أن يدركوا أنّه "مرتد مجرم"، بسبب خدمته العسكرية لدى "الطاغوت" الأردني، وعملياته في الحملة الصليبية.
وكشف الطيار الأردني معاذ الكساسبة، في الحوار المنشور، أنه ورفاقه قد أبلغوا بالمهمة قبل يوم واحد، وكان دورهم فيها هو مسح المناطق، وتوفير تغطية للمقاتلات الأخرى المهاجمة.
وأضاف "مسحنا المنطقة لتدمير أيّة أسلحة مضادة للطائرات، وتوفير تغطية في حال ظهور طائرات العدو، وبعدها تأتي المقاتلات الأخرى المزودة بأسلحة موجهة بالليزر للقيام بدورها في هذه المهمة".
وتابع "حلقنا من القاعدة الموجودة في منطقة الأزرق، التابعة لمحافظة الزرقاء، في الساعة 6:15 صباحًا، متوجهين إلى العراق، وتم تزويدنا بالوقود جوًا، عند الساعة 7:55 صباحًا، ثم وصلنا لمنطقة انتظار، حيث قابلتنا مجموعة طائرات سعودية وإماراتية ومغربية، ودخلنا منطقة الرقة لتنفيذ مهمة المسح".
وعن سقوط طائرته، أوضح الكساسبة "طائرتي أصيبت بصاروخ حراري، سمعت وشعرت به، وتواصل الطيّار الأردني الآخر في المهمة، صدام مارديني، معي من طائرته، وقال لي إنه يرى الدخان يتصاعد من المحرك، فتحققت من الأنظمة التي أشارت لي بأن المحرك يحترق، وبدأت الطائرة بالانحراف عن مسارها، عندها قفزت خارج الطائرة، وهبطت في نهر الفرات، بمظلتي، وعلق مقعدي، وظللت مقيدًا إلى أن قُبض علي".
وأكّد الكساسبة، في الحوار الذي نشرته إحدا أذرع تنظيم "داعش" الإعلامية، أنَّ "الأردن تشارك بطائرات (إف 16 إ س) مزودة بقنابل موجهة بالليزر، والإمارات والسعودية بطائرات مطورة ومزودة بقنابل مماثلة، الكويت بطائرات لتزويد الوقود، والبحرين والمغرب، فضلاً عن قطر وسلطنة عُمان".
وأردف الكساسبة أنَّ "المقاتلات الأردنية تنطلق من الأردن، والمقاتلات الخليجية تنطلق بصورة عامة من الكويت والسعودية والبحرين، وهناك مطارات مهيئة لحالات الهبوط الاضطراري، مثل الأزرق في الأردن، وعرعر في السعودية، ومطار بغداد الدولي و والكويت الدولي ومطار في تركيا".
وأشار إلى أنَّ "بعض المقاتلات الأميركية والفرنسية تنطلق من قاعدتي الأمير حسن وموفق السلطي في الأردن، وبعضها الأخر من قواعد في تركيا".
وفي شأن تنسيق المهمات الجوية، بيّن الطيّار الأسير أنَّ "التخطيط يتم في القواعد الأميركية في قطر، حيث يتم تحديد الأهداف وتوزيع المهام، وترسم مهام كل دولة مشاركة في هذه الحملة قبل يوم من تنفيذها".
وأبرز الكساسبة أنَّ "هناك حوالي 200 أميركي في قاعدة موفق السلطي، ومن بينهم 16 طيّارًا، منهم فتاة، والباقون مهندسون، وتقنيون، وآخرون يقومون بأدوار دعم".
وأكّد أنَّ "طيّارًا أميركيًا قتل في كانون الأول/ ديسمبر، عندما انطلق من قاعدة موفق السلطي تجاه العراق، وواجه مشكلة في معدات الهبوط، في جو ضبابي، لتسقط طائرته في الأردن ويموت".
ونفى الطيّار الأسير مشاهدته لأيّ مقاطع مصورة لتنظيم "داعش" من قبل، فذكرت له المجلة أنها "ستتأكد من أن سجانيه سيعطوه الفرصة لمشاهدة بعضها على الرغم من أنَّ غير المؤمنين يكرهونها"، على حد تعبير المجلة.
وأكّد الأسير لدى تنظيم "داعش"، في ختام تصريحه للمجلة، أنَّه ينتظر حكمًا بالإعدام.
أرسل تعليقك