وجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، نداءًا شخصيًا إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، لتقديم مزيد من الأموال كمساعدات لبلاده، لإبعاد تنظيم "داعش" المتطرف، وسط علامات
التقدم التي أحرزها الجيش العراقي ونجاحه في استعادة السيطرة على مدينة تكريت وتعد زيارة العبادي هي الأولى إلى البيت الأبيض بعد توليه منصبه قبل سبعة أشهر، وقد ناقش قضية
الغارات الجوية الأميركية ضد "داعش"، مطالبًا بالمزيد، بالإضافة إلى تسليم الأسلحة وتدريب القوات العراقية لدحر التنظيم المتطرف، وقال:" نريد أن نرى أكثر"، حيث الدعم الإضافي من قبل الولايات المتحدة والتحالف الدولي للقضاء على داعش.
وأشاد الرئيس أوباما بجهود العبادي، قائلًا إنه منذ انتخابه بدأت الأمور تتحسن من تدريب وتجهيز الجيش العراقي والذي يحاول استعادة الخسائر التي وقعت بعد سيطرة "داعش" على مساحات كبيرة من العراق في مطلع العام الماضي.
وذكر للصحافيين، أنه منذ بداية التحالف لمساعدة العراق في آب/أغسطس الماضي، تم استعادة نحو ربع الأراضي التي تسيطر عليها داعش، كما أعلن أن الولايات المتحدة منحت العراق 200 مليون دولار كمساعدات إنسانية لإعادة توطين الذين شردتهم داعش بسبب الصراع الدائر، ولكنه لم يدل بأي تعليق حول كيف ستقدم واشنطن المزيد من المساعدات العسكرية.
وخسر تنظيم "داعش" من 25 إلى 30%" من الأراضي في العراق منذ وصوله إلى الأوج في آب/أغسطس وبدء الضربات الجوية من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، حسب ما أعلن البنتاغون الاثنين.
وأعلن المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيفن وارن أن :"تنظيم "داعش" لم يعد القوة المهيمنة على 25 إلى 30% من المناطق المأهولة في العراق حيث كان يتمتع بالنفوذ الأوحد" في هذه المناطق في آب/أغسطس الماضي".
وحسب المتحدث باسم البنتاغون، فإن المناطق التي خسر تنظيم "داعش" السيطرة عليها تمثل من 13 إلى 17 كلم مربعًا خاصة في شمال ووسط العراق، مضيفًا أن "داعش" يتراجع ولكن المعركة طويلة.
وأضاف أوباما:" داعش عدو مشترك وسوف نلاحقه أينما وجد، وعندما نعمل مع شريك قوي كالعراق فإن ملاحقة الإرهابيين أينما كانوا ستكون التزامًا"، لافتًا إلى أن اللقاء مع العبادي كان من أجل تزويد العراق بطائرات إف 16 والأباتشي.
وتابع أوباما:" كل القوات داخل العراق تحارب "داعش" يجب أن تكون تحت قيادة موحدة، ونؤيد قرار العبادي في هذا الشأن".
وعن إمكانية تزويد العراق بالطائرات والأسلحة، قال أوباما إن "واشنطن تسهر على التأكد من أن القوات العراقية في موقع يسمح لها بإحراز تقدم على داعش".
وألمح مسؤولون كبار إلى زيارة العبادي، وكلهم آذان صاغية لمطالب العبادي، إذ ذكر نائب الرئيس جون بايدين، في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي:" هناك أفكار محددة من قبل رئيس الوزراء وهي الحصول على المساعدة، ويجب أخذ ذلك على محمل الجد".
وفي نهاية المباحثات مع رئيس الوزراء العراقي، أوضح أوباما مخاوفه تجاه الجماعات الموالية إلى إيران، مشيرًا إلى أن طهران تستغل الصراع لتمديد نفوذها الإقليمي.
وتوقع الرئيس أوباما أن يكون لإيران علاقات خاصة مع العراق كدولتين متجاورتين، وقال إنه بحث مع رئيس الوزراء العراقي الدور الذي تلعبه إيران في العراق.
وكان رئيس الوزراء العراقي قد وصل إلى واشنطن بعد يوم من قرار محكمة فيدرالية بالحكم على أربعة أشخاص أميركيين يعملون لدى شركة "بلاك ووتر" الأمنية والذي تورطوا في الحرب العراقية بالسجن المشدد، لدورهم في مذبحة عام 2007 ضد المدنيين في ساحة النسور في بغداد، وقد حكم على أحدهم بالسجن مدى الحياة والآخرين 30 عامًا.
أرسل تعليقك