العراقيون يستقبلون ذكرى التاسع من نيسان برؤى متباينة ومشاعر متناقضة
آخر تحديث GMT03:13:41
 العرب اليوم -

وصفها البعض باليوم الأسود واعتبرها آخرون رمزًا للحرية وكسر الصنم

العراقيون يستقبلون ذكرى "التاسع من نيسان" برؤى متباينة ومشاعر متناقضة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - العراقيون يستقبلون ذكرى "التاسع من نيسان" برؤى متباينة ومشاعر متناقضة

قوات أميركية في العراق

بغداد ـ جعفر النصراوي اختلفت مشاعر العراقيين في الذكرى العاشرة لدخول القوات الأميركية إلى العراق في التاسع من نيسان/ أبريل، حيث اعتبرها البعض يومًا أسود، فيما اعتبرها آخرون يوم التحرر من الديكتاتورية وبدء زمن الديمقراطية، وذلك في الوقت الذي اختار فيه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي صحيفة أميركية ليعبر عن امتنانه للولايات المتحدة الأميركية.
وأكد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، أن "العراقيين سيبقون ممتنين للدور الأميركي في القضاء عل حكم نظام صدام حسين، مشددًا على أن الولايات المتحدة الأميركية لم تخسر العراق بعد سحب قواتها نهاية عام 2011، في حين دعا معارضيه إلى ممارسة الديمقراطية.
وقال المالكي في مقال له بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لسقوط نظام صدام حسين نُشر في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية  إن "الذكرى السنوية العاشرة لسقوط نظام صدام حسين تحل علينا والجدل يثار عما اذا كان الأمر يستحق إسقاط النظام"، موضحًا أن "هذا الجدل بدأت تتأثر به العلاقات العراقية الأميركية  بنظرة تشاؤمية  تقول إن الولايات المتحدة فقدت العراق".
وتابع المالكي، "الحديث عن فقدان الولايات المتحدة للعراق أمر غير صحيح على الرغم من كل المشاكل خلال العقد الماضي لأنها وجدت فيه شريكًا في الجهود المشتركة  في مجال الاقتصاد وتعزيز السلام والديمقراطية"، مبينًا أن العراقيين يتفقون على أن وضعنا أفضل اليوم مما لو كان تحت ديكتاتورية صدام حسين الوحشية".
وشدد رئيس الحكومة العراقية على أن "العراقيين سيبقون ممتنين للدور الأميركي وللخسائر المتكبدة من الجيش الأميريكي والمدنيين الذين ساهموا في القضاء على حكم صدام حسين"، لافتا الى أن هذه الخسائر تهون بالمقارنة طبعا مع الخسائر التي تكبدها الشعب العراقي".
وأكد المالكي أن علاقات العراق مع الولايات المتحدة الأمريكية لم تنته بمغادرة القوات الأميركية، موضحًا أن العراق والولايات المتحدة شركاء ويجب عليهم احترام وجهات النظر للطرفين، مطالبًا الولايات المتحدة أن تفكر بوجهة نظر العراق حول القضايا ذات الاهتمام الإقليمي.
ولفت المالكي إلى أن العراق باحتياطاته النفطية ونموه الاقتصادي السريع يعد موردًا مهمًا وشريكًا تجاريًّا للولايات المتحدة، وبخاصة مع حاجته لاسترجاع الطاقية الكهربائية وتجهيز المياه فإنه يعرض فرص استثمارية للشركات الأميركية"، مرجحا أن ينمو الاقتصاد العراقي بنسبة نمو تبلغ نحو  9.4 % في العام بشكل مستمر لغاية 2016، وبخاصة مع تجاوز انتاج العراق لموقع إيران في الأوبك ليصبح ثاني منتج للنفط في المنظمة".
واعتبر المالكي أن "التظاهرات في مختلف المدن العراقية تعكس حقيقة أن غالبية العراقيين يريدون عرض مطالبهم من خلال أساليب ديمقراطية على الرغم من دعوة بعض العناصر للطائفية"، مبينًا أن العراقيين بإمكانهم حل مشاكلهم وخلافاتهم عن طريق صناديق الاقتراع وليس الرصاص".
وعلى المستوى الشعبيأكد  أهالي مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار "غربي بغداد،  " أن يوم 9 نسيان هو يوم أسود في ذاكرة العراقيين، في حين أشادوا بيوم انطلاق مقاومة المدينة ضد قوات الاحتلال.
وقال إمام وخطيب جامع الرسول الأعظم  في الفلوجة، الشيخ عبد المنعم شاكر الفياض، خلال احتفال جرى على قاعة مديرية شباب ورياضة الفلوجة وسط المدينة وبحضور عدد كبير من شيوخ العشائر والمثقفين وعلماء الدين أن يوم 9 نسيان هو يوم أسود في ذاكرة العراقيين لأنه يوم القتل والتشريد ويوم الأرامل والأيتام وقتل شبابنا ونسائنا وأطفالنا، مشيرًا إلى أنه يوم فاجعة للعراق والعراقيين بمعنى الكلمة.
وتابع الفياض "بعد تلك الساعات التي دخل فيها الاحتلال نهض العراق بشبابه وشيبه لمقاومة المحتل وبكل ما لديهم من قوة ولقنوه أنواع الدروس في الشجاعة والبطولة على أرض العراق وعلى أرض الفلوجة بخاصة، مشيرًا إلى أنه عندما نستذكر ذلك اليوم يجب أيضًا أن نستذكر تاريخ 4/4/2004 يوم انطلاق المقاومة الشريفة في الفلوجة وانتصارها على قوات الاحتلال في المدينة".
في السياق ذاته قال  ناجي الجميلي، إن هذا اليوم كئيب على العراقيين بعد أن كان البلد تاج العرب جاء الاحتلال ومن معه ودمروا البنى التحتية ،لكننا نعتبره يوم انطلاق شرارة المقاومة ضد الاحتلال من مدينة الصمود مدينة الشهداء التي جعلت المحتل يجر أذيال الخيبة والخذلان بعد أن انسحب من العراق، مشيرًا إلى أن سيتم طرها أيضًا في القريب".
من جهتها، قالت إحدى النساء المشاركات في الحفل، "هذا اليوم مشؤوم لأن فيه تم قتل أكثر من مليون شهيد، مؤكدة أن هذا الاحتلال وصمة عار في جبين الإنسانية
وللفلوجة تاريخ سيء مع الوجود الأميركي في البلاد إذ خاضت معركتين مع القوات الأميركية الأولى حدثت في 4نيسان 2004، واستمرت إلى الأول من أيار من العام نفسه وانتهت بخسارة القوات الأميركية لصالح جماعة التوحيد والجهاد التي كان يقودها أبو مصعب الزرقاوي أما المعركة الثانية فبدأت في 7 تشرين الثاني من العام نفسه واستمرت نحو شهر ونصف وأدت إلى دمار المدينة بالكامل وهجرة مواطنيها.
وعلى النقيض أحيت   منظمات المجتمع المدني في مدينة  الحلة مركز محافظة بابل جنوب بغداد  ، الذكرى السنوية العاشرة تحت مسمى  "احتفالية الحرية"، وطالبوا بجعل الذكرى عيدًا رسميا كونه يمثل "زمن التحرر والديمقراطية"، داعين الى أن تسود لغة الحوار والتفاهم بين القوى السياسية، فيما أكدوا ان الشباب الحلي تحدى "الإرهاب" في الانتخابات الماضية وسيتحداهم هذه المرة أيضا.
وقال الأمين العام لفريق حلم الشباب، حيدر البدري على هامش احتفالية الحرية التي أقيمت في كلية الفنون الجميلة وسط الحلة إن احتفالية الحرية التي تقام اليوم بمناسبة  مرور عشر سنوات على القضاء على الحكم الدكتاتوري في العراق وهي تقام من قبل فريق حلم الشباب للسنة الثانية على التوالي"، مبينا أن "الاحتفالية تتضمن فعاليات موسيقية وغنائية وشعر وعرض فلم وثائقي وفوتوغرافي عن جرائم النظام السابق.
وأضاف البدري أن الزمن الذي نعيشه اليوم هو زمن التحرير والديمقراطية الذي نستطيع أن نتكلم فيه بحرية وأن نغني ونرقص ونناقش دون خوف أو تردد، مطالبا بأن يكون يوم التاسع من نيسان عيدًا رسميا ولنسمه ما نشاء".
وأشار الأمين العام لفريق حلم الشباب إلى أن الشباب يريدون تغيير الواقع وهناك مشاكل كثيرة بين القوى السياسية  يجب أن تحل بالحوار الديمقراطي وتعتمد لغة الحوار والتفاهم  بينهم لأنها الوسيلة الحقيقية لبناء العراق الديمقراطي.
من جانبه قالإاحسان شعبان، أحد المشاركين في الاحتفالية، إن الشباب الحلي قرر جعل مناسبة سقوط النظام الذي قتل الفرحة والبسمة والحياة فيهم طيلة الـ 35 عاما مناسبة سنوية ليعبروا عن آمالهم بمستقبل أفضل وحياة حرة كريمة".
أما عضو رابطة الاذاعيين والتلفزيونيين في الحلة، حسام محمود، فقال  إن "مشاركتنا اليوم في الاحتفالية جاءت للتعبير عن الحرية والسلام يسهم في بناء عراق جديد فكل عام والعراق ينعم بالحرية".
بدوره قال عضو مجلس محافظة بابل، مازن عبد الكريم في كلمة خلال الاحتفاليةإن "من الرائع ان نرى شباب الحلة يستذكرون سقوط الصنم الذي دمر العراق وكتم أنفاس الشباب وسخرها خلال أكثر من 30 عاما له ولجلاوزته".
وبين عبد الكريم أن شباب العراق في هذا اليوم يستذكرون أهلهم الذين تم إعدامهم في المقابر الجماعية  وزنزانات الموت ليعطوا أمثلة رائعة وهي أن الشباب فيهم القوة والعمل والتطوير وبناء العراق وهم جيل القدوة الحسنة لكل من يريد أن يعمل ويبني المحافظة.
وفي سياق متصل طالب  القيادي في القائمة العراقية العربية حامد المطلك في بيان صدر عن مكتبه ،الحكومة العراقية وقادة الكتل السياسية بمقاضاة الولايات المتحدة الأميركية على فعلتها، في الذكرى السنوية العاشرة لسقوط النظام السابق، ودعا إلى تعويض المتضررين من عمليات العنف التي تسببت بها القوات الأميركية، فيما اكد أن أربعة ملايين عراقيا هلجروا إلى خارج البلاد منذ عام 2003.
وفي ذات السياق عبر الكثير من العراقيين عن مشاعرهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت باعتباه يوم الخلاص من الديكتاتورية وبين من اعتبره بداية الدمار الذي يعيشه العراق اليوم من قتل وفوضى اعادت البلاد الى الوراء 
يشار إلى أن الثلاثاء 9/4/2013، يصادف الذكرى العاشرة لدخول القوات المتعددة الجنسيات إلى العاصمة بغداد وبعدها إلى جميع مدن العراق الأخرى لتزيح نظام حزب البعث الذي سيطر على الحكم في العراق لأكثر من ثلاثة عقود عبر انقلاب عسكري في العام 1968.
وكانت الحكومة العراقية تحتفل في كل عام في يوم التاسع من شهر نيسان بمناسبة "سقوط نظام صدام" بعد ان جعلته الحكومة العراقية الانتقالية برئاسة إبراهيم الجعفري في عام 2006 عطلة رسمية لكافة مؤسسات الدولة العراقية استنادًا إلى أول قرار اتخذه مجلس الحكم في 2003، إلا أن مجلس الوزراء العراقي قرر في العام 2007 إلغاء العطلة الرسمية في هذا اليوم وجعله يوم دوام رسمي.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراقيون يستقبلون ذكرى التاسع من نيسان برؤى متباينة ومشاعر متناقضة العراقيون يستقبلون ذكرى التاسع من نيسان برؤى متباينة ومشاعر متناقضة



GMT 17:49 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 13 شخصا في هجوم نسب لقوات الدعم السريع في وسط السودان

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab