مظاهرات في صيدا وطرابلس دعما للشيخ أحمد الأسير
بيروت ـ جورج شاهين
كشفت مصادر رئاسية واسعة الإطلاع لـ"العرب اليوم" الأفكار والمخارج "السياسية – الدستورية" التي اقترحها رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان في لقاءآته الأخيرة مع كبار المسؤولين وطرفي الصراع بين الرئاستين الثانية النيابية والثالثة الحكومية لتدارك وصول جلسات مجلس النواب
التشريعية التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في أيام 16 و17 و18 تموز / يوليو الجاري إلى ما آلت إليه الجلسات السابقة التي تعطلت بفعل تعطيل النصاب بتغيب الكتل النيابية المسيحية المارونية من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من 8 و14 آذار كل لأسباب مختلفة عن الأخرى وإسلامية – سنية من تيار المستقبل، وكتلة نواب الرئيس نجيب ميقاتي رئيس الحكومة المستقيل من جهة في مواجهة الحضور الشيعي التابع لحزب الله وحركة أمل ودروز من الحزب التقدمي الاشتراكي من جهة أخرى.
وقالت المصادر أن الأفكار التي طرحها رئيس الجمهورية منذ اللقاء الثلاثي الموسع مع كل من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة المستقيل نجيب ميقاتي ليل الأربعاء - الخميس تنطلق من ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن الأزمة القائمة سياسية ومذهبية سنية – شيعية أكثر مما هي دستورية. ذلك أن هنالك سوابق متناقضة شهدها مجلس النواب في مناسبات عدة وهي متناقضة مع أفكار الرئيس بري التي يستند إليها في إضراره على الجلسات في موعدها وبجدول أعمال مرفوض من المقاطعين وأن استعراض الوضع الحالي يؤدي إلى الأخذ بها على خلفيات سياسية أكثر مما هي دستورية.
ومن السوابق التي انطلق منها رئيس الجمهورية تلك التي شهدها مجلس النواب في العام 2005 أيام الرئيس السابق للجمهورية العماد إميل لحود في أعقاب الانتخابات النيابية التي جرت في حزيران / يونيو من العام نفسه، عندما أصدر مرسوماً بفتح دورة استثنائية رغم أن المجلس يعتبر تلقائياً مجتمعاً ويحق له الشتريع في دورة استثنائية لانتخاب هيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان لكن الرئيس لحود يومها فتح دوة استثنائية بمرسوم وبعد ذلك بخمسة أيام أو أكثر أصدر مرسوماً بفتح دورة ثانية أمتدت إلى منتصف تشرين الأول/أكتوبر.
وتأتي هذه النماذج في حال الأخذ بها واعتبارها رغم تناقضها مع رأي الرئيس بري مفتاحاً تفتح الجدل من جديد حول الموضوع وتقول بإمكان فتح دورة استثنائية بمرسوم.
وتقول المصادر أن هذه الطروحات يمكن أن تؤسس لنقاش سياسي يوفر مخارجاً سياسية لأزمة حقيقتها سياسية ومذهبية لكنها مغلفة بوجوه واجتهادات دستورية والنتيجة أنه بالإمكان الوصول إلى نقاط تلاقي للخروج من عنق الأزمة الحالية التي وضعت مجلساً مشلولاً في مواجهة حكومة مستقيلة وهي معادلة خطيرة يمكن أن تفتح البلاد على ما لا يريده أحد ممن يتمسك برأيه.
وعلم "العرب اليوم" أن الرئيس بري ما زال على موقفه الرافض لعقد جلسات مجلس النواب الذي يرئسه بإصدار مرسوم، وقد زراه ليل الخميس وزير الحزب التقدمي الإشتراكي غازي العريضي طارحاً لإمكان الخروج بمشاريع حلول انطلاقاً من مبادرة الرئيس سليمان التي وصلت إلى المعنيين بالوساطات الجارية لكن نتيجة الزيارة ما زالت سلبية رغم استعداده للحوار.
وعلى صعيد متصل علم "العرب اليوم" أن السفير السعودي علي العواض العسيري غادر بيروت صباح الجمعة، متوجهاً إلى المملكة العربية السعودية لأيام عدة. وقالت مصادر مطلعة لـ "العرب اليوم" أن الزيارة على أبواب شهر رمضان هي بهدف التشاور مع كبار المسؤولين في وزارة خارجية بلاده حول آخر التطورات على الساحة اللبنانية، وفي المنطقة في ضوء الاتصالات التي أجراها ولا سيما مع العماد ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر الموالي لسورية وحزب الله رغم ملاحظاته على تورط "حزب الله" في الأزمة السورية عسكرياً.
وقالت مصادر مطلعة واكبت حركة السفير السعودي أنه مرتاح لحركته في الأيام الأخيرة. ونقل عنه من التقاه في الأيام القليلة الماضية التي اعقبت لقاءه والعماد عون عبر " العرب اليوم" انه اكد على أهمية التفاهم بين اللبنانيين في هذه الظروف بالذات التي تمر بها المنطقة والعالم ، وأنه من المتحمسين لضرورة الحوار الجدي بين اللبنانيين لضمان مصالحهم العامة.
ولفت إلى أنه شجع العماد عون على الحوار المسيحي – المسيحي لأن المصالحة المسيحية تشكل معبراً مهما إلى المصالحة الوطنية أو ما تسمونه في لبنان المصالحة الإسلامية – المسيحية فمصالح جميع اللبنانيين في سلة واحدة ولا يعتقد أن هناك هموماً مسيحية وأخرى إسلامية.
وكشف النقاب بان العماد عون فاتح السفير السعودي بضرورة العمل على حماية مصالح اللبنانيين في الخليج المهددين بإجراءآت في دول الخليج على خلفية الداعمين لحزب الله ومنع التعرض لها عندما يكونوا تحت سقف القوانين المعمول بها في هذه الدول التي طالما اعتبرها اللبنانيون بلدهم الثاني. وقد أكد له السفير السعودي أن هذه الضمانات موجودة في معظم دول الخليج وتحت سقف عدم المس بسلامة وأمن هذه الدول.
وعلى المستوى الأمني، وفي الوقت الذي انتظرت فيه القوى الأمنية ان تنطلق التظاهرات من مساجد طرابلس بناء لدعوة مشكوك في صحتها من الشيخ السلفي الفار أحمد السير بعد تفكيك مربعه الأمني في "عبرا" شرق صيدا، كانت المفاجأة من صيدا التي حشد فيها انصار الأسير تحت عباءة "حزب التحرير" قبل ظهر الجمعة مئات عدة من أنصارهم لم تغب مظاهر الاحتجاج من طرابلس وبعض أحياء الطريق الجديدة لكنها لم تخرج عن المألوف فبقيت في إطار ضيق وسط إجراءآت أمنية اتخذتها وحدات الجيش بشكل صارم فحصرت كل التحركات في طريق محكوم بسلسلة من التدابير الأمنية لمنع أي صدام مع أي فريق آخر أو التعرض للمتظاهرين.
وهكذا فقد عادت عبرا وصيدا إلى الواجهة من جديد بعدما وجدت دعوة أحمد الاسير إلى الخروج من المساجد للتظاهر، صداها في المنطقة حيث خرج مناصرون له من مسجد بلال بن رباح بعد الإعتراض على خطبة الشيخ الجديد للمسجد الذي كلفته دار الفتوى في صيدا والجنوب بمهمة خلافة الأسير في إدارة مسجد بلال بن رباح الشيخ محمد ابو زيد الذي لم يأت على ذكر الأسير متجهين بتظاهرة إلى "دوار الكرامة" واعتدوا في طريقهم على الصحافيين ووسائل النقل المباشر وحطموا سيلرة للبث المباشر تابعة لتلفزيون "المستقبل" بعدما ظنوا انها لتلفزيون "الجديد".
وفي طرابلس سجلت تحركات مماثلة لم تخرج عن المسموح به تحت سقف الحفاظ على الأمن ومنع الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، وتجمع عدد من الشبان في ساحة عبد الحميد كرامي، رافعين لافتات مؤيدة للأسير، وسط تكثيف الإجراءات الأمنية في المنطقة ومنع الجيش الصحافيين من النقل المباشر حرصاً على سلامتهم.
أرسل تعليقك