وسّعت القوات الكردية (البيشمركة)، بمساندة من عشائر "شمر" هجومها على ناحية ربيعة، في محافظة نينوى، التي سيطرت عليها صباح الثلاثاء، وتتقدم من ثلاث محاور لتحرير المزيد من القرى والمناطق، فيما اتّفق زعماء 20 قبيلة كبيرة في محافظة ديالى، ينتشر أبناءها ضمن المناطق الساخنة، مع القيادات الأمنية على ساعة صفر موحدة، لإطلاق أكبر انتفاضة عشائرية ضد تنظيم "داعش".
وأكّد مصدر أمني مطلع في قوات البيشمركة الكردية، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ "عناصر التنظيم، ونتيجة للنيران المتواصلة من قوات البيشمركة بالمدفعية والدبابات والهاونات، يهربون أمام زحف القوات، وأقدموا على حرق مقارهم ونقاط تفتيشهم في ربيعة وأطرافها، وأيضًا في مجمعات تابعة لبلدة سنجار القريبة"، مرجحًا نوجههم نحو سورية.
وشكك المصدر في تمكن عناصر "داعش" من الهروب، لكثافة الضربات الجوية التي توجه إليه من سلاح الجو العراقي والتحالف الدولي، لاسيّما أنَّ الطائرات تضرب الأهداف المتحركة في المنطقة.
وفي شأن أهمية تحرير ربيعة الحدودية، أبرز المصدر أنّ "تحريرها سيقطع الطريق الرابط لتنظيم داعش بين العراق وسورية، وستتمّ إعاقة حركة عناصره بين البلدين".
وكشف مصدر عن "انضمام أعداد كبيرة أخرى من شباب عشائر شمر لمقاتلة التنظيم المتطرف".
وفي محافظة ديالى، الثلاثاء، كشف مصدر أمني عن اتفاق زعماء 20 قبيلة كبيرة ينتشر أبناءها ضمن المناطق الساخنة الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، مع القيادات الأمنية على ساعة صفر موحدة، لإطلاق أكبر انتفاضة عشائرية ضد تنظيم "داعش"، بعد تحشيد المئات من أبناء العشائر ودعمهم بالأسلحة والعتاد.
وأشار المصدر إلى أنَّ "انتفاضة قبيلة العزة ضد (داعش)، في ناحية المنصورية، شرق بعقوبة)، تمثل الخطوة الأولى من تدخل العشائر في ملف تطهير مناطقها من التنظيم، بدعم من القوى الأمنية والحشد الشعبي".
وتابع المصدر أنَّ "تنظيم داعش قتل العديد من الشخصيات العشائرية في الأسابيع الماضية، بسبب مواقفهم الوطنية الرافضة للتنظيم، وهناك حاجة فعلية لانتفاضة قوية بغية إزاحة خطر استباح جميع المحرمات، وتجاوز على التقاليد والأعراف المجتمعية والدينية والأخلاقية".
وفي منطقة شروين، شرق ناحية المنصورية، التابعة لقضاء الخالص، في محافظة ديالى، التي تضم تسع قرى زراعية مترامية الأطراف، سيطرعليها "داعش" منذ تموز/يوليو2014، أقدم التنظيم، الثلاثاء، على أغراق هذه القرى الزراعية لمنع تقدم الجيش العراقي المدعوم بعناصر الحشد الشعبي وأبناء العشائر .
وأكّد قائممقام القضاء عدي الخدران، أنَّ عناصر التنظيم قاموا بتخريب بعض الجداول والأنهر الرئيسة القريبة، بغية تسريب المياه في اتجاه المنازل والأراضي والبساتين الزراعية.
وبيّن الخدران أنَّ "قوّات الأمن تسيطر على الموقف، وفتحت منافذ عدة لتجفيف وتهريب المياه من محيط القرى والأراضي الزراعية، لمواصلة عملياتها الأمنية ضد متطرفي داعش".
وفي سياق متصل، شنّ سلاح الجو العراقي غارتين، استهدفتا معسكر المصراتي التابع لتنظيم "داعش" في منطقة زراعية تبعد نحو 10 كيلومترات عن مركز ناحية السعدية، شمال شرقي بعقوبة، ما أسفر عن مقتل ستة من عناصر التنظيم، وإصابة عدد آخر بجروح.
وأدى القصف الجوي كذلك إلى تدمير مركبات تابعة للتنظيم تحمل أسلحة وأعتدة ومتفجرات.
ويمثل معسكر مصراته أحد أهم مقارات تنظيم "داعش" في ناحية السعدية، وجاءت تسمية بهذا الاسم نسبة إلى قيادي في التنظيم، يدعى أبو صلاح المصراتي، الليبي الجنسية، الذي قتل في غارة جوية داخل قاعدة "كوبرا"، في آب/أغسطس الماضي.
وشهدت ديالى، الثلاثاء، مقتل نجل الوالي السابق لما يسمى بـ"إمارة ناحية السعدية"، المعروف بـ"عرعور السوري"، المدعو محمد مع أحد مرافقيه، في اشتباك مع القوّات الكردية (البيشمركة)، في المحيط الغربي لبحيرة حمرين.
وكان محمد نجل "عرعور السوري" يقود مفرزة قتالية مرتبطة بـ"داعش"، تقوم بمهمات عدة، أبرزها نصب العبوات الناسفة وشن الهجمات، وهو متورط بارتكاب العديد من أعمال العنف، لاسيما قتل بعض المختطفين والمحتجزين من طرف التنظيم عقب اجتياح مركز ناحية السعدية في حزيران/يونيو الماضي.
أرسل تعليقك