حالة من القلق والترقب في الشارع العراقي
حالة من القلق والترقب في الشارع العراقي
بغداد ـ جعفر النصراوي
تسود حالة من القلق والترقب غير المسبوق الشارع العراقي، ترقبًا لما ستسفر عنه الأيام المقبلة، منذ إعلان حكومة نوري المالكي، الأربعاء، إعلان حالة الاستنفار الأمني القصوى، تخوفًا من تداعيات الوضع في سورية، وكذلك تصاعد وتيرة العنف في العراق. وقال عدد من أبناء العاصمة بغداد، إن القوات الأمنية أخذت
تتصرف بطريقة هستيرية، بعضها يتسم بعدم المهنية، وكأنها مُنحت الضوء الأخضر لإرهاق المواطن بإجراءات أكثر شراسة، مع أن تلك الإجراءات لم تجدي نفعًا لتجنب العنف طيلة سنوات.
ورأى الكاتب حسين القاصد، في حديث إلى "العرب اليوم"، أن "هناك حذر وضبابية في توقع ما سيحدث، وأشد ما يخشاه الناس أن تستغل مليشيات الطرفين التأزم الأمني والسياسي، فبغداد تعيش حذر تجوال، وعلى الجهات الأمنية أن تستثمر فرصة هذا الحذر، وتفرض حظرًا للتجوال وتقوم بمفارز ودوريات جوالة، كي تتمكن من فرض الأمن تمامًا،والجميع ينتظر إجراءات الدولة، وأنا شخصيًا مع فرض حالة الطوارئ، لأن من يفجر ويجتاز السيطرات هو من يحمل (باج ) أو وثيقة ترخيص تسمح له بالتجوال وتمكنه من ذلك".
وقال المواطن مفيد عباس، صاحب متجر لبيع الملابس الرجالية، لـ"العرب اليوم"، "لم أفتح متجري الخميس، وأفضل أن أكون في بيتي كوني أشعر بالقلق، وللأسف نقولها إن المواطن بات لا يثق في الإجراءات الأمنية المتخذه، وبلغ القلق مداه، واحتارت معه الناس ماذا عليها أن تفعل في ظل هذه الظروف".
وأكد الإعلامي هاشم الشماع، لـ"العرب اليوم"، أنه "من حيث المبدء الشارع العراقي رافض للتهديد الموجه لسورية، لأن غالبية العراقيين لديهم ذكريات جميلة فيها، بالإضافة إلى عدم رغبتهم في مشاهدة السيناريو العراقي في سورية، أما حالة الاستنفار والإجراءات الأمنية التي تتخذها القوات الأمنية فهي مزعجة جدًا للمواطن، إذ أن في الحالات الطبيعية تكون الإجراءات مكثفة وتحدث الزحامات والتأخر في ذهاب الناس إلى مصالحهم الخاصة والعامة كيف إذا كانت دولة مجاورة لها تأثير مباشر على العراق، والخوف من تسرّب معدات وأفراد من تنظيمات إرهابية منها، أنا لدي وجهة نظر في الملف الأمني لخدمة للعراق، وهي وجهة نظر متواضعة، أنا اعتقد وجود الجيش على الحدود أمر طبيعي، وينبغي أن يكون كذلك، وأن تكون أجهزة وزارة الداخلية تحمي مؤسسات الدولة بأكملها، وأن تجلب الحكومة العراقية شركات أمنية لها صدى عالمي تقوم بالسيطرة على شوارع بغداد، تؤدي عملها مع نصب كاميرات مراقبة عالية الدقة، عندها أعتقد أن نسبة الهجمات ستقلّ والشركات العالمية ستحرص على أداء عملها بشكل متقن، لأن رصيدها سمعتها في بورصة الشركات الأمنية، وبالنسبة للمواطن في العاصمة بغداد، فهو منزعج جدًا، حيث ل ايرى أي فائدة تُذكر من الإجراءات المتخذة".
وأكد مدير "معهد صحافة الحرب والسلام" في بغداد عمار الشابندر، لـ"العرب اليوم"، أن هناك حالة من الترقب والخوف والقلق الشديد من قبل المواطنين، ولا سيما في بغداد، أما بالنسبة للإجراءات الأمنية فليس هناك من جديد، الإجراءات السابقة ذاتها، إغلاق مناطق، تشديد السيطرة والتفتيش، الإجراءات ذاتها التي تحول حياة المواطن إلى جحيم، وفي الوقت ذاته تفشل في حماية المواطنين من الإرهاب والعنف والتفجيرات".
وأعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في خطبته الأسبوعية، الأربعاء، حالة الاستنفار القصوى والإنذار الشديد في بغداد والمحافظات، لمواجهة التحديات الأمنية، واتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لحماية العراق من أي تطور للأزمة السورية، مضيفًا "إننا كحكومة اتخذنا كل الإجراءات اللازمة التي تقينا قدر الإمكان من أي تطورات خطرة، قد تنتج عن الأزمة السورية، وما يجري الحديث عنه من ضربة عسكرية متوقعة لسورية، ونحن وجميع القوى السياسية والأمنية في بغداد وجميع المحافظات، نعلن حالة الاستنفار القصوى وحالة إنذار شديدة، على مستوى التحديات الأمنية والإجراءات لتخفيف ما قد يترتب عن الحرب، من أزمات داخلية على مستوى الاقتصاد والخدمات والقضايا الطبية والصحية".
جدير بالذكر أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل قد أعلن، الثلاثاء، أن القوات الأميركية جاهزة لشنّ ضربات ضد سورية، إذا قرر الرئيس باراك أوباما شن هجوم عليها.
أرسل تعليقك