تطارد القوّات الأمنية العراقية، فلول تنظيم "داعش"، في أطراف ناحية البغدادي، التابعة لمحافظة الأنبار، بعدما تمّ تحريرها بالكامل من المتطرفين، بينما كشفت مصادر من المحافظة، أنَّ المسلحين الذين هاجموها، نهاية الأسبوع الماضي، من شمال نهر الفرات، استعملوا دبابات وأسلحة قنص بعيدة المدى، مرتدين الزي العسكري. كما حذروا من تكرار الهجوم على المدينة، لعدم وجود سد ترابي يعزلها عن محيطها، فضلاً عن نقص في القطعات العسكرية والعتاد.
وأوضح رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، في حديث مع "العرب اليوم"، أنّ "عملية عسكرية واسعة للقوات الأمنية، أسفرت عن تحرير ناحية البغدادي بالكامل".
وأضاف أنّ "استعادة المدينة كان بالتنسيق مع الطيران الدولي، واستمرت ساعات عدة"، مؤكدًا أنّ "جميع المباني الحكومية في البغدادي تحت سيطرة القوات الأمنية".
وعن الموقف العسكري الراهن في المدينة، أورد المسؤول المحلي أنّ "القوات الأمنية تطارد فلول داعش من الجهتين الشمالية والشرقية".
وأبرز كرحوت أنّ "المهاجمين نجحوا في اقتحام البغدادي، عبر ارتدائهم الزي العسكري، وإيهام العناصر الأمنية هناك بأنهم قطعات عسكرية"، منوهًا إلى أنّ "عناصر داعش كادوا يقتحمون قاعدة عين الأسد، وبلغوا البوابة الخارجية لكنهم تراجعوا تحت تأثير الضربات الجوية".
وأشار إلى "استعمال عناصر داعش في هجومهم دبابات وأسلحة ثقيلة تفوق تلك التي لدى الجيش العراقي، فضلاً عن القناصين والانتحاريين"، مستدركًا "لكن المعالجة جاءت بإرسال تعزيزات عسكرية تتألف من لواء مدرع مجهز بأسلحة وذخيرة من الفرقة السابعة للجيش".
وأرجع كرحوت صعوبة اقتحام قاعدة "عين الأسد"، إلى "وجود مستشارين أميركين وقوات كبيرة للجيش العراقي، فضلاً عن طائرات (اباتشي)". كما طالب بـ"دعم قوات الشرطة المحلية وأبناء العشائر بالعتاد"، محذرًا في الوقت ذاته من "نفاد السلاح الموجود لديهم".
وشهدت محافظة الأنبار، خلال الساعات الماضية، تطورات أمنية جديدة، تمثلت في شن تنظيم "داعش" هجومًا واسعًا على ناحية البغدادي، غرب المحافظة، فيما تمكنت القوات الأمنية من قتل ثمانية انتحاريين، يرتدون أحزمة ناسفة، حاولوا التسلل إلى قاعدة "عين الأسد"، في ناحية حديثة، بعد تعرضها لقصف شديد بـ"الهاونات".
وفي السياق نفسه، كشف شيخ عشيرة البو فهد رافع الفهداوي، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنه "تم اتخاذ قرار بتشكيل فرقة عسكرية، تضم 10 آلاف مقاتل، من أبناء عشائر المحافظة، للانخراط في الجيش"، مؤكدًا موافقة الحكومة على تشكيل هذه الفرقة وتسليحها.
وأوضح أنَّ "القرار جاء عقب اجتماع موسع عقده مجلس محافظة الأنبار مع المسؤولين المحليين في المحافظة وشيوخ العشائر، لبحث الأوضاع الأمنية، والتحركات الجارية لتأمين متطلبات تحرير مدنها، والإجراءات المتصلة بتشكيل فرقة عسكرية تضم عشرة آلاف مقاتل، تكون جزءًا من المنظومة الأمنية العامة للبلاد، ونواة للحرس الوطني لدى تشريع قانونه".
وأكّد أنَّ "الحكومة الاتحادية أبدت موافقتها على تشكيل الفرقة، التي ستستقبل 500 متطوع من كل عشيرة، وستكون ضمن تشكيلات حرس الحدود"، موضحًا أنّ "عملية التسليح والتجهيز ستتم من طرف الحكومة الاتحادية، ووزارتي الدفاع والداخلية، ومما تقدمه بلدان التحالف الدولي للعراق من أسلحة ومعدات".
وأشار إلى أنَّ "تدريب المتطوعين سيتم في قاعدة عين الأسد في بلدة الحبانية بالمحافظة، والقواعد العسكرية في محافظات أخرى".
أرسل تعليقك