جانب من المظاهرات التي خرجت في تكريت
بغداد ـ جعفر النصراوي
أكد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أن تطور الأحداث بشكل "غير إيجابي لا يخدم أحدًا"، داعيًا الجميع إلى الحوار لحل الأزمة الحالية، في حين طالب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم القائمة العراقية بـ"العودة إلى مجلس النواب لتلبية مطالب المتظاهرين"، فيما دعا رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي
متظاهري سامراء إلى مواصلة اعتصامهم مشددًا على إعادة العتبة العسكرية إلى أهالي سامرَّاء.
وقال نوري المالكي خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم السبت إن "العراق جزء من الأزمة التي تمر بها المنطقة العربية والتي تفرز إفرازات إيجابية وسلبية في نفس الوقت مبينًا أن لقاءه مع الحكيم تناول جميع المسائل مع تطابق في الإرادة والآراء للمضي سوية في معالجة القضايا كافة مستعينين ببقية أعضاء التحالف الوطني".
وأكد المالكي أن "التحالف الوطني هو الوعاء الذي نحرص على أن يكون قوى وحاضر التمثيل إلى جانب الأعضاء الأخرين من التحالف الكردستاني والقائمة العراقية والكتل الأخرى الصغيرة"، مشيرًا إلى أن ذلك "يجعلنا أكثر قوة في مواجهة التحديات".
وشدد المالكي على أن "تطور الأحداث بشكل غير إيجابي لا يخدم أحدًا"، داعيًا إلى "الاتفاق والانسجام بين الكتل السياسية لتفعيل دور العلاقات الإيجابية". من جانبه أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم خلال المؤتمر أن "لقاءه بالمالكي كان معمقًا ومثمرًا، وتناول العلاقات الثنائية والعلاقة في إطار التحالف والعلاقة الوطنية، كما ناقش طبيعة الظروف والحساسيات الإقليمية التي تمر بها المنطقة والظروف الداخلية التي يمر بها العراق".
وأضاف الحكيم أن "اللقاء وقف عند المطالبات المشروعة التي يتحدث عنها المحتجين والمتظاهرين، إلى جانب الإجراءات المهمة التي قامت بها الحكومة والقرارات التي اتخذت في مجلس الوزراء لحل هذه الإشكالات والإجراءات السريعة المطلوب تحقيقها لتنفيذ قرارات مجلس الوزراء ضمن السياقات والمؤسسات المعنية في الدولة العراقية".
وتابع الحكيم أن "الاجتماع ناقش أيضًا دور مجلس النواب في إجراء العديد من التعديلات على قوانين تُسهِّل الإجراءات التنفيذية، وقرارات مجلس الوزراء، مما يتطلب تعاون وتعاضد بين الكتل النيابية جميعًا".
وطالب الحكيم القائمة العراقية بـ"العدول عن قرار مقاطعة جلسات مجلس النواب والعودة بفاعلية للمساعدة في التعديلات القانونية التي من شأنها تهيئة المناخ المناسب لسرعة تنفيذ وتطبيق قرارات مجلس الوزراء وتلبية احتياجات المتظاهرين".
ولفت الحكيم إلى أن "ملف كردستان كان حاضرًا خلال الاجتماع"، مبينًا "لمسنا إرادة من المالكي لمعالجة الأزمات بالطريقة التي يمكن أن توفر وتلبي مطاليب الحكومة الاتحادية مع مراعاة الرؤية التي تحملها حكومة إقليم كردستان".
وتابع الحكيم أن "معالجة الأزمات مع إقليم كردستان والتقليل من حدتها سيمكننا من رسم مناخ ملائم وفرصة طيبة للذهاب إلى انتخابات مجلس المحافظات بهدوء واستقرار وطمأنينة".
وفي الوقت نفسه دعا رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي متظاهري سامراء في محافظة صلاح الدين إلى عدم "إفساح المجال لمن يريد حرف اعتصاماتكم السلمية"، مؤكدا أن "الطرف الآخر" بدأ يبحث عن الحلول بسبب استمرار التظاهرات"، مشددًا على ضرورة "إعادة العتبة العسكرية إلى أهالي سامراء".
وقال أسامة النجيفي في كلمة ألقاها في ساحة الاعتصام في قضاء سامراء، السبت، إن "المتظاهرين هم من سيعيدون التوازن إلى العملية السياسية في البلاد"، داعيًا متظاهري سامراء إلى "عدم فسح المجال لمن يريد حرف اعتصاماتكم السلمية".
وعد مراقبون دعوة النجيفي أهالي سامرَّاء في هذا التوقيت إلى المطالبة بإعادة مرقد الامامين العسكريين إلى إدارتهم بمثابة صب الزيت على النار في الوقت الذي تزداد وتيرة الأزمة بين الحكومة العراقية التي تبحث عن الحلول وبين المتظاهرين الذين يرفعون سقف مطاليبهم كلما طالت فترة اعتصاماتهم.
يذكر أن مرقد الإمامين العسكريين كان تحت إدارة الوقف السُنِّي حتى العام 2006 ومن ثم تم نقل ادارته للوقف الشيعي وأُعيد ترميمه من قِبل الأخير بعد تفجيره إبان أيام العنف الطائفي في البلاد.
وكان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي والقيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي وصلا، السبت، إلى قضاء سامراءللقاء المتظاهرين، في زيارة هي الأولى من نوعها لساحات الاعتصام منذ انطلاق التظاهرات في الـ21 من كانون الأول/ ديمسبر 2012.
وأخذت التظاهرات التي يشهدها العراق منذ أكثر من شهر منحى التصعيد والتحدي خصوصًا بعد استخدام الجيش العراقي النيران ضد المتظاهرين في الفلوجة والذي أدى إلى مقتل 11 متظاهرًا وجرح أكثر من ستين آخرين، والاتهامات التي أطلقتها الحكومة للمتظاهرين بأنهم كانوا المبادرين إلى إطلاق النار على الجيش وأن بعضهم كانوا من تنظيم القاعدة، والتي أثارت غضب أهالي الفلوجة وباقي مدن الاعتصامات على المالكي.
أرسل تعليقك