المحكمة الوطنية الإسبانية ستستمع لأبرز قادة البوليساريو المتهمين
وجدة ـ عبدالقادر محمد
استمعت المحكمة الوطنية في مدريد، أعلى هيئة قضائية جنائية إسبانية، الإثنين، إلى عدد من ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تقترفها جبهة "البوليساريو"، وقدموا شهادات صادمة ومؤثرة أمام قاضي المحكمة الوطنية بابلو روث، عن المعاناة التي قاسوها في مخيمات التعذيب. ووصف رئيس
جمعية مفقودي "البوليساريو" الداهي أكاي، أحد ضحايا هذه الانتهاكات، والسيدة سعداني ماء العينين ابنة الراحل الشيخ سلامة، اللذين استدعتهما المحكمة الإسبانية للإدلاء بشهادتيهما، الظروف اللاإنسانية التي عاشاها في مخيمات تندوف، والتعذيب الذي مورس عليهما، والذي لايزالان يعانيان من أثاره.
وقال الداهي أكاي، في تصريح إلى الصحافة، عقب استماع قاضي المحكمة الإسبانية لهما، "لقد وصفنا للقاضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي كنّا ضحايا لها طيلة سنوات في مخيمات تندوف، وأكدنا تهم الإبادة والإختفاء القسري والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الموجهة إلى ثلاثين من قادة (البوليساريو)".
وأضاف أكاي، الذي لايزال يعاني من آثار التعذيب الذي مارسه عليه مرتزقة "البوليساريو"، أنه "أطلع قاضي المحكمة الوطنية في مدريد على ظروف الحياة المزرية في مخيمات تندوف، حيث يتعرض الضحايا إلى أبشع الممارسات المهينة واللاإنسانية".
وسبق لهؤلاء الضحايا أن وضعوا شكاوى عدة ضد قادة "البوليساريو" عن جرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف فوق الأراضي الجزائرية، لدى المحكمة الوطنية في مدريد، أعلى هيئة قضائية جنائية إسبانية، وقبلت النظر فيها.
ووجه القضاء الإسباني، تهمة جرائم ضد الإنسانية والتعذيب إلى اثنين من أبرز قادة "البوليساريو"، وهما الممثل السابق للجبهة في إسبانيا وسفيرها حاليًا لدى الجزائر إبراهيم الغالي، الموجود حاليًا في الجزائر، والمسؤول عن المصالح الأمنية لـ"البوليساريو" محجوب لينكولن، ضد لالانتهاكات في مخيمات تندوف جنوب غربي الجزائر، ويتعين على المتهمين في هذه القضية، المثول يوم 16 آب/أغسطس الجاري، أمام قاضي المحكمة الإسبانية، بتهم "ارتكاب جرائم إبادة، والاختفاء القسري، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان"، امتثالاً لقرار للقاضي بابلو رويث من المحكمة الوطنية في مدريد، وهي المحكمة التي تباشر هذا النوع من القضايا.
ولا يعرف حتى الآن ما إذا كان المتهمان سيمثلان أمام القضاء الإسباني، إذ أن عملية استحضار إبراهيم الغالي صعبة، بحكم تواجده في الجزائر، ومحجوب لينكون الذي يوجد في إسبانيا يتمتع بحصانة شبه دبلوماسية، تعفيه من المثول أمام هيئة المحكمة.
أرسل تعليقك