أعمال العنف في أبي نمرس
بغداد ـ جعفر النصراوي
أكدت المرجعية الدينية الشيعية العليا من كربلاء، الجمعة، على حرمة دم المواطن المطلقة ومهما كان دين ومعتقد هذا المواطن في جميع البلدان العربية والإسلامية كما أشارت إلى أن على المسؤولين العراقيين أن يستفيدوا من قرار خروج العراق من الفصل السابع وان يغيروا طريقة تفكيرهم في إدارة شؤون الدولة بما يتناسب
مع الوضع الجديد.
هذا و وقال ممثل المرجعية الشيعية العليا في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية من صلاة الجمعة في مرقد الحسين بن علي "إن على الجميع من مفكرين ورجال دين ومثقفين أن يوحدوا خطابهم وأدبياتهم بحرمة دم المواطن مهما كان دينه أو عرقه أو طائفته وذلك لان خطر الفكر المتطرف بدا يتسع وينتشر ليشمل بلدان إسلامية أخرى لم نعتد أن نرى فيها طائفية أو تفرقه وهذا مؤشر خطير لان هذا الفكر بمساوئه وعدم قبوله بالآخر وان يقطع رأس الآخر لمجرد انه يختلف معه جديد على مجتمعاتنا، وأن كان الأمر سابقا في أفغانستان وغيرها مع إنكاره لم يكن بهذه الخطورة ولكنه اليوم بدا يتسع بيننا ما يجعلنا أمام مسؤولية كبيرة للتصدي له من خلال إلى الطرح الهادئ والمعتدل ونشر ثقافة التسامح بين الجميع وهذه مسؤولية الجميع وخصوصا رجال الفكر والثقافة".
وأشار الكربلائي إلى موقف علماء الأزهر الشريف حيث وصف خطابهم بالحسن الذي دان جريمة قتل شيعة أبو نمرس المصرية والاستهداف والتطرف الذي انتقل إليهم من بعض البلدان الأخرى بعد حادثة مقتل الشيخ حسن شحاتة في أبو نمرس مطالبًا جميع رجال الدين أن يصدروا فتواهم بمنع التجاوز على الرموز والمقدسات الدينية للآخرين من أي طرف كان لان هذه الإساءة لا تؤدي إلا أن الأضرار بالمسلمين وغيرهم.
و أوضح الكربلائي أن هذا الفكر المتطرف لم يعد يؤدي إلى البغضاء بين أبناء الشعب الواحد فقط وإنما أصبح مدعاة للتقاتل بينهم وخذ يهدد التعايش السلمي اليوم وأصبح خطرًا على وحدة الشعوب.
ووصف الكربلائي حادث قتل حسن شحاتة بالجريمة البشعة حيث يقتل ويسحل ويمثل بجثة مؤكدًا على أن هذه الجريمة مستنكرة بكل الأعراف، وهؤلاء هم شهداء التعصب الأعمى الذي بدا أنه يتسع بشكل أوسع وتنتقل من بلد إلى إسلامي آخر ومن أشد ما يؤسف له أن الحادثة وقعت في مصر هذا البلد الذي يتعايش فيه الجميع مطالبا الحكومة المصرية أن توفر الأمن لجميع مواطنيها مع أنهم أقليات لأنهم مصريين أساسا وعلى الشعب المصري الذي عرفنا عنه الإخاء والمحبة والتعايش السلمي أن يحافظ عليه بكل الوسائل وان لا يدع مجالا للفكر المتطرف الذي يرفض الآخر أن ينتشر بين مكوناته.
وتساءل الكربلائي كذلك عن الأسباب التي جعلت من المكون التركماني في طوز خورماتو هدفا للتفجيرات التي نتابعها جميعا عبر القنوات الإعلامية ولماذا هذا المكون وهذه الطائفة بالذات مطالبا اللجنة التي شكلتها الحكومة للوقوف على أسباب هذه الأفعال البشعة بحق التركامنيين في طوز خورماتو أن تعمل بسرعة وجدية على الوقوف على الأسباب وان تحفظ امن أبناء هذه الطائفة لأنهم أصبحوا لا يأمنون على أنفسهم وهم يعيشون في هذا المكان واصفا الاستهداف فيه بالمبرمج والمستمر لأقليات الشعب العراقي.
وتطرق الكربلائي إلى أن الصراع السياسي على النفوذ في بعض مناطق العراق ومحاولة تحويله إلى صراع مسلح لان كل فئة تجيش الجيوش كي تنتصر وهذا فيه خطورة على المجتمع لان هذا الصراع ينتشر وكأنه صراع طائفي وكلما تمادى سيكون خطر على مجتمعاتنا والمطلوب من الطبقة السياسية الانتباه إلى خطورة إضفاء الطابع الطائفي على الطابع السياسي.
واعتبر الكربلائي خروج العراق من البند السابع شيء طيب وأسعدنا جميعًا ونشكر الجميع الذين ساعدوا العراق على الخروج منه وأشار إلى أن الشعب العراقي دفع ثمنا باهظا بسبب قرارات الحكم السابق واليوم المطلوب من المسؤولين والجهات المعنية أن يستثمروا هذه الفرصة لبدء واقع جديد في العراق في جميع المجالات منها العلمية والاقتصادية، ويجب أن يكون تغيير في سلوك المسؤولين في العراق حتى نحقق الأهداف المرجوة لان التغيير في وضع العراق الذي استعاد مكانته الطبيعية الدولية يجب أن يتواكب مع طريقة تفكير المسؤولين والمعنيين لأن يبقوا على نفس الوتيرة التي لا تمكن العراق من الاستفادة من خروجه من البند السابع.
أرسل تعليقك