متظاهرون يقطعون طريق مدينة طرابلس
بيروت – جورج شاهين
عاد الهدوء إلى عبرا بعد التوتر الذي شهدته المدنية، بعد انتهاء صلاة الجمعة في جامع الزعتري، حيث توجهت مسيرة نظمتها مجموعة من المصلين السلفيين في اتجاه بلدة عبرا، استنكارا لما حصل فيها الأحد الماضي، ورفضا لمضمون خطاب مفتي صيدا والجنوب .وتزامن التحرك مع أعمال شغب وقطع طرق وتظاهرات في
طرابلس أنزلت إحداها صورة للرئيس سعد الحريري زعيم تيار المستقبل في ساحة النور ورفعت صورة للأسير مكانها كما قطعوا بعض الطرف لبعض الوقت وأطلقوا النار في الهواء.
وفي صيدا وفور الانتهاء من خطبة الجمعة الموحدة في يوم "غضب المساجد" انطلقت تظارهة رافضة لخطاب مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان المعتدل وتوجهوا إلى عبرا، ولدى وصول المسيرة بالقرب من مركز لـ"الجماعة الإسلامية" ، أصر المشاركون على إطلاق النار في اتجاه الجيش، فاضطرت عناصره إلى الرد وإطلاق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يصرون على دخول ما كان يسمى مربع الأسير.
وقام المشاركون بتوزيع بيان يطالب بمعرفة مصير أولادهم المفقودين، إضافة إلى فتح تحقيق عادل شفاف في الأحداث الأخيرة"، وطالب الجيش بتأمين حماية الأهالي، إضافة إلى نزع السلاح من الأطراف كافة وتعويض الأهالي ممتلكاتهم المتضررة.
وفي مساجد الطريق الجديدة أحيا حزب التحرير سلسلة من التظاهرات رفضا لما جرى في صيدا والإعتداءآت التي قامت بها مجموعات من حزب الله وقطعوا بعض الطرق في محيط مسجد علي بن أبي طالب في الطريق الجديدة.
وكان المفتي الشيخ سليم سوسان قد أم المصلين بصلاة جامعة وموحدة في مسجد الزعتري في صيدا بعد إقفال باقي مساجد المدينة، حضرها الرئيس فؤاد السنيورة وداعي الإسلام الشهال وعلماء دين وأئمة المساجد وفاعليات وشخصيات وحشد من المؤمنين.
وقال سوسان :" أننا نستنكر الاعتداء على الجيش اللبناني ونعزي القيادة والضباط والأفراد بمن سقط منهم ومن المدنيين، وارفض دعوات الانشقاق عنه، مضيفا "نحن الطائفة السنية جزء لا يتجزأ في مكونات هذا الوطن ومؤسساته، فإننا نطالب بفتح تحقيق عادل موضوعي وقانوني وشفاف مع بعض المجموعات العسكرية التي أساءت بتصرفها إلى صورة المؤسسة العسكرية بالضرب والإساءة والمعاملة" رافضا قيام بعض المجموعات المسلحة غير الشرعية وغير النظامية بالمداهمات والاعتقالات والاستفزازات والتحقيقات مع الناس، محملا الدولة مسؤولية هذا الأمر.
وتابع "أنا وإخواني العلماء نشعر بالألم والحزن على قصف مدينة صيدا، التي حملت قضايا الوطن وقضية فلسطين وقدمت شهداء وتصدت للعدو الإسرائيلي وفتحت قلوبها وبيوتها وجيوبها دون منة للجنوبيين عام 2006 وما قبل، وهي في ثقافة المقاومة إيمانا وطنيا ضد العدو الإسرائيلي".
وقال "إن التطاول والإذلال والقهر لمدينة صيدا أمر مرفوض من أي جهة كان، وعلى الدولة أن تتحمل مسؤولياتها وإلا فإن الشارع سيفلت ويخرج الناس عن قهرهم وغضبهم وهدوئهم الذين نعمل مع كل المخلصين من أجلهم، سنفتح المساجد كلها، لتكون هذه للتدين والاعتدال والحكمة والموعظة الحسنة والوطنية ولتبقى صيدا مدينة الاعتدال بالتنوع وبتعدد أبنائها ومسلكيتهم دون تطرف أو شحن مذهبي".
وطالب الأجهزة الأمنية ومن المسؤولين تسهيل وصول أهلنا إلى منازلهم وشققهم المدمرة لقضاء حاجياتهم وكفاهم ما أصابهم من خراب، والإسراع في تقديم مسح الأضرار ليصار إلى التعويض عنها والإسراع في إصلاح الخدمات وخصوصا الماء والكهرباء.
وأهاب بالدولة أن يكون القانون على الجميع في ضوء خطة عادلة ، رافضا استعمال السلاح في الداخل من أي جهة كان وتحت أي عنوان كان إلا سلاح الدولة والقانون والشرعية، محملا القوى المسؤولة كلها المتابعة مع الجهات المعنية في الدولة حتى نصل إلى الأمن والاستقرار والهدوء.
وفي طرابلس أقام علماء طرابلس والشمال صلاة موحدة في مساجد طرابلس وأم المصلين في مسجد عمر بن الخطاب في الميناء رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في الشمال الشيخ حسام سباط وألقى خطبة الجمعة أشار فيها إلى أن "أهل السنة والجماعة قد اجتمعوا في عدد من مساجد لبنان لرفع الصوت رفضا للظلم والطغيان وللمطالبة بعدل الإسلام".
واستذكر سباط "الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982"، سائلا "عما يجري في صيدا اليوم، وهل ما يجري هو مكافأة لها بسبب دحرها للعدو الإسرائيلي؟". وطالب "الجيش اللبناني بعدالة كاملة على جميع أراضي الوطن"، معتبرا ان "للجيش ادوارا اهمها حماية الحدود والحكم بالعدل".
واعتبر ان "ما جرى في صيدا وحتى الساعة لم تتضح معالمه ويطرح حوله الكثير من التساؤلات فلذلك لا نستطيع الحكم على طرف أو آخر بما جرى ولكن ما شاهدناه من صور وما سمعنا به عما يجري في المعتقلات ليس بعدل وهو لظلم كبير لا نرضاه أبدا".
وأكد الملحق الثقافي السعودي في لبنان مساعد الجراح، أن "الملحقية لن تسمح للطلبة السعوديين في لبنان بالبقاء فيه، نظراً لتطورات الوضع الأمني، والتحذير الذي أطلقه مجلس التعاون الخليجي للمواطنين من السفر إلى لبنان، أو البقاء فيه"، مشيرًا إلى أن "السفارة السعودية في لبنان نبّهت على الطلبة المتواجدين كافة بضرورة العودة إلى السعودية".
وأكد الجراح في حديث نشر له في بيروت عبر المواقع الإلكترونية أن "الملحقية تراعي ظروف الطلبة الذين على وشك التخرج، ويصعب عليهم الانتقال إلى دول أخرى للدراسة، ولذلك سمحت لمن لديهم حالات خاصة بالتسجيل في الفصل الصيفي، بشرط أخذ إذن مسبق من الملحقية"، لافتًا إلى أن "نظام وزارة التعليم العالي يشترط أساساً قضاء الإجازة في السعودية".
وبشأن إمكان عودة الطلبة إلى لبنان في حال تحسن الوضع الأمني لاحقاً، أشار الجراح إلى أن "ذلك رهن التواصل من قبل الملحقية، ففي حال وجود أي مستجد، سيتم التواصل مع الدارسين كافة، وإبلاغهم بما سيكون عليه الوضع".
وفي ما يختص بالبدائل، أكد الجراح أن "وزارة التعليم العالي تتيح المجال للانتقال لأي دولة على سبيل البعثة في الجامعات الموصى بها، أو اختيار الابتعاث الداخلي بالسعودية، سواء في الجامعات الأهلية، أو الحكومية".
ولفت الجراح إلى أن "الطلاب بدأوا بالانصراف إلى السعودية، باستثناء عدد محدود جدًا، ما زال يجري الاختبارات النهائية، وسيعود بمجرد الانتهاء منها"، مؤكدًا أن "القرار يشمل كذلك أبناء الموظفين، والعاملين في السفارة السعودية في بيروت".
يذكر أنّ دول مجلس التعاون الخليجي دعت رعاياها مؤخرًا عدة مرات إلى عدم السفر إلى لبنان أو البقاء فيه حفاظاً على سلامتهم. واكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني، أن الدول الست تطلب من رعاياها عدم السفر إلى لبنان أو البقاء فيه حفاظاً على سلامتهم.
وأشار الزياني إلى أن ذلك الطلب يأتي تأكيداً لدعوة معظم دول المجلس مواطنيها إلى تجنب السفر إلى لبنان نظراً لعدم استقرار الأوضاع الأمنية هناك، الأمر الذي يجعل وجود مواطني دول المجلس فيه غير آمن.
أرسل تعليقك