الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يتحدث في الجامعة الإسلامية إلى الطلبة والمسؤولين في أكرا خلال الشهر الماضي
طهران ـ مهدي موسوي
تَعَرَّض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لمهانة عندما رفضت النخبة الدينية في البلاد السماح له بدعم وتعزيز المرشح الذي يرغب في أن يخلفه في رئاسة إيران. يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت السلطات الرسمية في تلقي طلبات الترشيح لانتخابات الرئاسة الإيرانية المقرر لها 16 حزيران/يونيو المقبل. وتقول
صحيفة الديلي تلغراف البريطانية إن اندفاع المرشحين المحافظين لخوض انتخابات الرئاسة الإيرانية، أحدث فجوة في عملية التنافس السياسي. يأتي ذلك في الوقت الذي فشل فيه معسكر الرئيس الإيراني في تقديم مرشح لتلك الانتخابات.
وعلى الرغم من أن الغرب ينظر إلى محمود أحمدي نجاد باعتباره أحد الصقور السياسية المتشددة بسبب آرائه وتعهده بإزالة إسرائيل من خريطة العالم، إلا أنه داخل إيران يحظى بغضب وسخط المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله على خامينئي، الذي يراه راديكالياً متطرفاً وخطيراً.
وكان الرئيس الإيراني الذي أعيد انتخابه عام 2009 لفترة ولاية ثانية، أعلن صراحة عن اختياره وتأييده لأحد أقاربه ومستشاره سابقاً في الرئاسة وهو إصفانديار رحيم ماشائي ليكون خليفته في الرئاسة.
يذكر أن اختيار أحمدي نجاد لأحد أتباعه كي يكون في السلطة يمكن أن يكون بمثابة أمر حاسم ومصيري بالنسبة لمستقبله وذلك في أعقاب دعوة مجموعة من الأعضاء البارزين في البرلمان الإيراني والسلطة القضائية بمحاكمته بتهمة استغلال سلطته.
ويقول المحلل السياسي في جامعة طهران صادق زيباكلام في مقابلة مع صحيفة الشرق الإصلاحية الإيرانية "إن أحمدي نجاد لن يتخلى بسهولة عن نفوذه وسلطته بعد أن قام بتأمينها على مدى ثمانية أعوام وأن قمة ما يخطط إليه هو أن يرى رحيم مشائي في منصب الرئيس من بعده الأمر الذي لا يحرمه من وضعه داخل المنظومة السياسية".
ويعتقد محللون سياسيون أن رحيم مشائي لا حظوظ له في الانتخابات القادمة وذلك في ضوء أن المرشحين كافة سيخضعون في نهاية المطاف لتدقيق وقرار مجلس الوصاية وهو هيئة دينية، الأمر الذي يؤكد أن تصفية المرشحين ستنحصر في حفنة من الشخصيات التي على علاقة وثيقة بآية الله على خامينئي الذي يملك السلطة المطلقة وفقاً لبنود الدستور الإيراني.
وكان أكثر من 20 من الشخصيات السياسية الإيرانية قد أعلنت نيتها خوض الانتخابات القادمة، بينما تقدم مئات الإيرانيين بطلبات الترشيح إلى وزارة الداخلية في طهران التي ستغلق باب التسجيل في نهاية هذا الأسبوع ثم يقوم مجلس الوصاية بالإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين السبت المقبل.
وقال المتحدث باسم مجلس الوصاية إن المرشحين لابد وأن يكونوا على قناعة وإيمان بنظام الجمهورية الإسلامية ودستورها. وأضاف أن المجلس إذا لم يتأكد من ذلك فإنه لن يوافق على ترشيح من لا يؤمن بذلك. وأشار إلى أنه ربما تكون بعض الأخطاء وقعت في الماضي في هذا الشأن.
ومن بين أبرز المرشحين لخوض انتخابات الرئاسة كل من على أكبر ولاياتي وهو أحد كبار مساعدي آية الله على خاميني، ومحمد باغر قاليباف عمدة طهران، وحسن روحاني الرئيس السابق لوفد المفاوضات الإيرانية النووية وتلميذ الرئيس الإيراني الأسبق على أكبر رافسنجاني.
ويقول المحلل السياسي في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنري سميث إنه لا يوجد مجال واسع أمام المنافسة السياسية وأن المنافسة ستنحصر في مجموعة من أصحاب التيار المحافظ.
وهناك مؤشرات تقول إن الزعامة الإيرانية التي عاشت ثمانية أعوام من الاضطراب في عهد الرئيس نجاد، تُفكّر ملياً في اتخاذ خطوات من شأنها التخفيف من عزلتها في ظل رئيس جديد.
وأعلن روحاني أنه يرغب في حكومة متبصرة ومتعقلة يمكن أن تصل مع الغرب إلى حل وسط بشأن برنامجها النووي ومن ثم تخفيف أو رفع العقوبات المفروضة على إيران والتي ألحقت أضراراً بالغة باقتصادها.
وكان مير حسين موسوي الذي خسر في انتخابات عام 2009 قد رَدَّدَ مثل ذلك في حملته الانتخابية، ومع ذلك فهو يعيش الآن رهن الاعتقال المنزلي منذ أربعة أعوام بعد أن قام أنصاره بمظاهرات احتجاجية قوبلت بالقمع الوحشي.
أرسل تعليقك