سلسلة غارات على مناطق متفرقة من اليمن
صنعاء - علي ربيع
أكدت مصادر عسكرية يمنية، السبت، أن صنعاء طلبت من الولايات المتحدة الأميركية التوقف عن تنفيذ ضرباتها الجوية على أراضيها مؤقتاً لامتصاص الغضب الشعبي جراء الهجمات العنيفة التي كانت شنتها طائرات واشنطن من دون طيار خلال الأسبوعين الأخيرين على مناطق
متفرقة من اليمن استهدافاً لعناصر مفترضة من تنظيم"القاعدة". يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه واشنطن إعادة فتح سفاراتها المغلقة منذ أسبوع في نحو 18 بلداً باستثناء سفارتها في اليمن وقنصليتها في لاهور الباكستانية، نظراً لما اعتبرته وجود تهديدات بتعرضهما لهجمات إرهابية محتملة.
وقال مصدر عسكري يمني، لـ"العرب اليوم" إن وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر أحمد، طلب من نائبة السفير الأميركي في صنعاء، كارن ساسا هارا، السبت، وقف غارات الطائرات الأميركية من دون طيار على الأراضي اليمنية بشكل مؤقت لامتصاص الغضب الشعبي المتزايد الناجم عن الهجمات الأخيرة المكثفة التي نفتها هذه الطائرات على مناطق متفرقة جنوب وشرق البلاد.
وكانت واشنطن نفذت نحو ثماني غارات في الأسبوعين الأخيرين، على أبين وشبوة ومأرب وحضرموت، أدت إلى مقتل نحو 35 عنصراً من تنظيم"القاعدة" بينهم سعوديون، بالتزامن مع استنفار أمني كانت أطلقته واشنطن بعد تسريب معلومات عن احتمال تنفيذ هجمات وشيكة على أهداف غربية في اليمن والشرق الأوسط من قبل عناصر"القاعدة".
وأضاف المصدر اليمني" الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، "أن وزير الدفاع اليمني بحث مع نائبة السفير الأميركي في صنعاء، إمكانية خفض واشنطن درجة التهديدات الأمنية في اليمن، خاصة بعد أن أعلنت واشنطن إعادة فتح سفاراتها المغلقة في بلدان أخرى باستثناء في صنعاء".
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت الجمعة، في بيان أن سفارتها بالعاصمة اليمنية صنعاء ستظل مغلقة بسبب مخاوف بشأن "سيل من التهديدات" من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، بينما أعلنت إعادة فتحها في نحو 18 بلداً آخر.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين بساكي "سنواصل تقييم التهديدات في صنعاء ولاهور، واتخاذ قرارات لاحقة بشأن إعادة فتح هذه المنشآت".
من جهتها أكدت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، لقاء وزير الدفاع اليمني مع هارا، في صنعاء، وقالت إن الوزير اللواء الركن/ محمد ناصر أحمد بحث في مقر قيادة وزارة الدفاع مع سعادة نائبة سفير الولايات المتحدة الأميركية كارن ساسا هارا عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وأضافت الوكالة أن اللقاء الذي ضم كل من اللواء الركن عبدالباري الشميري نائب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني، ومدير مكتب التعاون الأميركي بصنعاء العقيد روزين، والملحق العسكري الأميركي لدى اليمن العقيد وليد نصر، إلى مجالات التعاون القائمة بين اليمن والولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب وتعزيز جهود اليمن في مواجهة هذه الآفة العالمية".
ونسبت إلى وزير الدفاع اليمني أنه أشار "إلى أهمية الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للقوات المسلحة اليمنية من دعم لوجستي وفني وتبادل الخبرات والمعلومات لمواجهة التحديات الإرهابية "كما أشاد"بمستوى التطور الايجابي الذي تشهده جوانب التعاون بين البلدين والجيشين الصديقين في التدريب والتأهيل العسكري والأمني ".
من جانبها أكدت نائبة السفير الأميركي، بحسب المصادر الحكومية اليمنية، الموقف الداعم لليمن وقيادته السياسية لتجاوز هذه المرحلة الاستثنائية وبما يضمن حفظ أمن واستقرار ووحدة اليمن، مشيرة إلى ضرورة دعم جهود اليمن في مجالات الدفاع بشكل عام وعلى وجه الخصوص في مكافحة الإرهاب وتعزيز القدرات الدفاعية للقوات المسلحة اليمنية".
على صعيد مماثل، اعترفت وزارة الداخلية اليمنية، على موقعها الإلكتروني، أن الغارتين الأخيرتين اللتين نفذتهما طائرات من دون طيار يعتقد أنها أميركية على بلدة غيل باوزير في حضرموت(شرق اليمن) أدت إلى مقتل سبعة عناصر على الأقل مفترضين من"القاعدة".
وأوضحت الوزارة "أن الضربة الأولى استهدفت سيارة هايلوكس غمارتين موديل 2010 كان على متنها اثنين من العناصر الإرهابية ما أدى إلى مقتلهما واحتراق السيارة بالكامل وذلك أثناء وجودها على بعد حوالي 200 متر من مصنع بقشان في الجهة الجنوبية من الطريق العام".
وأضافت "أن البقية وعددهم خمسة أشخاص استهدفتهم ضربة جوية في وقت لاحق أثناء وجودهم في منطقة الرقبة بوادي كتاف" مشيرة إلى "أنها تحفظت على جثث قتلى "القاعدة" في ثلاجة المستشفى(لم تحدد مكانه) للإجراءات القانونية".
أرسل تعليقك