عناصر من الجيش اليمني
صنعاء ـ علي ربيع
أكدت مصادر عسكرية يمنية، أن وحدات من الجيش اليمني والقوات الخاصة بدأت تحركاتها، الخميس، لملاحقة مسلحين قبليين في محافظة مأرب(شرق صنعاء) تتهمهم السلطات بتفجير أنابيب تصدير النفط وتنفيذ هجمات على خطوط نقل الطاقة الكهربائية، في حين تتواصل الاستعدادات في العاصمة صنعاء
لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل المقرر الاثنين القادم.
وقالت مصادر عسكرية في صنعاء لـ"العرب اليوم" "إن حملة عسكرية توجهت الخميس صوب وادي حباب التابع لمديرية صرواح بمحافظة مأرب قادمة من قيادة المنطقة العسكرية الوسطى، لملاحقة عناصر قبلية مسلحة أقدمت في وقت سابق على تفجير أنبوب النفط القادم من حقول صافر باتجاه ميناء التصدير على البحر الأحمر(غرب البلاد)، كما شنت، على حد قولها، هجمات على خطوط نقل الطاقة الكهربائية القادمة من محطة التوليد في صافر نفسها، وهو ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي لثلاثة أيام عن صنعاء ومدن أخرى".
وتمكنت فرق فنية تابعة لوزارة الكهرباء اليمنية،من إعادة منظومة الطاقة الكهربائية إلى العمل بعد إصلاحها، مساء الأربعاء، لكنها تعرضت صباح الخميس مجدداً لهجومين آخرين في منطقة نهم على بعد نحو 50 كيلومترا شرق العاصمة صنعاء.
وأوضحت المصادر العسكرية أن حملة الجيش المؤلفة من أربعة ألوية تضم 30 دبابة ومدرعة عسكرية وراجمات صواريخ "كاتيوشا" بالإضافة إلى أكثر من 10 عربات همر تابعة للقوات الخاصة، مع وحدات من الأمن المركزي والشرطة العسكرية، مشيرةً إلى أن الحملة التي من المقرر أن يشرف عليها نائب رئيس الأركان للشؤون الفنية اللواء الركن محمد علي المقدشي ستتولى ملاحقة العناصر القبلية المتهمة، كما ستؤمن عملية إصلاح أنبوب تصدير النفط.
على صعيد آخر، أنشأت قيادة وزارة الدفاع اليمنية، غرفة عمليات خاصة تتولى الإشراف على تأمين الحوار الوطني المرتقب بدؤه الاثنين المقبل في القصر الرئاسي بصنعاء، بمشاركة 565 شخصاً يمثلون مختلف الأطراف السياسية والقوى الحزبية.
وستقوم غرفة العمليات بحسب ما نقله الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع اليمنية، "بالمتابعة المستمرة لمستوى تنفيذ الخطة الأمنية التي يشارك فيها عدد من منتسبي القوات المسلحة والأمن وبما يؤمن أماكن انعقاد جلسات الحوار والشخصيات المشاركة وخطوط السير، كما ستقوم "باستقبال الملاحظات على تنفيذ الخطة الأمنية واتخاذ الإجراءات السريعة لمنع أية إخلالات أمنية قد تحدث أثناء فترة جلسات الحوار سواء عقدت في صنعاء أو في بقية المحافظات".
في السياق نفسه، أكدت مصادر مطلعة في لجنة التحضير للحوار الوطني، لـ"العرب اليوم" أن شخصيات إقليمية ودولية رفيعة المستوى ستحضر جلسة افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن، من بينها أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، وزراء خارجية الدول الراعية للعملية الانتقالية في اليمن، بالإضافة إلى شخصيات مرموقة في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لم تكشف المصادر عن اسمها، إلا أن توقعات لمصادر سياسية ودبلوماسية أخرى لم تستبعد أن يكون من بين الحاضرين الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون ووزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.
إلى ذلك، أعلنت معظم الأحزاب اليمنية والقوى أسماء ممثليها في الحوار، في انتظار أن يسمي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في وقت لاحق، أسماء ممثلي المعارضة الجنوبية لشغل 85 مقعداً في الحوار، بالإضافة إلى تسمية 62 شخصاً لشغل المقاعد التي خصصت للرئيس هادي من قبل اللجنة التحضيرية للحوار، كما سيقوم بحسم الخلاف حول لوائح ممثلي الشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني، التي رفعها إليه أعضاء اللجنة بعد وصولهم إلى طريق مسدود بشأن التوافق حولها.
ويأتي مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، جزءاً من عملية التسوية السياسية في البلاد، التي قدمتها دول الخليج ورعتها الأمم المتحدة والدول الخمس، في سياق عملية نقل السلطة، التي تولاها الرئيس هادي بناء على توافق الأطراف السياسية خلفاً للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي أجبرته انتفاضة 2011 الشعبية على تركها.
ويناقش مؤتمر الحوار الوطني الذي تقاطعه بعض قيادات المعارضة الجنوبية المقيمة في الخارج، شكل الدولة والقضايا الوطنية العالقة، خصوصا مشكلتي الجنوب وصعدة، بالإضافة إلى وضع دستور جديد، تقام بموجبه انتخابات عامة في شباط/فبراير 2014 تنهي المرحلة الانتقالية وتؤسس لحقبة جديدة في تاريخ اليمن المعاصر.
أرسل تعليقك