انقسام حاد في صفوف الأكثرية اللبنانية بشأن ملف النازحين السوريين
آخر تحديث GMT02:27:57
 العرب اليوم -

بعد مطالبة العونيين بإقفال الحدود فورًا ورفض التيارات الأخرى

انقسام حاد في صفوف الأكثرية اللبنانية بشأن ملف النازحين السوريين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - انقسام حاد في صفوف الأكثرية اللبنانية بشأن ملف النازحين السوريين

مخيمات للاجئين السوريين في لبنان

بيروت ـ جورج شاهين اعترفت مصادر في الأكثرية الحكومية اللبنانية عبر "العرب اليوم"، بأن الانقسام الحاصل في صفوف الأكثرية الحكومية بشأن ملف النازحين السوريين تجاوز عملية توزيع الأدوار بين الحلفاء إلى وجود انقسام فعلي جعل الجميع يعترفون بنوع من التمايز على خلفيات طائفية ومذهبية بعدما ألقت القضية بتردداتها السلبية على الحكومة التي أمضت ست ساعات، الخميس، في مناقشة ملف النازحين وسبل المواجهة وسط توقعات بازدياد العدد متى توسعت رقعة العمليات العسكرية في ريف دمشق والمناطق القريبة من الحدود "اللبنانية- السورية".
وقالت المصادر، إن المواجهة الكبرى كانت في مجلس الوزراء، الخميس، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ووزير الطاقة جبران باسيل، صهر رئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون، الذي طالب بإقفال المعابر وطرد السوريين النازحين جميعا، ما دفع رئيس الجمهورية إلى رفض الموقف معتبرا إياه خطوة سيئة بالنسبة إلى لبنان واللبنانيين.
وفي السياق، أوضح باسيل، بعد جلسة مجلس الوزراء: "لم نكن بصدد مناقشة آلية أو خطة، نحن أمام مشكلة عدم تمكّن الدولة من استيعاب المزيد، والقضية بالنسبة إلينا ليست قضية تقنية أو قصّة تمويل، فنحن معنيّون بالأبعاد التي يفرضها هذا الملف على مستوى الوطن من مخاطر أمنية واجتماعية وتغيرات ديموغرافية، فنحن نخشى تجربة المخيّمات الفلسطينية، كما نخشى أن نقوم بتفريق النازحين، فيتحوّلون إلى خلايا، وإذا ركّزناهم في مكان واحد يتحوّلون إلى مخيّمات وربما إلى مراكز تدريب".
وسأل باسيل: "من قال إن حاجتنا لإغاثتهم ستبقى 350 مليون دولار؟ فالأعداد تتفاقم يوما بعد يوم، ولماذا دائما أرض لبنان مستباحة"، مكرّراً دعوته إلى إقفال الحدود أمام تدفّق النازحين وتخفيض العدد الموجود في لبنان، والذي أحصته وزارة الشؤون الاجتماعية بـ170 ألف نازح، 120 ألفا ملفّاتهم جاهزة، و50 ألفا قيد التجهيز.
وقالت مصادر وزارية إلى "العرب اليوم": "أثار طرح وزير الطاقة بشأن النازحين زوبعة ردود داخل مجلس الوزراء ما دفع  الرئيس ميشال سليمان إلى التعليق على الأقتراح على هذا الامر بالقول (إذا اردتم أن تزايدوا مسيحيّا، فمن السهل أن أسير معكم، لكن هذا القرار ليس حكيماً)"
وعلم "العرب اليوم"، أنه "عندما طرح باسيل وضع سقف لاعداد النازحين، سأل سليمان (ما هو السقف الذي تقترحونه)، فتبيّن أن باسيل مع التخلّص من كل النازحين، فاعترض معظم الوزراء ومن بينهم الحلفاء على هذا الأمر مؤكّدين استحالته".
وأضافت المصادر أن وزراء "جبهة النضال الوطني" دعوا إلى أن تقوم كل الأجهزة بعمل متكامل في جمع المعلومات والمعطيات عن النازحين وتوضع في مكان واحد لتتم مقاطعة المعلومات حتى تتخذ الدولة اللبنانية القرارات المناسبة وفق معلومات دقيقة"، قائلة إن الوزير علي قانصوه أثار الجانب الأمني للقضية وتحديدا تسرب مسلحين مع النازحين لا سيما متطرفين، مبديا الخشية من أن تغتنم القاعدة مسألة النزوح حتى يصبح لها موطئ قدم في لبنان داعيا إلى إجراءات رادعة في هذا الخصوص".
ولفتت المصادر إلى أن وزراء تكتل التغيير طالبوا بوقف استقبال النازحين وخفض العدد الموجود في لبنان إلى الحد الأدنى إما بإعادتهم إلى أراضيهم أو الاتصال بالدول المحيطة لاستيعاب العدد الموجود في لبنان، وأعلنوا اعتراضهم على البيان الذي عرض على مجلس الوزراء كمخرج للانقسام بشأن الموقف من النازحين، لأن البيان أشبه بدعوة ولا يدق ناقوس الخطر.
وبنتيجة النقاش لم تقر الخطة الحكومية، واتفق على مجموعة إجراءات واستمر الخلاف على مسألة تحديد سقف العدد الاستيعابي للنازحين والمشكلة التي ظلت مفتوحة هي عدم تحديد السقف الذي دار بشأنه نقاش مستفيض، ولم يستطع وزراء التكتل انتزاع موقف من الحكومة بوقف استقبال النازحين.
وفي نهاية الجلسة، وفي أعقاب الجدل الذي قام في ضوء موقف الوزير باسيل وإصرار وزير الشؤون الاجتماعية على برنامج الإغاثة، ومطالبة المجتمع الدولي بالإيفاء بتعهداته المالية، طرح الموضوع على مجلس الوزراء للتصويت فصوت وزراء ميقاتي وحزب الله وأمل ورئيس الجمهورية على القرار، وبقي وزراء التكتل العوني وحدهم دون مؤيد.
وفي موقف لافت غيّر وزيري الأرمن، صباح الجمعة، من موقفهم المسائي إلى جانب وزراء التيار إلى العكس، ورأى وزير الدولة بانوس مانجيان، أنه "علينا أن نعترف كلبنانيين جميعا أن أزمة النازحين السوريين هي من أكبر المشاكل التي تواجهنا منذ الاستقلال، لأن ذلك خارج إمكانيات الدولة"، مؤكداً في المقابل أنه لا يمكن إقفال الحدود لأسباب إنسانية.
وأوضح مانجيان، أن وزراء تكتل التغيير والإصلاح ينطلقون من مبدأ أنه ليس بمقدور لبنان استقبال نازحين بأعداد هائلة، وقال إنه عندما نتخطى الوضع الإنساني، سنصل إلى مرحلة أن الضيع اللبنانية لم تعد تتسع للبنانيين أنفسهم وبالتالي لم تعد تتسع لهذه الأعداد من النازحين، مؤكداً أن هذا موضوع خطير يهدد الواقع اللبناني.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انقسام حاد في صفوف الأكثرية اللبنانية بشأن ملف النازحين السوريين انقسام حاد في صفوف الأكثرية اللبنانية بشأن ملف النازحين السوريين



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab