جانب من المؤتمر
دمشق ـ وكالات
بدأت أعمال الاجتماع الدولي في باريس، الإثنين، لتوفير الدعم لـ"الائتلاف الوطني السوري" المعارض بمشاركة 50 دولة، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه يدرس حاليًا مدى جدوى التدخل العسكري في سورية، بينما حذرت إسرائيل من توجيه ضربة عسكرية ضد سورية في حال وقوع أسلحة كيميائية في
أيدي مقاتلي "حزب الله" اللبناني، أو المعارضة المسلحة.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في كلمة له خلال الاجتماع الدولي في باريس لتوفير الدعم للائتلاف الوطني السوري، الإثنين، أن "حديث رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف الأخير حول الحكومة السورية، يأتي في السياق المناسب، وما نأمله هو أن يتم ترجمة ذلك على أرض الواقع"، مشيرًا إلى أن "كل المراقبين يعترفون بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا مستقبل له"، مشيرًا إلى أنه "يجب أن نذكر دائمًا بما هو أساسي في سورية، فالأمر يتعلق بانتفاضة شعب لتحقيق كرامته وحريته، وأن الحكومة السورية أرادت أن تغرق الثورة بالدماء، وأنه يتوجب على كل الدول الحرة أن تساعد الشعب السوري".
وقال فابيوس "نريد أن يتم تحرير سورية، وأن نتفادى ما نسميه الفوضى، وإن لم نمنح الشعب السوري الإمكانات لتحقيق حريته فهناك تهديد كبير يتمثل بزيادة أمد القتل وتطور التطرف الذي نريد أن نقوم بمكافتحه"، مشددًا على أنه "يجب أن نضع حدًا للفوضى، وهذا يجب أن يكون بشكل سلمي من خلال الدعم الكبير والواضح للائتلاف السوري".
من جانبه، طالب نائب رئيس "الائتلاف الوطني السوري" رياض سيف، المجتمع الدولي باتخاذ خطوات فعلية تطبق على الأرض لدعم المعارضة السورية، موضحًا أن "الهدف من هذا الاجتماع هو إيجاد سلطة بديلة في حال رحيل الرئيس السوري الحالي بشار الأسد، وأن ذلك لن يتحقق إلا من خلال الدعم الحقيقي والكامل للشعب السوري، وأن فرنسا كانت من الدول المشجعة على وحدة المعارضة السورية، لنستطيع تكوين سلطة بديلة تمسك بزمام الأمور عند رحيل الأسد، ولكن لابد من توافر الإمكانات الأساسية التي تمكن الشعب السوري من الدفاع عن نفسه"، معربًا عن أمله بأن "يتحول هذا اللقاء إلى أفعال واقعية على الأرض، وألا ينتهي من الاجتماعات السابقة التي لم تسفر عن نتائج ملموسة".
يُشار إلى أن الاجتماع يضم مختلف أطياف المعارضة السورية إلى جانب دبلوماسيين وممثلين من حوالي 50 دولة، ويأتي هذا المؤتمر بعد اجتماع لـ"أصدقاء سورية" عقد في مدينة مراكش المغربية في 12 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، اعترف خلاله المشاركون بالائتلاف ممثلاً شرعيًا للشعب السوري.
على صعيد متصل، حذر نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم، من أن "أي علامة على تراخي قبضة سورية على أسلحتها الكيميائية خلال قتالها للمعارضين المسلحين قد تؤدي إلى ضربات عسكرية إسرائيلية"، مؤكدًا ما جاء في تقرير إخباري عن أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعًا مع قادة الأجهزة الأمنية الأسبوع الماضي لمناقشة الصراع في سورية وحالة ترسانة الأسلحة الكيميائية المشتبه في أنها تمتلكها".
وقال شالوم لإذاعة "الجيش الإسرائيلي"، إنه في حالة وقوع أسلحة كيميائية في أيدي مقاتلي "حزب الله" اللبناني، أو المعارضة المسلحة التي تقاتل لإسقاط الأسد "فإن ذلك سيغير من قدرات هذه المنظمات بشكل هائل"، مضيفًا أن "هذا التطور سيمثل تجاوزًا للخطوط الحمراء يتطلب تناولاً مختلفًا ربما يشمل عمليات وقائية"، وذلك في إشارة إلى تدخل عسكري محتمل، حيث قال جنرالات إسرائيليون أن" إسرائيل أعدت خططًا له".
وأضاف شالوم "الفكرة من حيث المبدأ هي أن ذلك (نقل الأسلحة الكيميائية) يجب ألا يحدث، وفي اللحظة التي نبدأ فيها معرفة أنه من الممكن حدوث شئ من هذا القبيل فسيتعين علينا أن نتخذ قرارات".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، في حوار أجراه مع قناة "سي إن إن"، إن "حظوظ الرئيس السوري بشار الأسد للبقاء في السلطة تتقلص يومًا بعد يوم، وأن أيامه في السلطة أصبحت معدودة"، لكنه كرر دعوته إلى المحادثات بين الحكومة وخصومها، وجدد موقف موسكو الرافض لفكرة إبعاد الأسد من الحكم من قبل قوى خارجية.
من جهته، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أنه "يعمل على تقييم ما إذا كان التدخل العسكري في سورية سيحدث فرقًا في حل الوضع المتأزم في البلاد منذ 22 شهرًا، أم أنه سيؤدي إلى تفاقم الأمور"، وجاءت تلك التصريحات لأوباما في مقابلتين صحافيتين ردًا على منتقدي أميركا بأنها لم تتدخل بشكل كافٍ في سورية، حيث قتل آلاف الأشخاص وشرد ملايين، وفقًا لمسؤولي الأمم المتحدة.
وأوضح أوباما في حديث لمجلة "ذا نيو ريبابلك"، "من المهم أن نسأل ما هي الفروق التي سيحدثها التدخل؟ وهل يمكن لهذا التدخل أن يؤدي إلى المزيد من العنف أو إلى استعمال الأسلحة الكيميائية؟ وما هو الخيار الذي يوفر أفضل احتمال لنظام مستقر بعد الأسد؟"، فيما قال في مقابلة مع تلفزيون "سي بي أس"، إن "إدارته تريد التأكد من أن التدخل الأميركي هناك لن يأتي بنتائج عكسية، لأنه لا يريد الإقدام على أمر من دون درس عواقبه بشكل كامل".
وتأتي تصريحات أوباما في الوقت الذي قال فيه زعماء العالم المجتمعون في دافوس في سويسرا، إنهم "يتمنون لو كانت الولايات المتحدة أكثر مشاركة في قضايا جغرافية سياسية، مثل الصراعين في سورية ومالي، حيث تهاجم فرنسا متشددين مرتبطين بتنظيم "القاعدة".
يُذكر أن الولايات المتحدة قد دعت الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي، واعترفت بالائتلاف المعارض، ولكنها لم تصل إلى حد إجازة تسليح الولايات المتحدة لمقاتلي المعارضة للإطاحة بالأسد.
أرسل تعليقك