جانب من مؤتمر دعم الأسرى الفلسطينيين في بغداد
بغداد ـ جعفر النصراوي
بدأت في العاصمة العراقية بغداد الثلاثاء جلسات المؤتمر الدولي للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون إسرائيل، في حضور أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، إضافة إلى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي . وبدأ المؤتمر الذي
يعقد في القصر الحكومي في المنطقة الخضراء وسط بغداد، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، بعدها كلمة رئيس الجمهورية جلال طالباني التي ألقاها نيابة عنه نائبه خضير الخزاعي، التي أكد فيها أن القضية الفلسطينية قضية محورية وأساسية في جميع لقاءات القادة العرب"، مبينا أن "المجتمع الدولي يبدي اهتماما لهذه الممارسات المستمرة منذ ستة عقود".
وعد ممثل طالباني قرار الأمم المتحدة بمنح فلسطين دولة مراقبة في مجلس الأمن "خطوة مهمة"، مؤكدًا أن "ما يتعرض له المعتقلون والأسرى الفلسطينيون يمثل انتهاكًا لحقوق الإنسان".
واعرب ممثل طالباني عن ثقته "بخروج المؤتمر بنتائج تدعم ماديًا ومعنويًا الأسرى الفلسطينيين ويشكل أرضية لتحركات اجتماعية وسياسية من أجل إنهاء المأساة التي يتعرض لها الفلسطينيون وإيصال صوتهم".
وفي كلمته خلال المؤتمر أبدى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي استعداد العراق للوقوف إلى جانب السلطة الفلسطينية، فيما حمل رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إسرائيل مسؤولية سلامة الآلاف من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية لاسيما المضربين عن الطعام منهم .
وقال المالكي إن "العاصمة بغداد التي احتضنت مؤتمر القمة العربية الأخير مصممة أن تكون في طليعة المدافعين عن حقوق الشعوب وحرياتها، فالقضية الفلسطينية ما تزال قضية العرب والمسلمين وجميع الشرفاء اللذين ينشدون الحرية في العالم"، مبديًا استعداد العراق "للتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية من أجل خدمة هذه القضية".
وأضاف المالكي "إننا جادون بتقديم شتى أنواع الدعم والمساندة لأشقاؤنا الفلسطينيين المقيمين في العراق وحل جميع المشاكل التي عانوا منها"، داعيًا إلى "احتضان ودعم الفلسطينيين في الدول العربية التي يقيمون فيها لتحقيق حق العودة لهم إلى وطنهم الأم فلسطين وعاصمتها القدس".
وأعرب المالكي عن رفضه بقوة "لما يتعرض له هؤلاء الفلسطينيين المقيمين خارج بلدهم من أية إساءة سواء في العراق أو أية دولة أخرى"، مشيرًا إلى أن "المسؤولية التاريخية تحتم على جميع الدول العربية أن تضع قضية الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية في أولوياتها من خلال علاقاتها مع جميع دول العالم والمنظمات الدولية".
من جهته اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أن الآلاف من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يعانون ظروفًا قاسية جدًا، محملًا إسرائيل مسؤولية سلامتهم لاسيما المضربين عن الطعام.
وقال فياض في كلمتة خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية إن "الآلاف من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يعانون ظروفًا قاسية جدًا معظمهم في المعتقلات"، مبينًا أن "معظم السجناء مضى على وجودهم أكثر من ربع قرن".
واعتبر فياض أن "ما تقوم به إسرائيل يعد خرقًا دوليًا"، محملاً إياها "مسؤولية سلامة السجناء الفلسطينيين لاسيما المضربين عن الطعام".
ودعا فياض إلى "الإسراع في إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية".
كما أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أن التفاوض مع إسرائيل لإيجاد حل نهائي لقضية الأراضي العربية المحتلة "لم يعد مجديًا"، ودعا العرب إلى إعادة تقويم شاملة لعملية السلام، مشددًا على أن السلام لن يتحقق إلَّا بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي التي تحتلها منذ العام 1967مشيرًا إلى أن "عملية السلام فلشت وأصبحت مجرد سراب".
وأضاف العربي أن " على العرب إعادة تقويم شاملة لعملية السلام مع إسرائيل والتأكيد على ضرورة وجود مرجعيات واضحة للعملية"، معتبرًا قبول فلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة خطوة مهمة لتحرير الأراضي العربية المحتلة".
وشدد الأمين العام للجامعة العربية على أن "السلام لم يتم إلا بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967".
وفي سياق متصل وأبدت عدد من المنظمات الفلسطينية في أوروبا اعتراضها على إقامة المؤتمر في العاصمة العراقية بغداد، وعدت تلك المنظمات أن "الحكومة العراقية غير مؤهلة لاحتضان مثل هذا المؤتمر"، وذكرت في بيان لها نشر على عدد من المواقع الإخبارية الفلسطينية أن ما وصفته بـ"النظام الحاكم" في بغداد "ينتهك حقوق الإنسان، ويمارس الاعتقالات الجماعية والتعذيب والإعدامات على المدنيين بالجملة، بما فيهم الفلسطينيين الذين يعيشون في العراق منذ عقود".
ويعد المؤتمر ثاني مؤتمر تنظمه الجامعة العربية في العراق خلال العام الجاري منذ استضافته لمؤتمر القمة العربية في العاصمة بغداد نهاية شهر أذار/مارس الماضي والذي حضره تسع زعماء عرب، أبرزهم أمير دولة الكويت صباح الأحمد الصباح، فضلًا عن تمثيل محدود لأغلب دول الخليج العربية.
وتشير إحصائية رسمية فلسطينية إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية بلغ نحو8000 أسير من بينهم 240 طفلًا و73 امرأة وفتاة، يتوزعون على 22 سجنًا ومعتقلًا إسرائيليًا داخل وخارج الخط الأخضر، فيما سجلت جمعيات حقوق الإنسان استشهاد 103 أسرى من جراء التعذيب.
أرسل تعليقك