نبيه بري ومحمد رعد
بيروت – جورج شاهين
أجرى رئيس مجلس النواب اللبناني الأستاذ نبيه بري اتصالاً هاتفيًا مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد طول انقطاع بين الرجلين، شاكرًا موقفه الرامي إلى "عدم إدراج حزب الله على لائحة الإرهاب رغم ضغوط عربية ومحلية تدفع في هذا الاتجاه، لا بل تبث أجواء أقل ما يقال فيها بأنها "مفعمة بالغباء"، زاعمة أن
الخطوة هي أفضل للوضع اللبناني الداخلي، من دون أن ننسى توجيه الشكر إلى بعض الدول الأوروبية التي رفضت وترفض إرضاء إسرائيل على حساب لبنان".
وأجرى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد اتصالات مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور، شاكرًا إياهم على المواقف التي اتخذوها بطلب عدم إدراج اسم "حزب الله" على لائحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي.
وفي المعلومات التي في حوزة "العرب اليوم" من مصادر دبلوماسية ولبنانية تم تداولها على أرفع مستوى نقلاً عن مضمون تقرير دبلوماسي تلاقت فيه القراءة المحلية مع القراءة الأجنبية لنتائج طرح ملف "حزب الله" على لائحة الإرهاب، وهو نفسه يرسم خريطة المواقف الأوروبية والدولية منه.
وفي هذا التقرير ثلاثة مشاريع مبادرات مختلفة تؤدي في النتيجة إلى إدراج الحزب على لائحة الإرهاب من بوابة الاتحاد الأوروبي بعد الفشل في اتخاذ قرار من الأمم المتحدة بعدما عطل الروس محاولة تضمين قرار مجلس الأمن الأخير عندما ناقش الوضع الإنساني في سورية أي إشارة سلبية إلى دور الحزب فيها قبل عشرة أيام بالتهديد باستخدام حق الفيتو ما لم يتناول القرار أدوار الدول والأطراف المتورطة إلى جانب الثورة السورية.
وفي خريطة المواقف الدولية من هذا الملف ثلاثة سيناريوهات هي:
- أولها السيناريو الأميركي الساعي إلى إدراج الحزب على لائحة الإرهاب كوحدة متكاملة، وهو توجه تعرض لرفض شبه شامل ولا سيما من بعض الدول الأوروبية، وفي مقدمها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وغيرها من دول أوروبا الشرقية سابقًا.
- وثاني السيناريوهات الذي تقوده بريطانيا يقول بالفصل بين الجناحين السياسي للحزب والعسكري – الجهادي يحصر الإدراج على الجناح العسكري، وهو أمر لقي معارضة أوروبية أيضًا لاستحالة تحديد الجسم الجهادي للحزب وسط الغموض الذي يلف الهيئة القيادية فيه، وعدم توافر أيّ أسماء لها مصالح شخصية محددة.
- وثالث السيناريوهات ما قالت به أقلية أوروبية دعت إلى السعي إلى تحديد أسماء معينة من "حزب الله" يصار إلى فرض العقوبات بحقهم منعًا لشموليتها وتحميل من تورطوا في عمليات عسكرية على الأراضي السورية بعد الأراضي اللبنانية، وهو اقتراح يحتاج إلى الكثير من التحريات لتحديد لوائح بهذه الأسماء، مع الاعتراف بصعوبة اكتشاف مصالحهم لضربها مباشرة.
وإلى هذه السيناريوهات يتضمن التقرير بعضا من الأسباب التي دفعت إلى المواقف المتضاربة فحدد أسباب تتصل بهواجس الأوروبيين من كبار المشاركين في القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" باعتبار أن هذه القوات قد تتحول رهائن لدى "حزب الله" وجماعات أخرى يمكن أن يستخدمها الحزب تحت مسميات عدّة يخرج منها الحزب سالمًا، وقد يكون هو من يدين أي عملية ويكون هو من خطط لها وأذن بها.
وفي رأي آخرين رصدوا هذه السيناريوهات أن الوضع الهش في لبنان قد لا يحتمل خضات إضافية، ومن الأفضل البحث في صيغة لمصير سلاح "حزب الله، من خلال الحل المرتجى للأزمة السورية، باعتبار أن الحزب وضع رأسه إلى جانب رؤوس قادة الحكومة السورية، وستكون النتيجة ذاتها، فما يصيبهم يصيبه في حال العقاب وفي حال العكس.
وتفهمت الدوائر المعنية على هذه الخلفيات مغزى دعوة الرئيس الفرنمسي فرنسوا هولاند في افتصال الهاتفي الذي أجراه، الخميس، مع نظيره اللبناني ميشال سليمان، إلى حكومة تتمثل فيها المكونات اللبنانية كافة بما فيها "حزب الله"، ولاقاه رئيس الجمهورية اللبنانية في تسهيل مهمة الجانب الفرنسي في المفوضية العامة للاتحاد الأوروبي، وسيكون الجواب النهائي عن مدى نجاح هذا السيناريو عند انتهاء البحث في الاتحاد الأوروبي من هذا الملف للتثبت من صحة هذه النظرية وقرارات رئيس الجمهورية وأهمية توقيتها ومدى التجاوب الأوروبيّ معها.
أرسل تعليقك