مجمع الأسلحة النووية في ألدرماستون في بيركشاير
لندن ـ سليم كرم
كشف خبراء ومحللون عن أنباء تتعلق بإغلاق مصنع سري في ألدرماستون في بيركشاير البريطانية، والذي يصنع مكونات اليورانيوم المخصب لصنع رؤوس حربية نووية ووقود غواصات بحرية الملكية في بريطانيا، بعد أن تم اكتشاف تآكل في "الهيكلية الفولاذية" للمصنع، وقد تم تأييد عملية الإغلاق من قبل المنظمين الذين
كانوا يخشون من سلامة المبنى، الذي لا يتفق مع المعايير المناسبة، وقالت لجنة السلامة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مثل هذه المباني الحيوية قادرة على تحمل "الطقس المتقلب وأحداث الزلازل، ولكن محطة ألدرماستون فشلت في هذا الاختبار. وقد وضعت موعدًا نهائيًا حتى نهاية العام العام الجاري لإيجاد حلول لمشاكل المبنى.
ولفتت صحيفة "غارديان" البريطانية إلى أنه على الرغم من عدم إعلان إغلاق المصنع رسميًا لأسباب تتعلق بالأمن القومي، إلا أنها (أي الصحيفة) تفهمت ما هو المقصود بـ A45 وهو المسئول عن تصنيع مكونات اليورانيوم المخصب لصنع رؤوس حربية نووية، والذي ساعد أخيرًا في خلق وقود اليورانيوم لتوليد الطاقة للغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.
وأصرت وزارة الدفاع أن لديها خطط طوارئ لتغطية الخسائر الناتجة عن إغلاق المصنع، ولكن الإغلاق المطول يمكن أن يجبر الحكومة على شراء المواد من الولايات المتحدة لضمان عدم تعطل برنامج للأسلحة النووية البريطاني.
وقالت لجنة السلامة في الحكومة البريطانية، إن مكتب التنظيم النووي اتخذ إجراءات قانونية ضد مؤسسة تصنيع الأسلحة الذرية "AWE"، وهي الجمعية الخاصة التي تدير مجمع الأسلحة النووية في ألدرماستون في بيركشاير، وطالبت بإصلاح الهياكل الصلبة المتآكلة.
وقالت "غارديان" إنه "على الرغم من أنه تم اكتشاف التآكل لأول مرة في أيار/ مايو الماضي، وإشعار هيئة تنفيذ الخدمات في تشرين الثاني/ نوفمبر، إلا أن المعلومات ظهرت فقط عن طريق خطاب نشر على الإنترنت في الأيام القليلة الماضية. وقد دفع هذا النقاد لاتهام مؤسسة تصنيع الأسلحة الذرية "AWE" بعدم التزام الشفافية في الكشف عن المشكلة قبل ثمانية أشهر".
وأكد مكتب البحوث البحرية ONR أن عمليات التفتيش من قبل "AWE" كشفت عن مساحة غير متوقعة من تآكل الهياكل الفولاذية في واحدة من مرافق التصنيع الخاصة بهم في ألدرماستون.
وأطلق مكتب البحوث البحرية ONR تحقيقًا خلص إلى أن" AWE "قد خرقت شرطًا لترخيص التشغيل معني بضمان أمان المنشأه. وقال المتحدث باسم ONR: "لم تمتثل AWE تمامًا لشروط الترخيص 28 (1) من حيث ترتيباتها لفحص وصيانة الهيكل إن لم تكن كافية لمنع تدهور هيكل، ووكانت نتيجة هذا التحدي ضرر وظائف السلامة بالمنشأه النووية".
قدمت ONR إشعارًا رسمي بشأن إصلاحات الشركة في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر ليتم تنفيذها قبل نهاية العام 2013 "لضمان أن يتم إصلاح الهيكل بحيث يتم استعادة وظيفته بشكل كامل وآمن". وتعتزم شركة أوريكس نشر إشعار وتقرير عنه في شباط/ فبراير. ويعتقد أنه سوف يتم انتقاد AWE لفشلها في القيام بأعمال الصيانة الكافية على المبنى، مما أدى إلى تدهور حالته.
وتعمل AWE لدى وزارة الدفاع من قبل ثلاث شركات خاصة، وهي شركة لوكهيد مارتن وجاكوبس الهندسية من الولايات المتحدة والشركة البريطانية سيركو. وهي شركات من شأنها أن توفر وتحافظ على الرؤوس النووية للصواريخ التي تحملها الغواصات النووية الموجودة في كلايد بالقرب من غلاسغو.
ووفقًا لوزارة الدفاع، فإن الإصلاحات لم يكن لها تأثير فوري على برامج الغواصات. ومع ذلك، يتم الآن دراسة الآثار الطويلة الأجل وتقييم تأثيرها.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: "أظهرت عمليات التفتيش العادية علامات التآكل في عمود الصلب، وتعمل AWE الآن لتفقد المبنى بالكامل، وتقييم حجم المشكلة والنظر في أفضل السبل لتصحيح ذلك".
وقالت وزارة الدفاع إن مباني ألدرماستون كان لا بد من الحفاظ عليها لتظل في أعلى المستويات، وعلى الرغم من أن المصنع حاليًا لا يفي بمعايير السلامة، فإنه لا يعتقد وجود أي مخاطر مرتبطة بتآكل الأنابيب.
وطرحت النائبة كارولين لوكاس، مجموعة من الاستجوابات البرلمانية بشأن التآكل. ورحبت بعمل ONR على مباشرة هذه العملية، ولكنها قالت إن "تساؤلات خطيرة" تحاصر الآن عمليات التفتيش التي أجرتها AWE.
وأضافت: "إن البنية التحتية النووية لوزارة الدفاع لقديمة ومتهالكة بشكل واضح، ولا ترقى إلى الوظيفة المنسوبة إليها، وهي استبدال الترسانة النووية الحالية، كما أن إعادة اعمارها طبقًا لمعايير السلامة الحديثة سيضيف تكاليف باهظة على البرنامج".
أرسل تعليقك