كشفت مصادر عسكرية يمنية أن عناصر من تنظيم "القاعدة" تحاصر لواءًا عسكريًا في جنوب شرق البلاد.
وأكدت المصادر أن عناصر مسلحة تنتمي للتنظيم بدأت، الجمعة، في محاصرة معسكر "اللواء 23 ميكا" الواقع في منطقة العبر بين محافظتي حضرموت ومأرب، وذلك بعد يوم واحد من سيطرة القاعدة على معسكر في محافظة شبوة في ذات المنطقة.
وأعلنت الشرطة اليمنية مقتل 27 شخصًا في القتال الذي شهدته محافظة شبوة الجنوبية، الخميس.
وقالت مصادر في وزارة الداخلية اليمنية نقلًا عن مصادر في الشرطة في محافظة شبوة الجنوبية، إن 15 مسلحًا من عناصر تنظيم القاعدة قتلوا وأصيب 4 آخرون ممن وصفتهم بالإرهابيين، إضافة إلى مقتل 12 ضابطًا وجنديًا في المواجهات التي دارت، الخميس، في "اللواء العسكري 19 مشاة".
وسيطر المسلحون على اللواء العسكري 19 مشاة واستولوا على كافة محتوياته من أسلحة، في الوقت الذي اتهم ما يسمى "المجلس العسكري" في محافظة شبوة عددًا من القادة العسكريين بتسليم معسكر اللواء العسكري إلى عناصر القاعدة والسعي لتسليم بقية المعسكرات التي طالب المجلس بتسليمها إلى العسكريين من أبناء المحافظة.
وعلق أمين عام حزب رابطة أبناء الجنوب الحر (الرابطة) محسن بن فريد، على التطورات الجارية في جنوب اليمن وتصعيد تنظيم القاعدة بالقول إن القاعدة كانت وما زالت، كما يبدو، لغزًا كبيرًا في الجنوب.
وكانت في الماضي تحرك من قبل مراكز القوى المتصارعة في صنعاء لتحقيق أهداف وأغراض معينة في كل مرة، كما كانت مراكز القوى تريد أن تشوه صورة الجنوب وتظهره وكأنه حاضن للتطرف وهو أمر مخالف لطبيعة شعب الجنوب الذي يتسم بالاعتدال وخصوصًا في الجانب الديني.
واعتبر بن فريد، في تصريحات لـ"الشرق الأوسط" ما حدث في أحد المعسكرات في بيحان في شبوة، بأنه "يبدو أنه قد تم ضمن خطة تظهر أن الجنوب هو الحاضن لـ"القاعدة"، وبذلك تعطي مبررات للدخول إلى الجنوب أو غزو الجنوب من قبل الحركة الحوثية.
ولفت إلى أن هناك علامات استفهام كثيرة حول ما جرى في ذلك المعسكر، ففي المرحلة الأولى قيل إن القبائل هم الذين هاجموا المعسكر ووضعوا أيديهم عليه، وبعد ذلك جاءت الأنباء لتفيد أن القاعدة قد بسطت نفوذها على نفس المعسكر واستولت على الكثير من المعدات الحربية ورفعت أعلامها على أركان المعسكر.
ويمثل كل ذلك لغزًا حقيقيًا لما يجري في تلك المنطقة الحساسة المتآخمة للحدود الشمالية المتعارف عليها قبل قيام الوحدة اليمنية (22 مايو/ أيار 1990).
وتابع بن فريد أن ما يمكن أن يؤكد عليه بل وأجزم هو أن (القاعدة) لا يمكن أن تشكل خطرًا حقيقيًا إذا ما وجدت دولة ونحن على ثقة أن قيام الدولة الجنوبية الجديدة سيضع حدًا لأعمال (القاعدة) وسيضع حدًا للتطرف الديني الذي يراد إلصاقه بالجنوب وهو براء منه.
من ناحية أخرى، اغايل مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية وسط مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج الجنوبية، العقيد طيار محمود النقيب، أحد منتسبي القوات الجوية اليمنية.
وأفاد شهود عيان في لحج بأن العقيد النقيب كان يسير راجلًا في المدينة عندما اعترض طريقه المسلحان وأطلقا عليه النار ليردياه قتيلًا، قبل أن يلوذا بالفرار.
ومنذ نحو ثلاث سنوات وعناصر يعتقد بانتمائها لتنظيم القاعدة وهي تنفذ سلسلة من عمليات الاغتيالات، وبالأخص عبر الدراجات النارية، بحق ضباط أجهزة الأمن والمخابرات وضباط الجيش في عدد من المحافظات اليمنية، وتحديدًا الجنوبية منها.
ولم تعلن حتى اللحظة أي جهة مسؤوليتها عن تلك العمليات، غير أن السلطات الرسمية تتهم عناصر متطرفة تنتمي لـ"القاعدة" بتنفيذ سلسلة الاغتيالات تلك التي طالت، حتى الآن مئات الضباط من مختلف الرتب العسكرية ومن مختلف المحافظات اليمنية.
أرسل تعليقك