رئيس الحكومة المغربي عبد الإله بنكيران
الرباط – رضوان مبشور
قال الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية الحاكم" إن القرار الذي اتخذه حزب "الاستقلال" بالانسحاب من حكومته مع وقف التنفيذ في انتظار التحكيم الملكي، أربك صورة المغرب في الخارج، مؤكدا أنه لن يرد حتى حدود الساعة على قرار رفاق شباط، ما دام أنه لم يصله أي قرار رسمي
ومكتوب من "الاستقلال" يقضي بخروجه من الحكومة، مشيراً أنه لا يعرف عن المشكلة أي شيء من دون ما ينشر على صفحات الجرائد كل صباح، مؤكداً أنه ملتزم بالعمل ضمن حكومته التي مازالت تحظى بثقة الشعب والملك، نافياً في الوقت نفسه إجراء أي اتصالات مع أحزاب المعارضة، وبخاصة حزبي "التجمع الوطني للأحرار" و"الاتحاد الدستوري" لتعويض الانسحاب المرتقب ل "الاستقلال" من حكومته.
وفي ما يتعلق بملف معطلي محضر 20 تموز/يوليو، أعلن بنكيران أنه متعهد بـ"تطبيق القرار النهائي للمحكمة الإدارية في الرباط والقاضي بتوظيفهم"، وانتقدهم بشدة بعدما قاموا بالاحتجاج أمام منزله في الرباط والتشويش على أسرته ووالدته المريضة البالغة من العمر 90عاماً، قائلا "عيب عليكم أن تذهبوا لبيت أسرتي، من أرادني فليأت عندي".
وكشف عبد الإله بنكيران أنه اتصل هاتفياً بالعاهل المغربي محمد السادس الموجود في فرنسا منذ العاشر من أيار/مايو المنصرم، وأبلغه بدعوة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بزيارة أنقرة، فكان جواب الملك أن أبلغه أن برنامجه للعام 2013 ممتلئ، وسيزور تركيا في الشهر الأول من العام المقبل.
فيما قال القيادي المثير للجدل في حزب "العدالة والتنمية" عبد العزيز أفتاتي في لقاء تواصلي نظمه في مدينة فاس، إن "شباط وضع حزب (الاستقلال) في ورطة كبيرة بعد قراره الانسحاب من الحكومة"، وقال بالحرف "كما تعلمون، مر شهر على قرار حزب (الاستقلال) الخروج من الحكومة، دون أن تتدخل الجهة التي التمس منها صاحب الإشكال (من دون أن يسميه) تدخلها، ليجد هذا الشخص نفسه اليوم في مأزق حقيقي، والحبل يلتف حول عنقه يوما بعد يوم".
وانتقد أفتاتي بشدة لجوء حزب "الاستقلال" للفصل 42 من الدستور المغربي، الذي ينص على التحكيم الملكي في النزاع، وأكد أن "الملك يمارس اختصاصاته الدستورية بظهائر"، متسائلاً "هل الإشكال بين حميد شباط وعبد الإله بنكيران سيتم حله بظهير؟".
وأضاف أن "المغرب اليوم يوجد في وضع يفرض على الأحزاب السياسية كلها أن تملك سيادة قرارها بنفسها، فبينما يقرر (الاستقلال) الانسحاب من العمل الحكومي، فعليه أن يتشبث بقراره وينفذه على الفور، لا أن يختبئ وراء جهة معينة، فليس هناك منزلة بين المنزلتين".
وطالب أفتاتي من حزب "الاستقلال" بالتحلي بالجرأة، وخاطبه بالقول "إما أن أنسحب أو أصمت وأقول للمغاربة أن القرار ليس بيدي، وأنا أنتظر التعليمات من الجهة التي دفعتني إلى تبني قرار الانسحاب"، مطالبا في الوقت نفسه من الجهة التي أفتت على شباط بالانسحاب أن تتدخل و "تفكه من حبل المشنقة الذي التف على عنقه، وعلى الجهة التي أفتت عليه بهذه الخطوة الجنونية غير المدروسة"، من دون أن يسمي تلك الجهة.
أرسل تعليقك