كييف - زياد البنا
تعمل روسيا في مواجهة الأزمة الاوكرانية على خطين الاول عسكري وجديده زرع الغام على حدود شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها، والثاني سياسي عبر حملة تصعيدية ضد الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا، حيث طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتحاد الاوروبي في مساعدة كييف على ايفاء ديونها من شراء الغاز الروسي.
ففي الجانب الامني اتهمت اوكرانيا القوات المسلحة الروسية بزرع الغام مضادة للافراد في القرم وعلى تخوم شبه الجزيرة وذلك خلال اجتماع في جنيف حول احترام "معاهدة اوتاوا" المتعلقة بحظر هذا النوع من الالغام.
وقال الوفد الاوكراني خلال هذا الاجتماع حول تطبيق معاهدة حظر الالغام المضادة للافراد، ان اوكرانيا "قلقة جدا من استعمال الالغام المضادة للافراد من قبل القوات المسلحة الروسية في اجزاء مختلفة من الاراضي الاوكرانية". واتهم الوفد الاوكراني القوات الروسية باقامة حقول الغام "عند نقاط الدخول بين اوكرانيا وشبه جزيرة القرم".
وبحسب الوفد الاوكراني الذي لم تكن مداخلته على جدول اعمال الخميس، فان القوات الروسية زرعت الالغام في القرم وفي منطقة خيرسون على تخوم شبه الجزيرة.
وجاء في مشروع بيان للوفد الاوكراني قدمه الى الاجتماع ان "حقول الالغام محاطة بشريط شائك ومشار اليه بلافتات تحذيرية وعليها عبارة الغام".
واضاف ان اوكرانيا ترغب في "تدمير الالغام المضادة للافراد في المناطق التي زرعت فيها". واشار الوفد الى انه لا يمكن القيام بعملية ازالة الالغام الا عندما تستعيد السلطات الاوكرانية "السيطرة على الاراضي التي يحتلها المعتدي حاليا". وأوضح ان "القرم ما زالت جزءا لا يتجزا من اوكرانيا".
كما اتهم الوفد الاوكراني القوات الروسية بمصادرة كمية من الالغام من مستودع عسكري اوكراني في القرم.
واشار الى ان هذه الالغام "تخرج من الاطار الشرعي لمعاهدة اوتاوا".
وسط ذلك أقحم الرئيس الروسي فلايديمير بوتين أوروبا كلها في مواجهته مع أوكرانيا، داعياً الزعماء الاوروبيين الى الاسراع في مساعدة كييف على إيفاء ديون الغاز، تجنباً لوقف امدادات القارة التي تستورد ربع حاجاتها من الغاز من روسيا ويمر نصفها تقريباً عبر اوكرانيا.
ووجه بوتين تحذيره في رسالة الى 17 زعيماً أوروبياً هي جزء من الجهود الروسية للسيطرة على أوكرانيا التي تترنح على شفير انهيار مالي وتواجه تمردا انفصالياً في الشرق.
الى ذلك، نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية المستقلة عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي في بلدان أوروبا الشرقية القريبة من روسيا سينتهك اتفاقاً وقعته موسكو مع الحلف. وقال إن مجرد مناقشة الحلف نشر قوات أو إقامة منشآت على أراض تقع في “الجوار القريب” لروسيا يتعارض مع الميثاق التأسيسي الذي وقعته موسكو مع الحلف عام 1997.
في غضون ذلك، عزز الانفصاليون الحواجز التي اقاموها حول مبنى الادارة في "دونتسك"، المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا والتي تعد مليون نسمة. وشاهد صحافي وصول 50 رجلاً من الحرس الوطني الاوكراني الى مطار المدينة.
أرسل تعليقك