رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني
روما ـ مالك مهنا
بدأ ، الثلاثاء، حملته الانتخابية بالهجوم على سلفه الحالي ماريو مونتي، متهمًا إياه بـ"الفشل في إنعاش الاقتصاد الإيطالي"، قائلاً إن الالتزام بإجراءات التقشف التي تفرضها ألمانيا "جرَّت إيطاليا نحو الركود الاقتصادي".وبدأ بيرلسكوني، الثلاثاء، حملته الانتخابية لتولي رئاسة
الحكومة الإيطالية للمرة الرابعة، بانتقادات ساخنة وملتهبة ضد كل من ألمانيا وأسواق المال. وقال عبر مكالمة هاتفية مع إحدى محطاته التليفزيونية، إن "سياسات التقشف"، التي تتبعها حكومة التكنوقراط الإيطالية الحالية بقيادة ماريو مونتي "مفروضة"، وإنها فشلت في إنعاش الاقتصاد الإيطالي، وجرَّت البلاد نحو الركود.
وأضاف:" إن استخدام علاوة تحمل المخاطرة للسندات الإيطالية من أجل قياس مدى الثقة التي يتمتع بها الاقتصاد الإيطالي، مجرد خدعة تم استخدامها، بهدف إسقاط حكومتي"، والتي كان يقودها حتى تشرين الثاني/ نوفمبر 2011.
وقد أعلن مونتي، مع نهاية الأسبوع الماضي عن نيته في الاستقالة، بعد أن قام بيرلسكوني بسحب دعمه لحكومته في البرلمان الإيطالي، فيما رد على بيرلسكوني، بتحذير الإيطاليين ودعوتهم إلى عدم تصديق ما أطلق عليه اسم "الحلول السحرية" لحالة الركود الطاحنة التي تعاني منها إيطاليا، كما أنه ترك الباب مفتوحا أمام إجراء الانتخابات الآن، والتي من المتوقع إجرائها في النصف الثاني من شباط/ فبراير المقبل.
ووافق إمبراطور الإعلام الإيطالي بيرلسكوني، في وقت سابق على دعم ميزانية العام 2013، التي سوف يطرحها ماريو مونتي قبيل الكريسماس، إلا أن مسألة حل البرلمان من شأنها أن تقضى على عدد من الإصلاحات الرئيسية التي أجراها ماريو مونتي، بما فيها خفض الحكومات الإيطالية الإقليمية، وإلزام البلاد قانونيًا بإحداث التوازن في الميزانية سنويًا.
وتقول صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن "الخطاب الساخن الذي بدأ بيرلسكوني به حملته يرتبط بحاجته إلى جذب واستعادة الأصوات التي خسرها".
وقد يجذب هجوم بيرلسكوني، على سياسيات "التقشف" إليه، بعض الأصوات المؤيدة لزعيم حزب "يسار الوسط" بيير لويجي بيرساني، الذي يتصدر استطلاعات الرأي الأخيرة، والذي يدعم حكومة مونتي.
بدورها، أشارت صحيفة "كوريير ديللا سيرا" الإيطالية اليومية، في افتتاحيتها الثلاثاء، إلى سمة "هامة وبارزة" في إيطاليا، تتمثل في أن "كل من اليمين واليسار يشترك في بعض الحجج المناوئة لكل من العولمة واليورو". وعلى الرغم من أن بيرلسكوني، قد لا يفوز في انتخابات شباط/ فبراير المقبلة إلا أن إقليم لومباردي، سوف يشهد معركة رئيسية بشأن مواجهة أي من المرشحين مع بيرساني في مجلس الشيوخ الإيطالي.
يذكر أن إقليم لومباردي، الذي يضم أصحاب الأنشطة التجارية الصغيرة، كان يومًا بمثابة العمود الفقري الداعم لبيرلسكوني، إلا أنه تخلى عنه بعدما فشل في الحد من الروتين، ومعالجة النظام القضائي، الذي يجعل من أي نزاع تجاري بمثابة كابوس.
واليوم وبعد مرور عام على الضرائب الجديدة التي فرضها عليهم مونتي والانكماش الذي تشهده الأسواق ، فإن الإيطاليين قد يكونوا على استعداد للتصويت إلى بيرلسكوني من جديد، رغما عن أنوفهم كما تقول صحيفة "لاستامبا".
أرسل تعليقك