متظاهرون يحتجون ضد الحرب على العراق خارج مركز الملكة إليزابيث في لندن
لندن ـ سليم كرم
أثار قرار تأجيل نشر التحقيقات في أحداث الحرب على العراق، إلى أواخر العام المقبل، استياء أهالي وأقارب الجنود الذين قُتلوا في تلك الحرب، وتحدثوا عن العذاب الذي يشعرون به منذ فترات طويلة ويعيشون على أمل نتائج التحقيقات، فيما يرجع هذا التأجيل إلى رفض الحكومة البريطانية نشر
الوثائق السرية الخاصة بمحاضر المحادثات الهاتفية بين الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ورئيس الحكومة البريطانية الأسبق طوني بلير قبيل وخلال الحرب على العراق.
فقد تم تأجيل البت في تقرير السير جون تشيلكوت، الذي عرض في بداية العام 2011، وذلك بسبب تأخير المحادثات السرية الجارية مع الحكومة، والتي تمنع نشر وثائق سرية، حيث كشف مصدر مطلع عن أنه من المرجح أن تنشر نتائج التحقيقات نهاية العام المقبل إن لم يكن أوائل 2014، إذا لم يتم حل المسائل في وقت قريب.
وبدأ التحقيق من قبل غوردون براون قبل ثلاث سنوات، للوصول إلى الهدف الأساسي من قرار الحكومة الانضمام إلى الولايات المتحدة الأميركية في خوض الحرب ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في أذار/مارس 2003، وصولاً إلى إجراء انسحاب القوات البريطانية في تموز/يوليو 2009، ولكن واجهت لجنة تحقيق السير جون والمكونة من خمسة من أقوى الشخصيات الأكاديمية والدبلوماسية، مقاومة من جهات الخدمة المدنية لنشر الوثائق الرئيسة، وبخاصة محاضر المحادثات الهاتفية بين الرئيس السابق جورج بوش وطوني بلير حتى بداية الصراع.
من جانبه، قال ريج كيز والد الضابط توم كيز الذي قُتل في العراق في العام 2003، وكان عمره وقتها 20 عامًا، إن "التأخير مجددًا أمر محبط، ويمكن أن يقلل من تأثيرها، وكان من المقرر إصدار التقرير في العام 2011، عندما كان الوضع لا يزال ساخنًا، ولكن بحلول الوقت الذي من المفترض أن نرى فيه النتائج، قد يعتقد بعض الأشخاص أن الأمر مر عليه زمن طويل، وأنه لا يهم أحد الآن".
وأضاف كيز الذي أسس تحالف العائلات العسكرية ضد الحرب على العراق، "يمكنني أن أفهم لماذا لا يريد بلير وعدد قليل من رجاله أن تخرج هذه الوثائق للنور، لأنه كان هناك خداع وراء الأبواب المغلقة، ولكن بالنسبة لي ولعائلات أخرى، فإن التأخير يُشكل ضغطًا على جراحنا التي كنا نحاول شفاءها، وفي تموز/يوليو، كتب السير جون لديفيد كاميرون لتحذيره من التأخير في إقناع الحكومة برفع حظر النشر، لأنه يعتقد أن الجمهور يجب أن يرى الحقيقة".
ورأى محللون سياسيون أن "هذا الأمر متصل بتقارير المخابرات من M15، M16. وGCH لجنة الاستخبارات المشتركة بشأن أسلحة الدمار الشامل، والسؤال الرئيسي ما إذا كان بلير وعد بدعم الغزو الأميركي للعراق قبل أن يتمتع بالدعم من قبل البرلمان، وأن السير جون توقع أن لجنة التحقيق ستتواصل مع أولئك الذين سيتم انتقادهم في التقرير في صيف العام 2013 لمنحهم الحق في الرد، ولكن من المفهوم أن فريقه لا يزال يواجه طريقًا مسدودًا مع مكتب رئاسة الوزراء، يمكن أن تستغرق ردودهم أسابيع أو أشهر، ثم يتم إعادة النظر في التحقيق في ما إذا كان يحتاج إلى تغيير صياغة للتقرير في ضوء ردودهم".
وقد بلغت تكلفة التحقيق الذي حصل على أدلة من 150 شاهدًا في آخر جلسة استماع في شباط/فبراير الماضي، أكثر من 6 مليون جنيه إسترليني، وسيزيد هذا التأخير التكلفة لتصبح 7.4 مليون جنيه إسترليني ومن المتوقع أن يحتوي التقرير على مليون كلمة.
وقيل مساء الخميس، إنه لم يتم تقديم وثيقة سرية تتعلق بالمناقشات بين جورج دبليو بوش وطوني بلير، والتي من المفترض أن يقدمها مكتب مجلس الوزراء بعد 9أشهر من قرار إصدارها من قبل مفوض المعلومات، ولم يتسن الحصول على تعليق من مكتب مجلس الوزراء
أرسل تعليقك