دخلت المواجهات بين مسلحي "الحوثيين" ومسلحي تنظيم "القاعدة" المرحلة الدموية الأعنف، منذ أن بدأت بينهم الأسبوع الماضي، حيث قتل 23 مسلحًا على الأقل، وجرح العشرات، فيما أسر 15 من أتباع "الحوثيين"، وتبنى تنظيم "القاعدة" 4 هجمات متفرقة، في اليومين الماضيين، ضد مسلحي جماعة "الحوثي" في البيضاء وصنعاء.
وكشف مصدر محلي، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ 23 شخصًا على الأقل قتلوا من مسلحي جماعة الحوثي، وأصيب آخرون، في هجوم شنه تنظيم القاعدة، في وقت متأخر من ليلة الأحد، على حصن (دار كزم)، في بلدة رداع، ووادي تاه في محافظة البيضاء، وسط اليمن".
وأشار المصدر إلى أنَّ "مسلحي القاعدة نفذوا هجومًا بسيارة مفخخة في منظمة رداع، وأنهم ما زالوا يحاصرون 15 آخرين في المنطقة نفسها، وسط أنباء تتحدث عن قيام القاعدة بأسر المحاصرين من أتباع الحوثيين".
وفي السياق ذاته، أكّد مسؤول أمني، في تصريح خاص إلى "العرب اليوم"، أنَّ "الاشتباكات استمرت لساعات عدة، واستخدم فيها الطرفان مختلف الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة"، مبرزًا أنَّ "المواجهات بين الحوثيين وتنظيم القاعدة خلفت 23 قتيلاً وعشرات الجرحى، منذ ليلة الأحد".
وأوضح المسؤول أنَّ "الاشتباكات تركزت في حصن دار كزم، وفي مناطق رداع، وقيفة والمناسح"، لافتًأ إلى أنّ "الاشتباكات دارت أيضًا في وادي تاه ومناطق مجاورة لرداع، حاول الحوثيون الدخول إليها، بعد إقامة عدد من نقاط التفتيش في محيط المنطقة".
وتمثل مديرية قيفة، لاسيّما منطقة المناسح، العمق الاجتماعي لقبيلة "الذهب"، التي ينتمي عدد كبير من أبنائها إلى تنظيم "القاعدة"، ويتبوأ بعضهم مناصبًا في صفوفها، مثل الشيخ نبيل الذهب زعيم "القاعدة" في محافظة البيضاء.
إلى ذلك، أعلن تنظيم "القاعدة"، الإثنين، أنَّ "مقاتليه نفذوا 4 هجمات متفرقة في اليومين الماضيين، ضد مسلحي جماعة الحوثي، في محافظتي صنعاء والبيضاء وسط البلاد".
وبيّن التنظيم، في بيان نشره عبر حسابه على موقع "تويتر"، أنَّ "مقاتليه استهدفوا، السبت الماضي، بعبوة ناسفة، دورية عسكرية تحمل مسلحين حوثيين، أثناء مرورها خلف جبل النسي، في مدينة رداع، التابعة لمحافظة البيضاء وسط اليمن، ما أدى إلى سقوط من على متن الدورية بين قتيل وجريح (لم يحدد عددهم)، وتطاير أشلاء بعضهم جراء الانفجار".
ولفت التنظيم، في بيان ثانٍ، إلى أنَّ "مقاتليه شنوا هجومًا، قبيل فجر الأحد، على موقع للحوثيين في منطقة العرش، في مدينة رداع، أسفر الهجوم عن سقوط قتلى وجرحى"، دون الإشارة إلى عددهم.
وأبرز أنَّ "العملية الثالثة كانت عبارة عن قنص لأحد مسلحي الحوثي"، مشيرًا إلى أنَّ "أحد مقاتلي (أنصار الشريعة)، قام بقنص مقاتل حوثي، أثناء تمركزه في موقع للحوثيين في مدينة رداع".
وجاء في بيان رابع للتنظيم، أنَّ "أحد مقاتليه استهدف تجمعاً للحوثيين في العاصمة صنعاء، وأوقع قتلى وجرحى في صفوفهم"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وتزايدت هجمات تنظيم "القاعدة" ضد مسلحي جماعة الحوثي بعد سيطرتهم على صنعاء، كان أكثرها دموية التفجير الذي استهدف متظاهرين "حوثيين" في ميدان التحرير، وسط العاصمة، في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وأسقط 51 قتيلاً وعشرات الجرحى، وسط مخاوف من اندلاع حرب طائفية بين "القاعدة" و"الحوثيين" تمتد إلى محافظات يمنية أخرى.
يذكر أنّه، منذ 21 أيلول / سبتمبر الماضي، تسيطر جماعة "الحوثيين" بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية إيران بدعم "الحوثيين" بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في دول عدة بين إيران والسعودية، جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران.
أرسل تعليقك