بغداد - نجلاء الطائي
أعربت رئاسة إقليم كردستان، الجمعة، عن قلقها من القتال الدائر بين حزب "العمال" الكردستاني والجيش التركي، مجددة تأكيدها أن القتال لن ينتج منه إلا سفك الدماء والكوارث، مؤكدة أن الحرب ستعقد الأمور أكثر.وأكدت رئاسة الإقليم في بيان تلقى "العرب اليوم"، نسخة منه، أنَّ "منطقتي جزيرة وسلوبي شهدتا وللأسف حالة من التوتر والعنف والقتال بين حزب "العمال" الكردستاني والجيش التركي وساد جو من انعدام الأمان فيها"، مشيرة إلىأن "هذه الظروف بعثت فينا الحزن والقلق وحصل ما كنا نخشاه باندلاع الحرب في هذه المنطقة".
وأوضحت: "نحن أعلنا ومنذ البداية أن الحرب لن ينتج منها إلا سفك الدماء والكوارث وستضاعف أعداد الضحايا، بل ويمكن أن تكون هذه الظروف سببا في اندلاع حرب بسبب الهوية القومية وهذا بحد ذاته كارثة كبيرة".
واستطردت: "كلنا حزن لسفك دماء الأبرياء ونشاطر عوائل الشهداء أحزانهم ونتمنى أن تفكر جميع الأطراف بتعمق وان يعودوا مرة أخرى لطاولة الحوار وبدء عملية السلام من جديد"، لافتة إلى أن "استمرار الحروب سيعقد الأمور أكثر ولن تنتج إلا مضاعفة أعداد الشهداء والضحايا والدمار".
وأفاد مصدر أمني، الجمعة، بأن طائرات حربية تركية قصفت أهدافا لحزب "العمال" الكردستاني شمال العراق الليلة الماضية في أحدث سلسلة ضربات جوية على مقاتلي حزب "العمال" الكردستاني، مشيرا إلى أنّ "أكثر من 15 طائرة حربية قصفت، مساء أمس، مواقع يتمركز فيها حزب "العمال" الكردستاني في قنديل والزاب وافاشين في جبال شمال العراق".
يشار إلى أن وزارة الخارجية العراقية استنكرت، أمس الخميس، توغل عدد من القطعات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية، معتبرة ذلك إساءة واضحة للعلاقات الثنائية وانتهاكا لسيادة البلاد.
وصرَّح وزير الداخلية التركي، سلامي ألتين أوق، بأنه جرى إتلاف 800 كغم من المتفجرات المصادرة خلال العمليات التي انطلقت في بلدة جيزرة، في ولاية شرناق الحدودية مع العراق، ضد منظمة "بي كا كا"، اعتبارا من 4 من الشهر الجاري، منوها أن العتاد المصادر يعكس مدى أحقية الدولة في القيام بالعمليات.
وأضاف ألتن أوق في مؤتمر صحافي، أن فرق الأمن أزالت 30 خندقا وحاجزا أقامها حزب "العمال" في البلدة، فضلا عن توقيف 10 من عناصر المنظمة، وقتل 7 آخرين لم يتسن التأكد من هويات اثنين منهم، مشيرا إلى إصابة 11 شرطيا خلال المواجهات مع "حزب "العمال" بجروح، إضافة إلى جرح 4 مواطنين، ومقتل مدني.
وفيما يتعلق بمحاولة نواب وأفراد من حزب الشعوب الديمقراطي (غالبية أعضائه من الأكراد) كسر الطوق الأمني حول "جيزرة" من أجل دخولها، أكد الوزير أن الجميع في تركيا يعلم وجود حظر للتجوال في البلدة، مشيرا أنهم لن يسمحوا للمجموعة التي يتقدمها رئيس الحزب صلاح الدين دميرطاش، بدخول البلدة، حفاظا على سلامتهم، فضلا عن أن دخولهم إليها قد يتسبب في أعمال استفزازية مختلفة.
ونوه الوزير بأن السلطات التركية تحرص على توفير كل الاحتياجات الإنسانية لأهالي البلدة، منذ انطلاق العمليات، وتؤمن الطعام والخدمات الصحية لهم، مبرزا أن 69 مبنى حزبيا تعرض لاعتداءات في عموم البلاد، فضلا عن إلحاق أضرار بثلاثين منزلا ومحلا تجاريا، و8 سيارات في 7 ولايات، ومصرع مواطنين اثنين،’ مؤكدًا تدخل فرق الأمن لمواجهة الأحداث فورا، حيث جرى توقيف 310 أشخاص، وإحالتهم إلى السلطات العدلية.
أرسل تعليقك