صنعاء ـ عبد العزيز المعرس
تعثرت جهود المفاوضات بين الحكومة اليمنية حركة الحوثيين بعد أن تظاهر الطرفان، اليوم الجمعة، في صنعاء بالتزامن مع وصول المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر.
كان الآلاف من مؤيدي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والجيش قد تظاهروا في شارع الستين، فيما تظاهر أتباع الحوثيين في شارع المطار مجددين مطالبهم بإقالة الحكومة وإلغاء قرار رفع أسعار المشتقات النفطية وكذلك تنفيذ توصيات الحوار الوطني.
وفيما يخص دخول الأسبوع الثالث من المفاوضات المتعثرة بين صنعاء والحوثيين قال مسؤول حكومي يمني رفيع في تصريح خاص لـ"العرب اليوم" إن المفاوضات تعثرت مع الحوثيين بعد رفضهم رفع المخيمات من تخوم صنعاء ومن شارع المطار وسط العاصمة.
وأوضح ذلك المسؤول أن هناك اتفاقًا أُبرم بين الحوثيين والحكومة اليمنية برعاية المبعوث الأممي جمال بنعمر يقضي بتخفيض 500 ريال إضافة من قيمة أسعار الوقود وإقالة الحكومة في غضون 24 ساعة، وتشكيل حكومة كفاءات يشارك الحوثيون فيها بعدد من الوزارات، فيما تخضع وزارة المالية والدفاع والداخلية لتصرف الرئيس اليمني هادي، ويتم اختيار وزراء لتلك الوزارات من قبل الرئيس لكونها وزارات سيادية.
وبحسب ذلك المسؤول فإن الاتفاقات الأولية قضت بزيادة تخفيض أسعار المشتقات النفطية بـمقدار 500 ريال، بحيث يصبح سعر 20 لتر البنزين 3000 ريال، و2900 للديزل"، وتشكيل حكومة جديده يرأسها أحد الشخصيات من المحافظات الشمالية ولم يتم الكشف عنه حتى الآن.
وأشار المصدر الى أن الحوثيين أصرّوا على بقاء مخيماتهم، خاصة مخيم الاعتصام الواقع في منطقة الصباحة غرب العاصمة صنعاء، بحجة عدم ثقتهم في تنفيذ بنود الاتفاق، وسيتم رفعها حال تنفيذ تلك البنود.
كانت المفاوضات استؤنفت يوم أمس بمنزل مستشار الرئيس اليمني الدكتور عبدالكريم الإرياني، وحضره أمين العاصمة عبدالقادر هلال، واللذان كانا مندوبين عن الرئيس، فيما حضره من جانب الحوثييين مدير مكتب عبدالملك الحوثي مهدي المشاط، ورئيس العلاقات السياسية حسين العزي.
وحاول "العرب اليوم" الاتصال بمدير مكتب عبدالملك الحوثي مهدي المشاط للحديث عما يجري من مفاوضات مع الحكومة وإلى أين وصلت تلك المفاوضات لكنه رفض الحديث عما يجري.
في غضون ذلك جددت واشنطن والرياض دعمهما لصنعاء، والتزامهما بدعم هادي من أجل التوصل إلى حل مع جماعة الحوثي جاء ذالك خلال اتصال هاتفي بين هادي والرئيس الأمريكي باراك أوباما والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بينهما أمس الأول، حيث أكدا على التزامهما المشترك بدعم الرئيس هادي والحكومة اليمنية في التوصل إلى تسوية مستدامة للتوترات الحالية مع حركة الحوثيين في إطار عملية الانتقال بموجب مبادرة مجلس التعاون الخليجي.
وتبقى الخيارات مفتوحة بين الحوثيين وصنعاء بعد أن تعثرت جهود المفاوضات بينهما، فيما يواصل أنصار الحوثيين اعتصاماتهم و تظاهراتهم في صنعاء و المداخل الأربعة للعاصمة لتصبح بذلك كل الاحتمالات مفتوحة.
أرسل تعليقك