بيروت - رياض شومان
بات في حكم المؤكد ان الجلسة النيابية الثانية غدا الاربعاء ضمن سلسلة جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية لن تلتئم بفعل التطيير المنتظر للنصاب، وهو أمر عكسه حيز واسع من النشاط السياسي والديبلوماسي المتصل بالاستحقاق الرئاسي والذي انتقل أمس الاثنين، والتي ستشهد حركة ناشطة على المستوى اللبناني اذ يفترض ان يكون رئيس الوزراء السابق سعد الحريري قد وصل ليلاً اليها من الرياض وسط معلومات عن لقاء جمعه بعيد وصوله مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي انتقل من روما الى العاصمة الفرنسية لهذه الغاية، علماً ان أوساطاً سياسية في بيروت تحدثت عن طابع حاسم لهذا اللقاء في شأن موقف الرئيس الحريري من ترشح العماد ميشال عون. لكن أي معلومات مؤكدة لم تصدر عن الاوساط القريبة من الحريري في شأن هذا اللقاء . كما افاد مراسل "النهار" ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سيصل بدوره اليوم الى باريس في طريقه الى لورد ويتوقع ان يلتقي الرئيس الحريري. وكشف ايضاً ان السفير الاميركي في بيروت ديفيد هيل قام بزيارة خاطفة لباريس في نهاية الاسبوع الماضي وعقد اجتماعات مع مسؤولين فرنسيين.
وفي ضوء هذه الاتصالات تأكد أنه لم يطرأ أي جديد على المشهد السياسي الانتخابي في ما يخص جلسة انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية غداً الاربعاء ، إذ تقول مصادر مطلعة لـ"العرب اليوم" إن "تكتل التغيير والإصلاح" النيابي بزعامة النائب ميشال عون (27 نائباً) وكتلة نواب "حزب الله" (13 نائباً) ونواب حزبي "البعث" و "السوري القومي الاجتماعي" يتجهون الى عدم حضور الجلسة النيابية والامتناع عن دخول القاعة العامة للبرلمان حتى لو نزل بعضهم الى مقره، منعاً لاكتمال نصاب الثلثين، بحيث يتعذر إجراء دورة الاقتراع الثانية التي تتطلب أكثرية النصف زائد واحداً من أجل فوز أي مرشح رئاسي، وهو أمر يخدم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع المرشح الرسمي للرئاسة مع عضو "اللقاء النيابي الديموقراطي" هنري حلو، خصوصاً أن ترشح عون ما زال ينتظر الاتصالات بينه وبين تيار "المستقبل" آملاً بتأييده ليقرر في ضوئه الترشح أو عدمه، في وقت أكد غير نائب من كتلة "المستقبل" أن لا صفقة مع عون على الرئاسة وأنه ليس مرشحاً توافقياً.
وقد أكدت مصادر رئيس البرلمان نبيه بري أن نواب كتلته سيحضرون الجلسة غداً، قالت مصادر نيابية إن بري سيتوجه الى مكتبه وينتظر، فإذا اكتمل نصاب الثلثين يدخل ليترأسها وإلا يعلن تأجيلها، خصوصاً أن تغيب نواب عون و "حزب الله" وبعض نواب "8 آذار" كافٍ لتعطيل النصاب.
كذلك حزب "الكتائب اللبنانية" مساء أمس مشاركة كتلته النيابية في الجلسة وفي كل الدورات اللاحقة، داعياً الجميع الى تأمين النصاب وممارسة الواجب الدستوري وعدم تعريض موقع الرئاسة لخطر الفراغ. وأكد وجوب انبثاق سلطة رئاسة الجمهورية من البرلمان لا من تسويات تعقد في الخارج وتستورد إليه.
وكان جعجع عقد مؤتمراً صحافياً ظهر أمس اتهم فيه قوى "8 آذار" بتعطيل جلسة انتخاب الرئيس، داعياً إياها الى اختيار مرشحها والذهاب الى الجلسة ومن يفز نذهب جميعاً الى تهنئته. وإذ انتقد استخدام الورقة البيضاء مؤكداً أن الاستحقاق في خطر، أضاف: في حال قدم فريق 8 آذار مرشحه ولم ينل أي من مرشحي 8 أو 14 آذار 65 صوتاً، من الطبيعي أن ينسحب المرشح الثالث لتصب أصواته لمصلحة أحد المرشحين القويين.
أرسل تعليقك