رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط
بيروت ـ جورج شاهين
رأى سواء حصلت الضربة العسكرية لسورية أم لم تحصل، فهي لن تكون حاسمة لا سيما في ظل غياب التوافق الدولي على الضربة، وحقبة ما بعد الضربة. وقال: "الحسم في سورية لا يكون إلا من خلال بناء توافق وتفاهم دولي وإقليمي عريض لرؤيا سياسية شاملة
تفضي الى استئصال رأس النظام السوري وأعوانه الذين تلطخت أيديهم بدماء السوريين الأبرياء قبل وبعد مجزرة ريف دمشق الكيماوية.
وقال جنبلاط: "أما وقد تغاضى ما يسمى المجتمع الدولي عن معاناة وآلام الشعب السوري على مدى أكثر من عامين، ووقف متفرجاً إزاء تعرضه لأبشع وأفظع أنواع القتل والمجازر، وبعد أن اجهض النظام السوري من خلال اصراره على تطبيق ما اسماه الحل الامني في مواجهته للمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والكرامة والديمقراطية، ثم تعمد إفشال كل المساعي السياسية بدءاً من مبادرة الجامعة العربية الاولى، ولاحقاً المبادرة الثانية ثم كل الجهود الأخرى، ما أوصل سوريا الى حرب أهلية قاسية ومدمرة أدت إلى سقوط مئات آلاف الضحايا الأبرياء واعتقال عشرات الالاف وتهجير الملايين داخل وخارج سوريا، وقضت على موقع سوريا ودورها الإقليمي والعربي، فــإذا بتنامـي المؤشـرات عن توجيه ضربـة عسكرية لسوريا تصبح وشيكة ومؤكدة ".
وأضاف "وسواء حصلت الضربة العسكرية لسوريا أم لم تحصل، فهي برأيي لن تكون حاسمة لا سيما في ظل غياب التوافق الدولي على الضربة وحقبة ما بعد الضربة. والحسم في سوريا لا يكون إلا من خلال بناء توافق وتفاهم دولي وإقليمي عريض لرؤيا سياسية شاملة تفضي الى استئصال رأس النظام السوري وأعوانه الذين تلطخت أيديهم بدماء السوريين الأبرياء قبل وبعد مجزرة ريف دمشق الكيماوية، ويحفظ المؤسسات السورية وما تبقى من هيكلية الدولة بما يحول دون انهيارها التام ويرسي قواعد جديدة لسورية جديدة قائمة على التنوع والتعددية والديمقراطية".
وعن الشأن اللبناني قال جنبلاط: انه "مع تفاقم حالة الانقسام السياسي العامودي بين اللبنانيين ومع احتدام الازمة السورية وتدهورها في اتجاه جملة من الاحتمالات الخطيرة فإنني اتوجه برسالة الى فريقي النزاع في لبنان بضرورة عدم الوقوع في فخ الرهان على متغيرات جذرية في سورية والسعي لترجمتها في إرساء قواعد جديدة في المعادلات الداخلية اللبنانية، وفي المقابل الخروج من المستنقع السوري والامتناع ايضاً عن الدخول في حقبة جديدة من التخوين والتشهير والاتهام بالعمالة في وقت يسيطر مشهد الخوف والقلق على المجتمع اللبناني بأسره، بعد أن فقد اللبنانيّون ثقتهم بوطنهم ويبحثون عن وسائل للهرب والهجرة ومغادرة لبنان".
وختم بالقول: "إن اللحظة السياسية المتوترة إقليمياً وداخلياً تحتم على كل الفرقاء السياسيين الترفع عن التجاذبات الفئوية والسعي لتنظيم خلافاتهم السياسية، طالما ان احتمالات انتاج حلول جذرية حول القضايا الخلافية لا تبدو متوفرة في هذه اللحظة، ولا يزال بإمكان اللبنانيين محاولة استدراك مخاطر ايقاع البلد في أتون الانفجار خصوصاً بعد المشهدين الارهابيين في الضاحية الجنوبية وطرابلس".
أرسل تعليقك