عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"عزت الرشق
غزة ـ محمد حبيب
نفى ما نشرته صحيفة "السياسة" الكويتية في عددها الصادر الجمعة، عن مقتل 200 عنصر من الحركة في دمشق وريفها، خلال معارك مع النظام وعمليات انتحارية.
وأكد الرشق في تصريح مقتضب تلقى"العرب اليوم" نسخة عنه السبت أن هذه التقارير مفبركة
ولا أساس لها من الصحة.
وأوضح أن حركته ليست جزءاً من الصراع الدائر في سورية، مشدداً على ضرورة تجنب إقحام أبناء الشعب الفلسطيني في الصراع الدائر في سورية.
وكانت صحيفة "السياسة" نقلت عن مصادر وصفتها بموثوقة عن مقتل 200 مقاتل من حركة "حماس" على الأقل خلال المعارك مع قوات النظام السوري, في دمشق وريفها خلال الأشهر القليلة الماضية, مؤكدة أن غالبيتهم نفذوا عمليات انتحارية فيما قضى الباقون خلال الاشتباكات والقصف وأعمال العنف.
وأكدت مصادر سورية معارضة توثق أعداد الضحايا وأسمائهم ومصادر لبنانية قريبة من النظام السوري لـ"السياسة" أن حركة "حماس" انخرطت في المعارك ضد النظام السوري منذ بداية تحول الانتفاضة الشعبية إلى ثورة مسلحة نهاية العام 2011, حيث شكلت مجموعات تابعة لها خاصة في أحياء دمشق الجنوبية وريفها.
وأفادت المصادر السورية حسب الصحيفة أن لديها قوائم بأسماء المقاتلين الذين سقطوا من "حماس", جازمة بأن عددهم "أكثر من 200", بيد أنها تحفظت عن كشفها في الوقت الحالي, بسبب المفاوضات الجارية بين الحركة والنظام لاستعادة عشرات الجثث.
وفي هذا السياق, أكدت المصادر اللبنانية القريبة من النظام السوري أن الحركة تجري مفاوضات غير مباشرة مع دمشق, عبر وسطاء لبنانيين وإيرانيين, بهدف تسليمها عشرات الجثث العائدة لمقاتليها الذين قضوا خلال المعارك, بعد تصاعد حدة الغضب في الشارع الفلسطيني عموماً وبين أوساط عائلاتهم خصوصاً.
وأضافت الصحيفة أنه مقابل تسليم الجثث, عرضت "حماس" وقف تدخل الكتائب التابعة لها في المعارك بين الثوار وقوات النظام, علماً أنه فضلاً عن تشكيلها العسكري, تدعم الحركة أربع إلى خمس كتائب مقاتلة في دمشق وريفها, أبرزها "كتيبة أحفاد عائشة".
وأوضحت المصادر السورية أن قتلى "حماس" سقطوا خلال المعارك والقصف وأعمال العنف في أحياء دمشق الجنوبية ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وفي بلدتي يلدا والذيابية في ريف العاصمة, كاشفة أن قسماً كبيراً منهم قضى خلال عمليات انتحارية ضد قوات النظام السوري.
ولفتت إلى أن قتلى "حماس" لم يسقطوا جميعاً خلال معارك مع قوات النظام, وإنما سقط قسم منهم خلال اشتباكات مع مقاتلي "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" بزعامة أحمد جبريل التي تقاتل "الجيش الحر" والثوار وتدعم قوات النظام في جنوب دمشق وبعض المناطق في ريفها.
وعن سبب اتخاذ "حماس" موقفاً مناهضاً للنظام السوري الذي دعمها لسنوات طويلة, أوضحت المصادر اللبنانية أن الحركة كانت مربكة في بدايات الثورة السورية التي اندلعت في آذار/ مارس العام 2011, واتخذت موقفاً شبه محايد لأشهر عدة, باتفاق مع النظام, يقوم على مبدأ عدم تأييده المطلق, على غرار "حزب الله" اللبناني وحركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية, لكن أيضاً عدم انتقاده مع إبداء الدعم ل¯"المطالب المشروعة" للشعب السوري.
لكن مع استمرار الانتفاضة وتصاعدها وتحولها ثورة مسلحة, اتخذت "حماس", بحسب المصادر, قراراً ستراتيجياً بالخروج من سورية والوقوف ضد النظام, حيث عمد القياديون في مكتبها السياسي إلى إخراج عائلاتهم بهدوء وعلى دفعات, متذرعين بالوضع الأمني, كي لايثيروا غضب النظام.
ولاحقاً خرج جميع القياديين, وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل من سورية, وأعلنوا على مراحل موقفهم الصريح المؤيد للثورة.
وأوضحت المصادر اللبنانية أن "حماس" اتخذت قرارها الستراتيجي لسببين رئيسيين:
- الأول مرده إلى عدم قدرتها على مساندة الظالم ضد المظلوم, لأنها حركة تحرر ومقاومة, رغم الدعم الكبير الذي قدمه لها النظام السوري ورغم الانتقادات الحادة من النظام الإيراني و"حزب الله" اللبناني.
- الثاني يتمثل بخوفها من مرحلة ما بعد الأسد حيث أن انتصار الثورة وهي في الجانب المؤيد للنظام يعني خسارة أي موطئ قدم لها في سورية مستقبلاً.
في سياق متصل دانت حركة المقاومة الإسلامية حماس استمرار استهداف قوات النظام السوري للمدنيين الفلسطينيين في دمشق والتي كان آخرهم 13 شهيد في مخيم اليرموك للاجئين.
ودان الرشق بشدَّة في تصريح صحفي وصل استهداف المؤرخ الشهابي، واستمرار استهداف المدنيين العزل من أبناء شعبنا الفلسطيني، وأبناء الشعب السوري الشقيق.
وأوضح الرشق أن المؤرخ الشهابي عمل مؤخرًا في إغاثة وتقديم المساعدات لأهالي المخيم والمنكوبين، مبيّناً في الوقت ذاته أنَّه كان يدير مؤسسة "الشجرة" للذاكرة الفلسطينية، وكرَّس حياته في توثيق وجمع شهادات حيَّة من التاريخ الفلسطيني وحفظ الذاكرة الشعبية.وكانت دائرة شئون اللاجئين في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"،أكدت أن الشعب الفلسطيني كان وسيبقى حريصاً على أمن وسلامة سورية التي منحت اللاجئين الفلسطينيين حقوق السوريين وعاملتهم باحترام وكرامة.
وقالت الدائرة في بيان صحفي وصل "العرب اليوم" نسخة عنه، إنها تابعت باهتمام خطاب الرئيس السوري بشار الأسد،الأخير أملاً في أن يتطرق إلى ضرورة تجنيب مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ويلات الحرب والدمار والتشريد، رغم تأكيد الرئيس السوري في خطابه على ضرورة عدم الزج الفلسطينيين في الأحداث السورية.
وانتقدت الدائرة الأسد لمطالبته الفلسطينيين في سوريا بالوقوف إلى جانب النظام تعبيراً عن التآخي وصون العهد، وأن من غادر الأراضي السورية اعتبره فلسطينيا غير شريف.
وقرأت الدائرة في خطابه أن الفلسطينيين ومخيماتهم (لن يكونوا في مأمن من النظام السوري ما لم يقفوا إلى جانبه)، يعني أن أياماً صعبة ستشهدها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا في الفترة القادمة.
وأكدت أن الفلسطينيين "يدركون المواقف المشرفة التي وقفتها سوريا شعباً وقيادة إلى جانب إخوانهم الفلسطينيين، وهي مواقف واجبة من الأخ تجاه أخيه المظلوم، وليس مقبولاً أن يُفرض على الفلسطيني الانخراط في صراعات جانبية هي ليست معركته الحقيقية، بدعوى رد الجميل، لأن مَن يقوم بالواجب لا ينتظر مقابلاً".
ودعت الدائرة السوريين قيادة وشعباً، إلى أن يُجنِّبوا الفلسطينيين ويلات الحرب والدمار والتشريد، وأن يربؤوا بهم عن الدخول في خضم الأحداث، مشددةً على أنه لن يكون الفلسطينيون في البلاد العربية مرتزقة يدفعون دمهم لقاء الإقامة، فالمعركة ليست معركتهم ولن يكونوا طرفاً فيها.
كما دعت الأمم المتحدة ومنظماتها والمنظمات الإقليمية والدولية وجامعة الدول العربية لتمكين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا من العودة إلى أراضيهم المحتلة عام 1948، محملةً المجتمع الدولي مسئولية ما قد يتعرض له الفلسطينيون في سوريا من قتل وتشريد.
أرسل تعليقك