أمنيات جميع العراقيين تكاد تكون ثابتة وأبرزها أن يعم الأمن والأمان والسلام في بلادهم، وعلى الرغم مما تواجهه البلاد من أوضاع أمنية متوترة ولكن العراقيين اعتادوا على تبادل تهاني وتبريكات خجولة سواء من خلال رسائل الهاتف النقال أو عبر شبكة التواصل الاجتماعي الـ"فيسبوك".
ومع تكرار الأمنيات، يبقى الوجع اليومي قائمًا ومنذ سنين طويلة، بل يزداد سوءًا بانهيارات أمنية متواصلة ونزوح جماعي كبير وعمليات عسكرية مستمرة منذ بداية العام الجاري 2014، والتي أدت إلى مقتل وإصابة الآلاف من المواطنين، وتدمير مئات المنازل.
في العاصمة بغداد حيث تعمد قيادة عمليات بغداد خلال أيام المناسبات والأعياد إلى تنفيذ خطط أمنية، خصوصًا لمنع وقوع هجمات انتحارية تستهدف المحتفلين، وتضطر القوات الأمنية إلى قطع بعض الطرق والشوارع الرئيسية؛ لكن التحضيرات الخجولة للعائلات البغدادية للعيد لم تمنع أن تشهد العاصمة خروجها وأطفالها إلى متنزهات صغيرة قريبة من محال سكناهم أو الذهاب إلى متنزه "الزوراء"وهو أكبر متنزه في العاصمة العراقية بغداد.
الشاعر النجفي فاضل البديري، كتب على صفحته في "فيسبوك" ،"عُذرًا دُعاة العيد، لا لن أحتفل..ما دام دمعُ الأمهاتِ على البنين يُراق لنْ أحتفل، ما دام أطفالُ العراق يُقطَّعون والموت الرهيب من البيوتِ إلى المقابر مُتَّصِل، لن أحتفل، ودماء خلق الله تحت عيون وجه الله يهرقها الوضيعُ ويحتفل".
في متنزه الزوراء، التقت "العرب اليوم" بعدد من العائلات، اليوم الأحد، لتستمع إلى آراء غلب طابعها الحزن في يوم هو ثاني أيام العيد بالنسبة للمكون السني، وأوله للمكوّن الشيعي.
عبير إبراهيم، موظفة عبّرت عن أماني العيد بـ" أمنياتي في عيد الأضحى أن يقل عدد الضحايا، سأكتفي بإرسال التهاني عبر الهاتف الجوال وتغريدات للأصدقاء والصديقات على شبكة التواصل الاجتماعي ولم أفكر أنا وزوجي بالخروج لولا أنَّ أطفالي
طلبوا منَّا ذلك".
أما أحمد الجنابي، موظف عسكري، يقول "مع الأسف هذا العيد لا يختلف عن الذي سبقه، أصبحنا نبحث عن الابتسامة والفرح المفقود، سأذهب مع زوجتي إلى المقبرة لأنَّ أول أيام العيد يُصادف الذكرى السنوية لاستشهاد أخي في تفجير مقهى في منطقة الكرادة، واليوم اصطحب عائلتي إلى متنزه الزوراء بعدها أعود إلى وحدتي العسكرية في بغداد"
وبنبرة سادها الحزن، يتساءل حيدر الساعدي، موظف حكومي، " عن أي عيدٍ تتحدثون به ؟ لنسميه عيد الضحايا، ألا يجب أن تتوقف آلة الموت في مثل هذه المناسبات ؟، حتى في أيام الجاهلية كانت الأعراف أن تتوقف الحروب بينهم في هذه الأشهر". الساعدي فقد أحد أصدقائه أخيرًا في معركة قرب الفلوجة وقال إنَّه لن يحتفل بالعيد حزنًا على صديقه.
أم عمر، ربة بيت، تتمنى أن "يرفع الله هذه الغُمّة عن العراقيين ويعود الوئام والسلام والمحبة وتعود العائلات المهجَّرة إلى منازلها، وأسفي على السياسيين الذي يتاجرون بدمائنا، أسفي وأسفي وأسفي على كل من كان سببًا في إراقة قطرة دم واحدة".
بدوره، أعلن أمين بغداد المهندس نعيم عبعوب، في بيان تلقى "العرب اليوم"نسخة منه، جاهزية جميع المرافق الترفيهية والسياحية لاستقبال الأسر البغدادية طيلة أيام عيد الأضحى المبارك، مؤكدًا وضع خطة لتقديم الخدمات البلدية على مدار الساعة ومعالجة المشكلات الطارئة بصورة آنية. لافتًا إلى أنَّ "الدخول إلى هذه الأماكن سيكون مجانيًا خلال أيام العيد".
وأشار عبعوب، إلى أنَّ "وزارة النقل خصصت عددًا من الحافلات ذات الطابقين لنقل العائلات البغدادية من المناطق القريبة من المتنزهات الرئيسة التي تشهد إغلاقات للشوارع الرئيسة"
أرسل تعليقك