القاهرة ـ أكرم علي
أعرب رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس عن سعادته بالاتفاق على المضي قدمًا في المشاورات الثلاثية مع مصر وقبرص بشأن ترسيم حدود المناطق البحرية لكل دولة، خلال لقاء القمة الذي جمعه الأربعاء، في العاصمة نيقوسيا، بالرئيس القبرصي آنا ستاسيادس، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن اجتماع القمة الثاني في إطار الشراكة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص قد أسهم في تعزيز البعد المؤسسي لهذه الشراكة وأرسى قواعد تعميق هذا التعاون وتعدد جوانبه مع مرور الزمن.
وبحسب بيان صحافي لسفارة اليونان لدى القاهرة، فإن الدول الثلاث أكدت الأهمية الكبرى للتعاون في مجال الطاقة شرق البحر الأبيض المتوسط، من أجل تحقيق الازدهار والسلام والاستقرار في المنطقة، وأجمعت على ضرورة أن يستند هذا التعاون إلى أحكام القانون الدولي وقانون البحار، وأنه جرى الاتفاق على المضي قدمًا في المشاورات بشأن ترسيم حدود المناطق البحرية لكل دولة، حيثما تطلب الأمر ذلك.
وقد أعرب رئيس الوزراء اليوناني عن اعتقاده بأن مبادرة التعاون الثلاثي لن تستفيد منها الدول الثلاث فحسب، ولكنها تمثل تحديًا لجميع دول شرق المتوسط، من أجل التعاون وترسيم حدودها البحرية على أساس القانون الدولي.
وأكد تسيبراس أن الدول الثلاث أكدت خلال اللقاءات أهمية ايجاد تسوية عادلة ودائمة للمشكلة القبرصية على أساس قرارات الأمم المتحدة، معربًا عن دعم اليونان إعادة بدء المحادثات وعن أمله في أن تفضي إلى نتائج ملموسة.
وأوضح أهمية لقائه الثنائي الأول مع الرئيس السيسي، في إطار تعزيز العلاقات التاريخية بين مصر واليونان، مؤكدًا أن التاريخ الطويل من التعاون بين البلدين والعلاقات الممتازة بين الشعبين المصري واليوناني كان لها أبعد الأثر في إنجاح هذا اللقاء.
وأضاف رئيس الوزراء اليوناني أن المناقشات تركزت على مجالات محددة لتعميق التعاون المشترك، في مقدمتها المجال الأمني، إذ أعربت الدول الثلاث عن قلقها إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا وغرب أفريقيا، والحرب الدائرة في سورية والعراق، والحرب في اليمن، والجمود الذي أصاب القضية الفلسطينية، وانتشار النزاعات الأصولية.
وفي هذا الإطار، شدد تسيبراس على أهمية التعاون الثنائي والثلاثي بين مصر واليونان وقبرص، باعتباره ركيزة السلام والاستقرار في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، مشيرًا إلى اتفاق الدول الثلاث على تكثيف هذا التعاون على المستوى الدبلوماسي وكذلك على مستوى المحافل الدولية؛ من أجل زيادة القدرة على نقل المخاوف ووجهات النظر المشتركة إلى المجتمع الدولي، فيما يخص مواجهة الأفكار المتشددة والدفاع عن كل المجتمعات المضطهدة في المنطقة، وإدارة التحديات الدولية مثل مشاكل اللاجئين وتدفقات الهجرة، ومن أجل ضمان السلام والاستقرار في المنطقة.
كما نوَّه رئيس وزراء اليونان إلى اتفاق الدول الثلاث على تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة، عن طريق تكثيف اجتماعات اللجان الفنية، وأن المحادثات قد تناولت مشاريع عدة ولاسيما في مجالات الطاقة والنقل والشحن والسياحة.
واختتم بأن الدول الثلاث تمثل نقطة الالتقاء بين ثلاث قارات، مشددًا على أهمية استغلال إمكانات هذا الموقع المحوري في مجالات الطاقة والتجارة والنقل بين أوروبا وآسيا وأفريقيا.
أرسل تعليقك