رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبد الرزاق
غزة، رام الله ـ محمد حبيب، امتياز المغربي
تباينت ردود الفعل على زيارة رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب، إلى قطاع غزة ، ففيما وصفها بـ"التاريخية"، استنكرت الرئاسة الفلسطينية الزيارة واعتبرتها مساسا بالتمثيل الفلسطيني، الامر الذي رفضته حركة "حماس"، واعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية، انها رد اسلامي عملي على رفض
زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بينامين نتنياهو، لحائط البراق في المسجد الأقصى المبارك".
وبعد لقائه هنية اكد نجيبأن "حكومته تؤمن بحكومة وحدة وطنية فلسطينية، وتأمل بأن تتوج المحادثات الجارية بين حركتي (حماس وفتح) بالنجاح، وتصبح حكومة الوحدة أمرًا واقعًا".
واضاف في كلمة له خلال لقائه رئيس وأعضاء الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، الثلاثاء، إن زيارته إلى القطاع تضامنية إنسانية، تهدف إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني، وقد نكون بعيدين عنكم في المسافات ونختلف معكم في الثقافات، ولكننا أمة واحدة، ونؤمن بنضال الشعب الفلسطيني، الذي تعرض للتشتيت وللظلم"، مضيفًا "هذه الزيارة زيارة إنسانية لتظهر اهتمامنا الشديد والعميق جدًا لما حدث للشعب في غزة والعدوان الأخير الذي استهدفها، ولنظهر دعمنا للتوحد بين غزة والضفة، نتمنى أن تتكلل المحادثات الجارية بالنجاح، وأن تصبح حكومة الوحدة أمرًا واقعًا في المستقبل القريب، الفلسطينيون موهوبون جدًا، وعندهم قدر عال من التعليم، ومن حقهم أن يتمتعوا بمستوى جيد في العالم تعليمًا وكرامةً وسيادةً واحترامًا يستحقونه، ونحن مستمرون في دعمكم، وأتمنى أن تعبّد هذه الزيارة الطريق لنا لمزيد من الدعم، نتمنى أن نحمل معنا ما رأيناه هنا لتقوية موقفكم ومعنوياتكم، ولنقف معكم ولندعمكم في صراعكم المشروع للوصول لدولة مستقلة ذات سيادة".
ودعا رئيس الوزراء الماليزي قادة دول العالم الحر إلى زيارة قطاع غزة، والاطلاع على آثار العدوان الإسرائيلي وتقديم الدعم لها في ظل الحصار والعدوان، مضيفًا "اليوم يوم تاريخي وذو مغزى كبير في تاريخ دعمنا للشعب الفلسطيني، دعمنا الذي لا يعرف الملل ولا الكلل لفلسطين، وقد جئنا أنا وزوجتي والوفد لنعبر عن اعتقاد شعب ماليزيا بحق فلسطين المشروع في تحقيق العدالة، قررت إجراء هذه الزيارة لأني اتبعت ما يقوله لي قلبي، وقد قال قلبي: إنني أريد أن أكون مع الشعب الفلسطيني، ليس هناك من طريقة أفضل من طريقة التواجد على أرض غزة لنكون مع الشعب الفلسطيني، وكان بالإمكان أن نصدر البيانات من ماليزيا ونرسل الوفود من ماليزيا، لكنا أصررنا أن نجعل من هذه الزيارة زيارة رمزية لدعمنا لغزة من أرض غزة، والتي لن تموت أبدًا، آمل بأن يقوم مزيد من القادة المسلمين حول العالم بفعل الشئ نفسه".
وأوضح رئيس الوزراء الماليزي، أن "هذا الصراع لا يرتبط فقط بالفلسطينيين، بل هو صراع الأمة، أحييكم على صمودكم أمام العدوان الفج، لقد حققتم نصرًا أخلاقيًا كبيرًا وجديرًا بالاهتمام، شجاعتكم وتميزكم تدفعنا للوقوف احترامًا لكم وتحيتكم على ما أبديتموه من الشجاعة، وإن الوفد رأى خلال هذه الزيارة بعض معالم الدمار التي أحدثتها آلة الحرب الإسرائيلية في المدارس والمساجد والمنازل والمنشآت، وهذا كلية غير مقبول، ويتناقض مع المبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة، وكلما عرف العالم تفاصيل أكثر عما حدث كلما زادت قوة دعمه للقضية العادلة لفلسطين، وأرغب في تهنئتكم جميعًا على مشاركتكم في محادثات الوحدة بين (فتح وحماس)، هذه الوحدة ستعطي مزيدًا من القوة للكفاح، إذا كان مبنيًا على حكومة وحدة مشتركة".
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء في الحكومة المقالة اسماعيل هنية، خلال مؤتمر صحافي بعد استقبال رئيس الوزراء الماليزي في صالة كبار الزوار في معبر رفح، أن "زيارة رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب تمثل كسرًا للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وتعبر عن الرفض الماليزي للحصار الثقافي والأمني والسياسي المفروض على قطاع غزة، وتُعد تطورًا في موقفها تجاه كسر عملي للحصار"، مشددًا على أن الزيارة تمثل ردًا إسلاميًا على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى حائط البراق، وأن الزيارة الماليزية تؤكد أن حائط البراق عربي إسلامي وفلسطين عربية إسلامية"، داعيًا إلى بناء إستراتيجية موحدة لمواجهة العدوان الإسرائيلي.
وقال هنية إن "الانتخابات الإسرائيلية تتجه من حكومة تطرف إلى حكومة أكثر تطرفًا"، مؤكدًا أن "حكومته تتطلع إلى دور ريادي ماليزي في المساهمة في متطلبات النهضة الثقافية الفلسطينية، بالإضافة إلى دور ريادي تصاعدي في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وتطلعه للتحرر واستعادة حقوقه"، فيما تقدم هنية بالشكر لدولة ماليزيا حكومةً وشعبًا التي تقدم الدعم للشعب الفلسطيني.
وحول المصالحة الفلسطينية بين حركتي (حماس وفتح)، أكد رئيس حكومة غزة أن "حكومته متمسكة بخيار المصالحة، واستعادة الوحدة الفلسطينية"، مضيفًا "جادون في إنجاز هذا الأمر ومستعدون لتسهيل ما يلزم لانجاز المصالحة"، معتبرًا زيارة رئيس الوزراء الماليزي "تجسيدًا للمعاني الحقيقية للأخوة الإسلامية، قائلاً "ماليزيا تمثل ازدهارًا ملحوظًا في المجالات كافة، ونحن نتطلع لاستثمار هذه القدرات لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، ونتطلع لدور ماليزي ريادي وحقيقي ومؤثر في دعم الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه، وعلى رأسها القدس عربية إسلامية محررة عاصمة لفلسطين".
ودان هنية زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بينامين نتنياهو، صباح الثلاثاء، لحائط البراق في المسجد الأقصى المبارك، قائلاً "في الوقت الذي يزور فيه نتنياهو حائط البراق، يزور فيه رئيس الوزراء الماليزي قطاع غزة، وهذا رد فلسطيني وعربي وإسلامي على هذه الزيارة المرفوضة لنتنياهو، وتأكيد فلسطيني إسلامي أن حائط البراق حائط فلسطيني عربي إسلامي".
وفي ردود الفعل على الزيارة ،سارعت الرئاسة الفلسطينية الى اعتبارها بانها تعزز الانقسام وتمس بالتمثيل الفلسطينيي وطالبت بتوضيح من الحكومة الماليزية.
واشارت الرئاسة الى ان رئيس الوزراء الماليزي قد اتصل بالرئيس محمود عباس وأبلغه أنه سيقوم بإرسال مواد إنسانية لغزة والضفة، وعلى أن يلتقيه في القاهرة الأمر الذي يثير علامات استفهام واستغراب لمثل هذا التصرف الذي يساهم في مؤامرة تقسيم الوطن الفلسطيني، كما يخدم المخططات التي تهدف إلى إبقاء القدس الشريف معزولة عن الدولة الفلسطينية التي اعترف العالم بأسره بشرعيتها في 29 تشرين الثاني 2012.
في المقابل ، رفضت حركة المقاومة الإسلامية حماس، انتقادات السلطة ، واوضح المتحدث باسمها سامي أبو زهري في بيان وصل "العرب اليوم" مساء الثلاثاء، ان التصريحات غير مبررة، مؤكداً على أهمية مثل هذه الزيارات إلى غزة لتعزيز صمود أهلها وكسر الحصار عنها.
أرسل تعليقك