ساسة العراق يؤكدون أن الوطن يتمزق في غياب المالكي
بغداد - جعفر النصراوي
التقى بعض كبار السياسيين العراقيين في احتفالية أقيمت في بغداد السبت استذكاراً لرحيل زعيم المجلس العراقي الأعلى محمد باقر الحكيم، وسُميت بيوم الشهيد العراقي، حيث أكدوا أن العراق وطن يتمزق ولم يهتد السياسيون لحد الآن إلى آلية الشراكة المطلوبة للعيش الآمن للجميع فيما غاب رئيس الوزراء العراقي
نوري المالكي لتعرضه إلى وعكة صحية بحسب ما أعلنه ممثله وزير التعليم العالي العراقي علي الأديب.
وقال الأديب في كلمة نقلها عن المالكي خلال الاحتفالية إن "النضال والعمل من أجل إسقاط نظام دكتاتوري منفرد يستدعي حشد الطاقات كلها من أجل ذلك، وهذه الطاقات قد تكون في انتماءاتها وأصولها مختلفة لكنها تشترك في مساحة عمل واحدة".
وأضاف الأديب في الكلمة أن الديمقراطية اليوم تُعد سبيلاً لتحقيق تلك الإرادات، لكن الإرادة الشعبية لا ترغب في ديمقراطية مفتوحة على مصراعيها ليس فيها ضوابط وأطر وقيم، فالديمقراطية لها لوازمها وضوابطها فعندما تتغير الديمقراطية تصبح أقرب ما تكون إلى الفوضى تشترك فيها مناهج متضادة ومتقاعدة، فلن ينتج عن ذلك إلا حالة تَرَدٍّ في الوضع السياسي والأمني والخدمي والاجتماعي والاقتصادي".
وأشار الأديب أن من الضروري تصحيح بعض المسارات، فليس القائد وليس المنهج الصحيح في القيادة أن يطالب القائد بمصالح خاصة لجماعته وفئته سواء كانت طائفة أو جهة، بعيداً عن رفع الشعارات".
ونقل الأديب عن المالكي قوله إن "الانقسام النفسي قائم في العراق ويليه الانقسام السياسي إذا لم ينجح الحوار"، مؤكداً أن "الوطن يتمزق ولم يهتد السياسيون حتى الآن إلى آلية الشراكة".
من جانبه دعا زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم خلال الحفل القادة السياسيين إلى "السمو" فوق الاختلافات والخلافات وأن يكونوا "صادقين" مع شعبهم "كي تخلد ذكراهم"،داعيا ًالجميع إلى تحمل المسؤولية في "تطهير" أرض العراق من "الظلاميين والتكفيريين" وشدد على أنه "لا يُشرّف أي عراقي أصيل أن يقف ورايات الشر والإجرام ترفرف فوق رأسه"، محذراً من أنه إذا انهار "سد الوطنية" فسيغرق الجميع.
فيما اتهم رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، خلال الحفل التأبيني نفسه، "رياحاً أجنبية" بالعمل على تمزيق العراق إلى أشلاء "هزيلة وضعيفة"، وفي حين أكد أن البلاد باتت أمام "منعطف خطير، مشدداً على أن لا قيام لدولة المؤسسات في ظل "فوضى تتحكم فيها فوهة نار القتلة والسفاحين"، داعياً العراقيين إلى "طمر الإرهاب وآثاره طمراً نهائياً".
بدوره، جدّد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية هوشيار زيباري تأكيده، خلال الحفل التأبيني، تأكيده أن العراق الجديد الذي "ساهم الإقليم في بنائه" لا يمكن أن يحكم "إلا بالشراكة الوطنية الحقيقية والتوافق بين مكوناته كافة"، وشدّد على أن الكرد متمسكون بمبادراتهم الوطنية وخياراتهم الداخلية السلمية لترسيخ روح التعايش السلمي المشترك في عراق ديمقراطي برلماني فيدرالي.
وحذّر رئيس كتلة الوفاء الوطني النائب ووزير الأمن الوطني السابق شيروان الوائلي خلال كلمة ألقاها في الحفل من "أزمة بين الجيش والشعب ستضع العراق على شفير هاوية التقسيم"، وفيما أكد أن "القوى التكفيرية" تقوم بـ"اختراق" التظاهرات، أشار إلى "رفضه المطلق" لأي اعتداء على الجيش وقيام المسلحين باقتحام الدوائر الرسمية في المحافظات التي تشهد تظاهرات.
يشار إلى أن مؤسس ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي محمد باقر الحكيم قتل في عام 2003، بعد عودته إلى العراق إثر سقوط النظام السابق، وذلك في تفجير انتحاري استهدفه أثناء خروجه من مرقد الإمام علي بن أبي طالب، واعتُبر يوم الأول من شهر رجب حسب التقويم الهجري الذي تزامن مع مقتله هو يوم الشهيد العراقي.
أرسل تعليقك