رئيس حركة مجتمع السلم في الجزائر، أبو جرة سلطاني وزعيمة حزب العمال لويزة حنون
الجزائر- حسين بوصالح
ردّ رئيس حركة مجتمع السلم في الجزائر، أبو جرة سلطاني، على ما وصفه بـ"ادعاءات" زعيمة حزب العمال لويزة حنون التي اتهمت سلطاني بمحاولة لعب دور "مرسي الجزائر" وأنه ينتظر إشارة من "الإمبريالية الأميركية" لفبركة "ثورة برتقالية في الجزائر"، وقال أبو جرة سلطاني "أنه لا يستغرب أن يأتي مثل هذا
الكلام من تروتسكية هاجمت التيار الإسلامي منذ ربع قرن".
واستغرب أبو جرة سلطاني في تصريح لـ"العرب اليوم" الاثنين، ردة الفعل القوية من زعيمة العمال في دفاعها عن شخص الرئيس بوتفليقة، رغم أن بيان الجبهة الوطنية التي تضم الـ12 حزبا من بينها حركة مجتمع السلم لم يذكروا الرئيس بسوء، مضيفا أن على حنون أن تفرّق بين ما ورد في بيان المجموعة يوم 23 من كانون الثاني / تشرين الجاري وبين تصريحات زعماء الأحزاب، مشيرا أنه مسؤول عما ورد في البيان الذي وقّعه نيابة عن الأحزاب الأخرى، في حين كل ملزم بما يقول خارج البيان.
وعَّقب سلطاني على اتهامات حنون بأنه يريد لعب دور مرسي – الرئيس المصري- في الجزائر بتواطؤ أميركي، قائلا أن تهجم زعيمة الحزب اليساري – العمال- ليس وليد اليوم بل يعود إلى ربع قرن منذ تأسيس الحزب، مضيفا "ليس من حقها الحديث عن مرسي الذي وصل إلى سدة الحكم بطريقة ديمقراطية و إرادة شعبية في التغيير"، متهما حنون بالاستيلاء على حزب العمال وتحويله إلى ملكية خاصة.
وكانت زعيمة حزب العمال قد اتهمت الأحزاب الـ 12 بأنها "تريد خلق ثورة برتقالية وفبركة ربيع عربي في الجزائر"، وقالت حنون في اجتماع لمنظمة شباب من أجل الثورة التابعة لحزبها، السبت، إن رئيس حمس "أبو جرة يرى نفسه جديرا بلعب نفس دور مرسي في الجزائر، وهو ينتظر إشارة من الإمبريالية الأميركية، وحمس التي كانت في الحكومة دعمت الثورة الفوضوية في ليبيا والناتو وثورات الربيع العربي".
وخاطبت حنون، التيار الإسلامي بلغة حادة قائلة إن "الإسلاميين في الجزائر ولى عهدهم، وأن التيار الإسلامي انتهى في الجزائر"، مضيفة أن الشعب لن يقبل بتكرار تجربة مأساوية دامية، مشيرة إلى أن بعض الأحزاب من مجموعة الــ12 التي وصفتها بـ"الموسمية" تهجمت على الرئيس بوتفليقة بتصريحات وضيعة ودنيئة، متسترين وراء شعارات الدفاع عن السيادة والوطنية، وأضافت حنون أنه ليس من صلاحية الأحزاب السياسية أن تناقش قضية فتح المجال الجوي، معتبرة أنه قرار سيادي نتحفظ عليه، لكننا ندعم كل القرارات السيادية للدولة.
وأكد سلطاني أن ما صدر عن مجموعة الـ12 موثق في بيان سياسي تم توزيعه على وسائل الإعلام، وأن التصريحات الجانبية لا تلزم إلا أصحابها، موضحا أنه من حق كل سياسي أن يناضل سلميا لتجسيد برنامجه، وكما أنه من حق زعيمة حزب العمال أن تحلم بجرّ الجزائر إلى المعسكر الشيوعي، فمن حق زعيم حمس أن يعمل في الاتجاه المعاكس لاستكمال بناء الدولة الجزائرية الديمقراطية، ذات السيادة في إطار المبادئ الإسلامية مثلما جاء في بيان أول تشرين الثاني /نوفمبر 1954.
وأكد سلطاني أن حركته وقفت مع الشعوب العربية في ثوراتها ضد الأنظمة الاستبدادية رافضة في نفس الوقت التدخل الأجنبي، وهو موقف ثابت للحركة – يقول سلطاني – إن التروتسكيين لا يمتلكون ثقافة التداول على القيادة، والتداول على السلطة، ودافع سلطاني عن بيان الجبهة الوطنية التي تضم الـ12 حزبًا قائلا "إذا تحوّل التصريح السياسي بالوصول إلى السلطة سلميا جريمة حزبية، تصبح الأحزاب دكاكين لتسويق ورود السلطة الاصطناعية للرأي العام".
للإشارة، أصدرت مجموعة الأحزاب التي تطبق عليها تسمية "الجبهة الوطنية" بيانا في 23 كانون الثاني / يناير الجاري انتقدت فيه تعامل السلطة الجزائرية مع الأحداث الجارية في منطقة الساحل الأفريقي والاعتداء على منشأة الحياة النفطية في تيقنتورين في عين أميناس بأقصى الجنوب الشرقي الجزائري، موجهة انتقادا لاذعا للسلطة بعد قرار فتح أجوائها للطائرات الفرنسية لضرب المجموعات الإرهابية في شمال مالي.
واعتبرت زعيمة العمال أن جرأة الأحزاب بشتم الرئيس بوتفليقة لا يمكن أن يكون أمرا عاديا إلا إذا كانت هذه الأطراف تتحرك بإيعاز من الولايات المتحدة الأميركية التي تريد فبركة ثورة يقودها التيار الإسلامي على شاكلة محمد مرسي في مصر.
أرسل تعليقك