لحظة وقوع تفجير مسجدي السلام والتقوي في لبنان
بيروت - جورج شاهين
كشفت مصادر قصر بعبدا لـ "العرب اليوم" أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تمنّى على الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام في اللقاء الذي جمعه معه، الأحد، في القصر الجمهوري في بعبدا للبحث في استعجال تشكيل الحكومة الجديدة، على أن تكون حكومة جامعة لا تستثني أحدًا سوى من يستثني نفسه من المشاركة
فيها، فيما قال وزير الداخلية والبلديات مروان شربل لـ "العرب اليوم": إن التحقيقات الجارية في تفجيري طرابلس قطعت شوطًا مهمًا، وأبرز ما تحقق الكشف عن هوية صاحب سيارة الدودج التي انفجرت أمام مسجد السلام في محلة الميناء في طرابلس.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ "العرب اليوم": إن الرئيس سليمان وبعدما استعرض، عصر السبت، التطورات مع الرئيس المستقيل للحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية والقادة الأمنيين أجرى اتصالاً بالرئيس سلام، وتمنّى عليه أن يلتقي في أسرع وقت ممكن بهدف التشاور في مجريات التطورات المتصلة بتشكيل الحكومة، وخصوصًا في الظروف التي تمر بها البلاد على أكثر من مستوى ولا سيما الأمنية منه.
وشدَّد الرئيس سليمان في اللقاء على أهمية تحريك ملفّ تشكيل الحكومة والوقوف على رأي جميع الأطراف بشأن تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، من أجل ضبط الوضع في البلاد وإدارة شؤون الدولة من خلال "حكومة جامعة"، والسعي بكل القدرات لإفهام الجميع بالحاجة إلى هذه الحكومة لمواجهة التطورات على المستويات المحلية والإقليمية.
وشدد رئيس الجمهورية على المعطيات التي تناولها في كلمته الى اللبنانيين مساء السبت الماضي مؤكدًا أنه مقتنع ومعه أكثرية اللبنانيين بكل كلمة قالها، ومشددًا على ضرورة تجاوب الجميع مع المعطيات التي أشار إليها، لأن في كل خطوة طلبها من جميع الأطراف تلبية صادقة لرغبات أكثرية اللبنانيين ومصالحهم، ومن تعنيه مصلحة اللبنانيين لا يمكنه تجاهل هذه الخطوات، داعيًا إلى ترجمتها لحماية لبنان من السيناريوهات الخطيرة التي تعد للمنطقةن وتلك التي ستقود إليها المواجهة الكبرى في سورية، وانعكاساتها على لبنان والسلم الدولي والإقليمي.
وأكد الرئيس سليمان على سلام ضرورة تكثيف مشاوراته واتصالاته مع المعنيين بملف الحكومة، وحثّ الجميع على التجاوب مع هذه الخطوة من دون أن يتناول أي صيغة حكومية جديدة لا صيغة الثلاث التمانات ولا غيرها من الصيغ، وربما يقترح أحدهم صيغة أخرى قابلة للبحث، المهم أن تكون الحكومة جامعة، ولا تستثني أحدًا سوى من يستثني نفسه من المشاركة فيها.
وعليه قالت المصادر لـ "العرب اليوم" إن الملفّ الحكوميّ سيكون في مقدم اللقاءات المتوقّعة من الأحد وصاعدًا، إن لم تكن حركة المشاورات التي سيجريها الرئيس المكلّف بدأت بغية الوصول إلى صيغة جامعة، كما يقترحها رئيس الجمهورية الذي طلب إلى سلام الإسراع بها، واستشكاف مدى قبولها من الجميع قبل البحث في أية صيغ أخرى يمكن أن تُطرَح على بساط البحث.
وعليه، قالت مصادر الرئيس المكلف تمّام سلام لـ "العرب اليوم" إن اللقاء مع الرئيس سليمان شكل محطة إضافية من المشاورات المفتوحة مع رئيس الجمهورية، وإنه أعطى دفعًا جديدًا لحركة المشاورات التي سيبدأها سلام في الساعات المقبلة.
وقالت المصادر: إن من أولى خطوات الرئيس سلام استئناف الاتصالات لاستكشاف بعض المواقف، ولا سيما مواقف قوى 8 آذار، وفي طليعتها مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري وزعيم الحزب "التقدّمي الاشتراكي" وليد جنبلاط.
ونفت المصادر أن يكون سلام تحدث بعد لقاء بعبدا مع الرئيس نبيه بري، ولفتت إلى أن آخر اتصال بين الرجلين هو الذي أجراه الرئيس بري بسلام مُعزيًا في ضحايا تفجيرات طرابلس فور عودة سلام من اليونان، ومستكشفًا وإيّاه التطورات من جوانبها المختلفة حكوميًا وأمنيًا وسياسيًا.
وانتهت المصادر إلى القول: إن صيغة "الحكومة الجامعة" تقدمت على باقي الصيغ، ولم تشأ الحديث عن التشكيلة الجديدة التي يمكن أن تنتجها مشاورات الرئيس المكلف، التي ستشمل مروحة شاملة وواسعة على مساحة الوطن.
وفي هذه الأجواء السياسية يلتئم المجلس الأعلى للدفاع استثنائيًا عند العاشرة والنصف من قبل ظهر الإثنين ليبقى الملف الأمني في أولية الملفات المفتوحة إلى جانب الملف الحكومي الذي فتحه الرئيس سليمان مع الرئيس المكلف.
وقالت مصادر مطلعة لـ "العرب اليوم": إن لقاء المجلس الذي عُدّ السادس في عهد الرئيس سليمان والخامس بسبب أحداث طرابلس وصيدا ومسلسل التفجيرات الأمنية تزامنًا مع بدء الثورة السورية سيخصّص للبحث في نتائج التحقيقات الجارية بشأن متفجرتي طرابلس، وما آلت اليه جهود القوى الأمنية التي تكثفت في الساعات القليلة التي أعقبت انفجاري طرابلس.
وقالت المصادر: إن الاجتماع سيؤكد أهمية تعزيز سبل التنسيق بين الأجهزة الأمنية كافة والتأكيد على الآليات الاستفادة من قدراتها في مواجهة المخططات المرسومة للبنان.
وعشية الاجتماع الاستثنائي للمجلس الأعلى قال وزير الداخلية والبلديات مروان شربل لـ "العرب اليوم": إن التحقيقات الجارية في تفجيري طرابلس قطعت شوطًا مهمًا، وأبرز ما تحقق الكشف عن هوية صاحب سيارة الدودج التي انفجرت أمام مسجد السلام في محلة الميناء في طرابلس، وإن التحريات جارية للبحث في حركة السيارة التي سُجلت لها في الساعات التي سبقت تفخيخها ونقلها إلى حيث انفجرت، فليس أكيدًا أن صاحبها هو من زرعها في مكان الانفجار.
ونفى الوزير شربل أن يكون قال إن من أوقف السيارة امام المسجد هو الذي بات معلومًا، وتمنى على وسائل الإعلام نقل مواقفه وكلماته بدقة متناهية، وعدم تحميله عبارات ومواقف لم يتحدث عنها.
وعن التحقيقات الجارية بشأن الموقوف لدى فرع المعلومات الشيخ أحمد الغريب المتهم بالتخطيط لعملية تفجير إحدى سياراتي طرابلس الجمعة الماضي بعد صلاة الظهر قال شربل: لا تسألوني عن أيّ شيء عالق أمام القضاء فهو الذي يبُتّ في مصير التوقيفات، ويحدد الآليات اللاحقة، مؤكدًا أن عملية توقيفه حُمّلت أكثر مما تحتمل، والقرار النهائي بيد القضاء.
وبشأن المعلومات بالإفراج عن الشيخ الغريب، الإثنين، قال شربل: لا تتوقعوا مني جوابًا. اسألوا القضاء.
أرسل تعليقك