دمشق – نور خوّام
أكدت وزارة "الخارجية" السورية، في رسالتين متطابقتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، الأربعاء، أنّه: منذ أربعة أعوام ونيف من عمر الأزمة في سورية؛ لم تتوقف تركيا عن التآمر على سورية عبر دعمها المتطرفين الذين جاؤوا من أكثر من مائة دولة، وعبروا الأراضي التركية؛ للانضمام إلى "داعش" و"جبهة النصرة" و"أحرار الشام" وغيرها من التنظيمات التي لها ارتباط مع "القاعدة".
وأضافت الوزارة: إن الحكومة السورية وثقت عبر عدد من الرسائل الموجهة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة؛ التآمر التركي على سورية، مؤكدة أنّ حكومة الجمهورية العربية السورية ترفض محاولة الحكومة التركية تصوير نفسها على أنها الضحية وأنها تدافع عن نفسها في الوقت الذي يعرف فيه الجميع ما فعلته من تقديم كل أشكال الدعم للتنظيمات المتطرفة في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وتابعت: على سبيل المثال، وكما يعرف الجميع فإن تنظيم "داعش" يسرق النفط والقمح والقطن والآثار من سورية، ويبيعها في تركيا بمعرفة النظام التركي، مقابل تقديم السلاح والذخيرة وتأمين الخدمات اللوجستية لعناصره داخل الأراضي التركية، ناهيك عن تفكيك وسرقة الآلات من مئات المصانع السورية من شمال سورية، ونقلها إلى تركيا ولم تكتف تركيا بذلك؛ بل واصلت تدريب وتسليح المتطرفين من "جبهة النصرة"، وغيره من التنظيمات المتطرفة التي لها علاقة مع القاعدة، وساندتهم نيران المدفعية والقذائف الصاروخية لدى دخولهم إلى محافظة إدلب باسم "جيش الفتح".
وشددت على أنّ الحكومة التركية مسؤولة مسؤولية مباشرة عن سفك الدم السوري وعن المعاناة الانسانية لملايين السوريين داخل سورية، وخارجها لدعمها للتطرف، وزادت: لو التزمت تركيا ودول الجوار عبر تنفيذ قرارات مجلس الأمن فإن 70 في المائة من عوامل الأزمة في سورية يكون تم تجاوزها.
وأردفت: إن استخدام المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة يعطي الحق للجمهورية العربية السورية، أنّ تدافع عن شعبها وأرضها ضد التطرف المقبل عبر الحدود والمدعوم من الحكومية التركية، وغيره من دول اقليمية ثانية، وبالتالي لا يحق لها استخدام المادة 51؛ لأنه في الحقيقة الذي سيصدر التطرف الذي يتحدث عنه.
وبينت أنّ سورية وقواتها المسلحة تكافح المتطرف المتمثل بأكثر من سبعين تنظيمًا متطرفًا يحصلون على تمويل وتسليح وتدريب من دول إقليمية وأطراف دولية معروفة تأتي تركيا في مقدمتها، لافتة إلى أنّ التصريحات الصادرة عن مسؤولين عسكريين في الولايات المتحدة، لا تخفي وجود معسكرات تدريب في دول عدة في المنطقة عبر ذريعة "المعارضة المعتدلة".
وزادت: أنّه "على العكس مما جاء في الرسالة التركية فإن قواتنا المسلحة تتصدى لتنظيمي "داعش" و"النصرة" المتطرفين في مواقع عدة من أراضي الجمهورية العربية السورية، في الوقت الذي نشر فيه مراسلون صحافيون صورًا لجنود أتراك يتبادلون التحية مع عناصر من "داعش" على الحدود بين البلدين".
واستأنفت: "إن سورية أعلنت مرارًا ومنذ أعوام، أنّ التطرف لا وطن له ولا دين له ولا حدود له ونبهت داعميه على أنّ هذا التطرف سيرتد عليهم ومن المؤسف أننا شهدنا أخيرًا، بداية ارتداد التطرف على داعميه، وإذا كانت تركيا شعرت الآن، بعد أربعة أعوام ونيف مرت على الأزمة في سورية، بأن من واجبها التصدي للتطرف؛ فإن ما ينطبق عليها المثل القائل: "أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا".
واستدركت متسائلة: ولكن هل النوايا التركية صادقة في مكافحة تطرف "داعش" و"جبهة النصرة" والتنظيمات التي تربطها علاقات مع "القاعدة" تنفيذًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة أم أنها تدعي ذلك لضرب الاكراد في سورية والعراق وربما لأسباب داخلية؟.
واختمت بالقول: إن سورية تؤكد مجددًا أنّ القضاء نهائيًا على ظاهرة التطرف؛ يتطلب جهدًا جماعيًا ملزمًا على المستويين الإقليمي والدولي أساسه التعاون البناء واحترام سيادة الدول ومصالح شعوبها.
أرسل تعليقك