قتلى وجرحى في انفجار الرويس
قتلى وجرحى في انفجار الرويس
بيروت – جورج شاهين
أعلن وزير الداخلية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، صباح الجمعة، وقبل ساعتين على اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أن آخر حصيلة عن تفجير الرويس بلغت 22 قتيلاً بالإضافة إلى أشلاء جثة، وأكثر من 289 مصابًا أبرزهم جريح من آل الجميل
يُعتقد أنه من عائلة رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل، فيما قالت مصادر معنية لـ"العرب اليوم"، إن أشلاءً عُثر عليها في منطقة الضاحية، وقد بوشرت فحوصات الـ"دي آن آي" عليها للتثبت من هويتها ولمن تعود.
ولم تَحسم بعد المراجع الأمنية المختصة التي تُدقّق في البقايا التي خلفها انفجار الرويس، مساء الخميس، ما يثبت هوية منفذ العملية، وما إذا كان انتحاريًا أم لا، علمًا أن هناك احتمالاً آخر في أن يكون أحدهم فجّر السيارة بسائقها قبل أن يتمكن من ركنها في مكان ما.
وقال شربل، "كل دولة تحاول تعكير أجواء دولة أخرى ترسل هذا النوع من الإجرام لخلق فتنة سنية شيعية، ونؤكد أن مثل هذه الفتنة لن تحصل، وسنبحث في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع خططًا لحماية الضاحية وأماكن أخرى يمكن أن تكون مستهدفة".
واكدت مصادر معنية، لـ"العرب اليوم"، أن أشلاءً عُثر عليها في منطقة الضاحية، وقد بوشرت فحوصات الـ"دي إن إيه" عليها للتثبت من هويتها ولمن تعود، فإذا تبين أنها لشخص من سكان المنطقة تتبدل كل المعطيات، وفي حال كانت لمجهول ستبدأ التحقيقات لمعرفة هويته ومدى ارتباطه بمنفذ الجريمة.
وتوقعت المراجع المعنية، أن ظهور نتائج الفحوصات تحتاج إلى 48 ساعة لتبدأ في الظهور، حتى يتم تحديد هوية صاحبها وما إذا كان لبنانيًا أو لا.
واستنفاقت منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية على منظر التدمير الواسع الذي تسبب فيه الانفجار، فيما بدأت الاستعدادات في العديد من المناطق في الضاحية والجنوب وبعلبك لدفن الضحايا الـ 19 الذين قضوا في الانفجار.
وقالت مصادر المستشفيات، صباح الجمعة، إن 36 جريحًا بقُوا في المستشفيات بعدما غادرها معظمهم، بعدما أُخضِعوا للإسعافات الضرورية، ونُقل أكثر من 11 شخصًا إلى المستشفيات المتخصصة في الحروق، واستقبلت مستشفى الجعيتاوي في الأشرفية ست حالات صعبة، تجاوزت فيها الحروق سبع درجات على الأقل.
وأعلن الفريق الطبي في مستشفى بهمن اللبناني، وجود جريح من آل الجميل هو لبيب الجميل ضمن ضحايا انفجار الرويس، يُعتقد أنه من عائلة رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل.
وأطلقت المستشفى نداءات إلى أقاربه لإبلاغهم بمكان وجوده في المستشفى، وقبيل ظهر الجمعة، نُقل الجميل إلى مستشفى الجعيتاو المتخصص في الحروق، الذي اعتبر من أبرز جرحى الانفجار في الرويس باعتباره مسيحيًا مارونيًا، كان يتجول صدفة في الضاحية الجنوبية معقل "حزب الله"، بعدما تبين أنه يعاني من حروق بالغة، وحالة لا تدعو إلى القلق.
وأشرف النائب في "حزب الله" علي عمار، على نقل لبيب من المستشفى، تحت أعين وسائل الإعلام، وقال "إن وجود جريح من آل الجميل عمّم الأسى على كل لبنان، واعتبره دليلاً أن الضاحية مفتوحة أمام جميع اللبنانيين، والأدل أن فيها جريحًا من آل الجميل"، فيما اكتشف أن هناك عائلة مفقودة هي عائلة صالح عباس و3 من أولاده، وهم: محمد ومريم وملاك، بالإضافة إلى محمد جابر وجاد علي عابد جعفر ومحمد محيدلي.
ودعت قيادة الجيش الجمعة أهالي المفقودين جرّاء التفجير، لإجراء فحوصات الـDNA، من أجل المقارنة بينها وبين بعض الجثث المشوهة، وربما مع أشلاء الانتحاري.
وانتشرت، منذ صباح الجمعة، دوريات للجيش اللبناني في المنطقة، وانتشر عناصر من "حزب الله" في المنطقة، ومنعوا الاقتراب من مكان الانفجار، فيما شوهد رجال الشرطة الجناية والقضائية في المكان يبحثون عن الأدلة، وسط عبث كبير لحق بمسرح الجريمة، ما يعيق الوصول إلى أدلة أساسية من نتائج الانفجار، فيما بوشرت التحقيقات لمعرفة نوعية المواد المتفجرة التي استُخدمت، والتي خلفت حرائق غير عادية لم تشهدها عمليات مماثلة من قبل.
وقال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل في تصريح سابق إن انفجار الرويس تم التحضير له بإتقان، مشيرًا إلى أنه من الفرضيات أن يكون ردًا إسرائيليًا على العملية التي حصلت في اللبونة.
ورأى شربل في حديث لبرنامج "كلام الناس" عبر الـ (LBCI ) أن ما حصل في الضاحية الجنوبية عملية انتقامية ضد "حزب الله"، لافتًا إلى أنه سيقترح في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، الجمعة، القيام بخطة لحماية الضاحية، بالاشتراك والتنسيق مع السكان .
وشدد شربل على أن "الخلافات السياسية تُشجّع المجرمين الذين يقومون بأعمال "جنونية إجرامية" لا يقبلها دين أو شعب، كاشفًا عن معلومات عن وجود سيارات مفخخة في البلد".
وقال شربل "إن مخابرات الجيش اعتقلت مجموعات إرهابية خطرة"، مضيفًا: "علينا أن نستنكر عدم تأليف الحكومة حتى الآن، وعلى الرئيس تمام سلام تأليف حكومة لا تستثني أي أحد".
أرسل تعليقك