القدس المحتلة ـ وليد أبوسرحان
تستخدم شرطة الاحتلال أسلحة فتاكة ضد الفلسطينيين المحتجين، سواء في القدس الشرقية المحتلة عام 1967 أو ضد المواطنين في الأراضي المحتلة عام 1948.
وبيّن تحقيق صحافي، أنّ شرطة الاحتلال استخدمت أسلحة خطيرة لتفريق المتظاهرين الفلسطينيين في القدس الشرقية والداخل الفلسطيني، لمدة تزيد عن ستة أشهر، دون أن يكون هناك تعليمات بشأن استخدام هذه الأسلحة، ودون أن يتم تأهيل عناصر الشرطة لاستخدامها.
وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تحقيق لها، أنَّ "الشرطة أدخلت في العام الأخير، تدريجيًا، أسلحة جديدة. وهي عبارة عن رصاص إسفنجي بلون أسود، يطلق عليه أيضًا (نموذج 4557). وهو رصاص أثقل، وإصابته أشد من الرصاص الأسفنجي الأزرق (المطاطي)، الذي كان تستخدمه الشرطة".
وأظهر التحقيق، الذي نشر الخميس، أنَّ "التعليمات بشأن استخدام السلاح الجديد وقواعد الحذر لم تكتب إلا قبل شهر".
واستخدمت شرطة الاحتلال الرصاص الإسفنجي على نطاق واسع، وهو بقطر 40 ميلي مترًا، ومصنوع من البلاستيك، ومغطى بقبة إسفنجية، في المواجهات التي وقعت في مطلع تموز/يوليو الماضي، في القدس.
وأصيب الفتى محمد سنقرط، من وادي الجوز في القدس، في آب/أغسطس الماضي، برصاص شرطة الاحتلال في رأسه، ومن المرجح أنه "رصاص بلاستيكي أسود"، ما أدى إلى استشهاده لاحقًا.
وفي أعقاب استشهاد سنقرط، وردًا على طلب محامي "جمعية حقوق المواطن"، من شرطة الاحتلال، الحصول على تعليمات بشأن استخدام الرصاص الأسود الجديد، ادّعت الشرطة بداية أنَّ "التعليمات مماثلة لتلك في حالات استخدام الرصاص الأزرق".
وبعد أن توجهت الجمعية للشرطة مرة ثانية، حصلت على وثيقة من الشرطة يعود تاريخها إلى 01 كانون الثاني/يناير 2015، أي أنَّ الحديث عن تعليمات وضعت قبل نحو شهر تقريبًا.
وتشرح الوثيقة مفصلاً كيفية استخدام الرصاص الأسود والأزرق، كما تتضمن توجيهات عينية ووسائل الحذر بشأن الرصاص الأسود، وبضمن ذلك أن يكون إطلاق الرصاص عن بعد يزيد عن 10 أمتار (الأزرق 5 أمتار)، ويمنع استخدام الرصاص الأسود ضد المسنين والأطفال والنساء الحوامل، كما يفترض أن يتم توجيه السلاح إلى الجزء السفلي من الجسم.
وتدّعي شرطة الاحتلال أيضًا أن الحديث عن سلاح دقيق جدًا، وأنّ العناصر المجربة في الشرطة لن تجد صعوبة في توجيه السلاح إلى الجزء السفلي من الجسم. وعلى الرغم من ذلك فإن هناك إصابات موثقة تؤكد العكس.
وتبيّن أنَّ هناك عشرات الشهادات من القدس المحتلة، التي توثق إصابة أطفال بالرصاص الأسود، كانت بينها إصابة خطيرة، مثل فقدان الرؤية وكسور وإصابات في الأعضاء الداخلية.
ووثقت جمعية "حقوق المواطن" أربع حالات لأطفال أصيبوا بإصابات خطيرة نتيجة تعرّضهم للرصاص الأسود، بينهم الطفل صالح محمود (11 عامًا)، الذي أصيب بكسور في وجهه، وأجريت له عمليات جراحية عدة، وفقد النظر في إحدى عينيه، ويرى جزئيًا في العين الثانية. أما محمد عبيد (5 أعوام) فقد أصيب بوجهه، وأجريت له عمليات جراحية، وفقد النظر بإحدى عينيه، كما أصيب الفتى علاء حمدان (14 عامًا) بجروح في وجهه وتضرر نظره.
أرسل تعليقك