غزة ـ محمد حبيب
صرَّح المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، بأنَّ "اعتماد قرار رفع علم دولة فلسطين في مقر الأمم المتحدة ومكاتبها هو تأكيد على شرعية التطلعات الوطنية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير في دولته المستقلة"، معتبرا أن اعتماد القرار يساعد على استعادة بعض الأمل للفلسطينيين "وهو خطوة أخرى نحو الوفاء بوعد الاستقلال، منذ ما يقرب من سبعة عقود ونحو إنصاف شعبنا من الظلم التاريخي الذي لحق به".
جاء ذلك في كلمة ألقاها منصور بعد اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، فجر الجمعة، القرار المعنون "رفع أعلام الدول غير الأعضاء التي لها صفة المراقب في الأمم المتحدة" تحت بند تعزيز منظومة الأمم المتحدة، وأعرب فيها عن امتنان وتقدير الشعب الفلسطيني وقيادته للدول التي صوتت لصالح القرار وللدول التي تبنت مشروع القرار.
وأضاف إنَّ "هذه الدول أكدت بذلك دعمها الثابت لقضية فلسطين العادلة والموقف المبدئي للمجتمع الدولي الرامي إلى التوصل إلى حل عادل ودائم وشامل وسلمي للقضية الفلسطينية ولإعمال الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير والاستقلال."
وأشار أن" التصويت اليوم هو أيضا إسهام في الجهود الدولية الرامية إلى إنقاذ حل الدولتين على أساس حدود ما قبل عام 1967 وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية"، مضيفا إنَّ "دعم الدول لهذه المبادرة السلمية والمشروعة تؤكد على إيمان شعبنا بالتزام المجتمع الدولي بقضيته العادلة وعلى مركزية دور الأمم المتحدة في هذا الصدد."
وأردف السفير منصور: "إنه مع اعتماد قرار رفع العلم الفلسطيني يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات ملموسة دون تأخير وفقا لمسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية ولقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإعمال حقوق الشعب الفلسطيني والتوصل إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية التي طال انتظارها ولدفع عملية السلام في المنطقة ويجب على مجلس الأمن على وجه الخصوص أن ينهض بواجباته وفقًا للميثاق ولا يمكن له أن يبقى مشلولًا ومخفقًا إزاء القضية الفلسطينية ومسألة تحقيق السلام."
وتابع: "إننا سنواصل بذل كل الجهود لتحقيق هذا الهدف، ونحن نتطلع بأمل كبير إلى اليوم الذي سيتم فيه رفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة ونحن نعلم أن رفع العلم سوف لا ينهي الاحتلال ولا يحل النزاع، ونعلم أن طلبنا للانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة لا يزال قيد النظر أمام مجلس الأمن ولا يزال أمامنا عمل شاق، لكن رفع العلم سيبعث رسالة إلى شعبنا في كل مكان أن تحقيق حريته واستقلال دولته أمر حتمي وأن المجتمع الدولي يدعم مسيرته من أجل تحقيق العدالة وإعمال حقوقه وإنجاز استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية".
ثم خاطب السفير منصور أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن وخارجه من منبر الجمعية العامة قائلا: "إننا نتطلع إلى اليوم الذي سيرفع فيه علم دولة فلسطين أمام الأمم المتحدة في نهاية هذا الشهر وبتواجد الرئيس محمود عباس، ونتمنى في ذلك اليوم أن يرفع علم دولة فلسطين فوق بيوتكم ومدارسكم ومتاجركم وجامعاتكم ومؤسساتكم وكل الأماكن التي ترونها مناسبة لنؤكد من خلال هذا الاستفتاء الشعبي الشامل على إصرارنا على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا الفلسطينية منذ عام 1967 وتحقيق استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وبذا يتحقق الإجماع الدولي بتطبيق حل الدولتين على الأرض."
واسترسل: "إن اليوم الذي سيرفع فيه علم فلسطين في الأمم المتحدة سيكون يومًا خالدًا ومشهودًا في تاريخ نضالنا من أجل الحرية والاستقلال وإنجاز كافة حقوقنا وتطلعاتنا الوطنية المشروعة حيث سيرفرف علمنا بحق وجدارة بجانب أعلام كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ولنعمل جميعًا على أن يكون ذلك اليوم يوم عزة وكرامة لشعبنا، لشهدائنا، وأسرانا، ولقدسنا المحتلة، ولغزة الباسلة المحاصرة، لوطننا الحبيب فلسطين، لنا جميعًا، والسلام والمحبة لكم من هذا المنبر."
يذكر أن قرار الجمعية العامة القاضي برفع أعلام الدول غير الأعضاء التي لها صفة المراقب (A/69/L.87/Rev.1)، اعتمد بموافقة 119 دولة عضو ومعارضة ثماني دول وامتناع 45 دولة عن التصويت.
أرسل تعليقك