مشهد من تفجير بئر العبد
بيروت – جورج شاهين
كشف وزير الدفاع الوطني فايز غصن عن جملة معطيات أمنية تتعلق بالتحقيقات الجارية مع عدد من الموقوفين على خلفية قيامهم بعمليات أمنية في عدد من المناطق اللبنانية، وجاء في بيان أصدره: "إنني كوزير للدفاع الوطني أؤكد أن ما سأقدمه ليس تحليلًا، ولا تكهنات، إنما حقائق مستندة إلى تحقيقات أجرتها
مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وتضمنت اعترافات أدلى بها الموقوفون". وأضاف، "قد يسأل البعض عن قرارنا الإدلاء بما توصلنا إليه من معلومات خصوصًا أن المعلومات الأمنية الحساسة عادة ما تبقى بحوزة الأجهزة الأمنية، وهنا يهمني أن أؤكد أن هذا القرار جاء نتيجة الاقتناع بمدى الحاجة الآن لتسمية الأمور بمسمياتها، وذلك لوضع حد للتكهنات والفرضيات والتحليلات التي تعمد في جانب منها إلى إشاحة الأنظار عن الحقائق وإحداث بلبلة في صفوف الرأي العام اللبناني".
وصارح غصن الرأي العام بحقائق ومعلومات عدة جاءت في البيان، أهمها: "أن مديرية المخابرات قد اعتقلت بتاريخ (27/7/2013) المدعو حسن حسين رايد، الذي اعترف باشتراكه مع عمر أحمد الأطرش وآخرين، بتنفيذ بعض العمليات الإرهابية وتحضير سيارات مفخخة، وتضمنت اعترافاته، أولًا: المشاركة بتاريخ (28/5/2013) مع كل من عمر أحمد الأطرش، وسامي أحمد الأطرش، وعبيدة مصطفى الحجيري، وأحمد عبد الكريم حميد، وسامح البريدي، وأربعة سوريين آخرين، بقتل عدد من العسكريين على حاجز للجيش اللبناني في محلة وادي حميد، ثانيًا: المشاركة بتاريخ (16/6/2013) مع كل من عمر وسامي الأطرش، وأربعة سوريين آخرين بقتل أربعة أشخاص (اثنان منهم من آل جعفر، وواحد من آل أمهز، وآخر تركي الجنسية) في محلة وادي رافق، ثالثًا: المشاركة في إعداد وتفجير العبوتين الناسفتين على طريق الهرمل بتاريخ (7/7/2013)، حيث تم تفجير الأولى في سيارة لسيدة من آل ناصر الدين، والثانية بدورية للجيش اللبناني أدت إلى جرح ضابط، وعدد من العسكريين، رابعًا: اطلاع المدعو حسن حسين رايد، على قيام كلٍّ من: عمر وسامي الأطرش، وزهير حسين آمون، وسامح البريدي، وأحمد عبد الكريم حميد؛ بتجهيز عدد من السيارات المفخخة لتفجيرها في الضاحية الجنوبية في بيروت، وغيرها من المناطق اللبنانية.
وقال غصن، "لدينا معلومات تؤكد أن السيارة التي انفجرت آنذاك في بئر العبد هي من (نوع(كيا)، تمت سرقتها ليلة وقوع الانفجار من منطقة خلدة، عبر الاستيلاء عليها بقوة السلاح، وقد تم تجهيزها ليلًا، ومن ثم وضعها في موقف السيارات، حيث وقع التفجير، وقد اعتقلت مديرية المخابرات شخصًا سوري الجنسية، ويدعى حسام دياب غانم أبو حلق، وتبين أنه على علاقة بأشخاص آخرين يشتبه بعلاقتهم بمتفجرة بئر العبد الأولى، كما تبين من خلال التحقيقات التي أجرتها مديرية المخابرات أن عمر الأطرش هو الرأس المدبر لهذه المجموعة، وقد توافرت معلومات للمديرية أيضًا عن عدد من المشتبه بهم المتورطين في إعداد ووضع متفجرة بئر العبد الأولى بتاريخ (9/7/2013)".
وتابع، "كما يهمنا أن نوضح للرأي العام أن مديرية المخابرات لديها خيوط قوية في قضية إطلاق الصاروخين على الضاحية الجنوبية بتاريخ (26/5/2013)، وأنها تتعقب أحد المتورطين، ولدى المديرية معلومات دقيقة عن محركي هؤلاء الأشخاص، والرأس المدبر، والمجموعات المحيطة به، وانتماءاتهم، وجنسياتهم سواء كانوا لبنانيين أو سوريين أو غير ذلك".
واستطرد، "هذا بعض ما تمتلكه مديرية المخابرات في الجيش، ويهمني هنا كوزير للدفاع أن أؤكد للرأي العام أن الجيش اللبناني، ومديرية المخابرات، هما عين الوطن الساهرة، وهذه المديرية تقوم بجهد جبار تشكر عليه، علمًا أنه كان بالإمكان للتحقيقات أن تسير بخطى متسارعة أكثر من ذلك، لولا قيام البعض بتصويب سلاحه باتجاه المؤسسة العسكرية"، مضيفًا "أننا وحرصًا منا على السلم الأهلي وإدراكًا منا لخطورة المعلومات التي بحوزة الجيش اللبناني، والتي كشفنا اليوم عن جزء يسير منها، ارتأينا أنه من المفيد أن نضع أمام الرأي العام بعض هذه الحقائق، وذلك بهدف قطع دابر الفتنة، خصوصًا أننا بدأنا منذ الأمس نسمع أصواتًا تروج لانفجار آخر قد يقع في منطقة أخرى من لبنان، لا سمح الله، بهدف الإيقاع بين اللبنانيين، وإشعال فتنة ستودي بالبلد إلى الكارثة".
وختم غصن، "حين تحدثت في السابق عن تسلل عناصر إرهابية إلى لبنان، قامت حينها الدنيا ولم تقعد، وها هي الأيام تثبت صحة ما حذرنا منه سابقًا، وأنا اليوم من موقعي أدق ناقوس الخطر لأقول: إن لبنان بدأ يقع في قبضة الإرهاب، وعلى الجميع وعي دقة المرحلة، فلا يزايدن أحد علينا في مواقفنا الوطنية، وينغمس في التحليل بهدف تحويل اتجاه البوصلة إلى مكان آخر، ويعمد إلى التصويب علينا، وتغيير كلامنا وتحويره، فالوضع لا يحتمل، وليتحمل كل إنسان مسؤوليته الوطنية، ولترفع الحواجز السياسية عن عمل المؤسسة العسكرية"، داعيًا "جميع اللبنانيين، إلى أي منطقة انتموا، للوقوف خلف المؤسسة العسكرية، ودعمها وعدم إيواء هؤلاء المطلوبين، والمساعدة في القبض عليهم، وعدم تأمين بيئة حاضنة لهم، لنحمي الوطن ونرسخ أمنه، ونمنع استهداف المدنيين الأبرياء الذين ينتمون إلى كل الطوائف اللبنانية، من أعمال ضد الإنسانية، وضد الأديان، ولنعمل يدًا واحدة، لترسيخ وحدتنا الوطنية، وعيشنا المشترك الذي من خلاله نحمي البلد، ونجنبه المزيد من الدماء التي تسيل في أكثر من منطقة، ونقطع دابر الفتنة التي يتمناها العدو الإسرائيلي".
أرسل تعليقك