ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأحد، أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس سيصل الأراضي الفلسطينية اليوم الأحد في زيارة خاطفة للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس محمود عباس.
وأوضحت الصحيفة، أن فابيوس سيتباحث معهما حول مشروع القرار الفرنسي الذي سيقدم للأمم المتحدة، وتهدف الحكومة في فرنسا من خلاله لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أو وضع جدول زمني أقصاه 18 شهرًا للتسوية النهائية أو توجه فرنسا للاعتراف بفلسطين كدولة في حال فشلت تلك الجهود.
وتشير الصحيفة إلى أن زيارة فابيوس تأتي في ظل تصاعد التوتر بين فرنسا وإسرائيل على خلفية انتقادات باريس للحرب الأخيرة على قطاع غزة وإدانتها للبناء في المستوطنات والتحرك في مجلس الأمن بالإضافة إلى قضية شركة "أورانغ" التي خلقت أزمة حقيقية بين باريس وتل أبيب وتشجيع وزير الخارجية الفرنسي للمقاطعة الاقتصادية لإسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الفرنسي عمل جاهدًا خلال الأيام الماضية على ترويج مبادرته للسلام حيث أجرى مباحثات في القاهرة وعمان وسيقضي بضع ساعات في القدس ورام الله ومن المتوقع أن يواصل جولته في دول أخرى.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، يوم السبت، أنه عندما يزداد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة تتراجع الآمال المعقودة حول حل الدولتين في إطار عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وكان فابيوس يتحدث في القاهرة في مستهل "جولة دبلوماسية مكثفة" في منطقة الشرق الأوسط تشمل مصر والأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، وتهدف إلى عرض مبادرة فرنسية لاستئناف عملية السلام المجمدة منذ نحو عام.
وقال فابيوس في ترجمة لتصريحاته باللغة العربية "من المهم أن تُستأنف المفاوضات وإلا لن يحصل تقدم"، وذلك في مؤتمر صحافي في قصر الاتحادية الرئاسي عقب مباحثات مع نظيره المصري سامح شكري والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأضاف أن "ضمان أمن إسرائيل هو شيء مهم جدًا ولكن أيضًا الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، فلا سلام بدون عدالة. وعندما يزداد الاستيطان يتراجع حل الدولتين".
وتابع الوزير الفرنسي "سوف أتكلم في هذا الموضوع مع الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) ورئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتانياهو) واسألهم كيف يريان مستقبل هذه المفاوضات".
وأوضح "إن لم نفعل شيئًا فهناك خطر أن نستمر في المراوحة وأن نغرق في الأوحال، وحينها نواجه خطر أن تشتعل هذه المنطقة".
ويعتبر المجتمع الدولي الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1967 غير شرعي، فضلًا عن كونه أحد أكبر المعوقات أمام عملية السلام بين الفلسطينين والإسرائيليين.
واعتبر شكري أن "حل الدولتين لا يزال هو الذي يبشر بالأمل لاستقرار المنطقة"، معربًا عن "القلق حيال الوضع في ما يتعلق بعملية السلام" بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وينتقل فابيوس إلى عمان، اليوم الأحد ثم رام الله والقدس وتل أبيب خلال زيارته الرابعة للمنطقة منذ عام 2012 لعرض الفكرة الأساسية للمشروع الفرنسي التي تعتمد على استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تحت رعاية دولية ووفق جدول زمني محدد.
وبدأت فرنسا تنشط لتحريك عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، الأمر الذي يعتبر تقليديًا من اهتمامات واشنطن، وذلك بعد فشل وساطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ربيع 2014.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وصل إلى القاهرة يوم السبت، حاملًا مبادرة تهدف إلى إعادة إطلاق محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
ويأمل وزير الخارجية الفرنسي في إعادة إسرائيل والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات ضمن إطار عمل دولي وسط تزايد عدم الاستقرار في المنطقة.
وقال فابيوس، في مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره المصري سامح شكري، "نحن نواصل العمل ونبحث عن السلام في هذه المنطقة وهذه ليست مجرد رسالة هامة جدًا بالنسبة لفرنسا ولكنها ضرورية في رأينا.
بعد المحادثات التي أجريتها مع زميلي وصديقي وزير (الخارجية المصري سامح شكري) التقيت أيضًا بالرئيس (المصري عبد الفتاح السيسي) حيث تحدثنا حول العلاقات الثنائية وهي علاقات ممتازة في جميع المجالات."
وأضاف "نحن نريد أيضًا أن نواصل العمل من أجل النمو الاقتصادي ولا يزال هناك الكثير من الأمور التي سنقوم بها معًا"، "تحدثنا أيضًا عن القضية الفلسطينية الإسرائيلية وهي واحدة من الأسباب الرئيسية وراء زيارتي. اقترحت على الرئيس (السيسي) الرؤية الفرنسية التي تضم ثلاث أفكار رئيسية. أولًا بذل أقصى جهودنا من أجل أن يواصل الطرفان المفاوضات. الفكرة ليست بالنسبة لنا هي تحقيق السلام ولكن دفع الأطراف لجعل هذا السلام ممكنًا".
وتأمل فرنسا أن تقنع الدول العربية والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالضغط على الجانبين لتقديم تنازلات لا يريد أي منهما أن يقدم عليها وحده.
وتركز فرنسا حتى الآن مع الدول العربية على مشروع قرار محتمل لمجلس الأمن يضع أطرًا للتفاوض وجدولًا زمنيًا ربما عام ونصف العام لاستكمال المحادثات.
وتأتي زيارة فابيوس للشرق الأوسط قبل الجولة الأخيرة من المحادثات النووية بين القوى العالمية وإيران أواخر حزيران الجاري.
وأوضحت واشنطن، أنها لن تناقش عملية الشرق الأوسط إلى أن يتضح الموقف الإيراني وهو ما قد يرجيء المبادرة الفرنسية إلى ما بعد أيلول /سبتمبر المقبل.
أرسل تعليقك