فتاوى الهيئة الشرعية في حلب تزيد من تطرف المجتمع السوري
آخر تحديث GMT14:37:38
 العرب اليوم -

من تحريم أكل "الكرواسان" إلى منع المرأة من الخروج "متبرجة"

فتاوى الهيئة الشرعية في حلب تزيد من تطرف المجتمع السوري

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فتاوى الهيئة الشرعية في حلب تزيد من تطرف المجتمع السوري

سيطرة الهيئات الإسلامية الشرعية على المناطق المحررة في مدينة حلب

دمشق - جورج الشامي يعاني سكان المناطق المحررة في مدينة حلب (شمال سورية) ،من سيطرة الهيئات الإسلامية الشرعية، التي باتت تصدر فتاوى دينية متشددة غريبة عن المجتمع الحلبي، الذي اعتاد الالتزام بالتعاليم الإسلامية بطريقة معتدلة ووسطية بعيدة عن الغلو والتطرف. فمع بداية شهر رمضان المبارك، أصدر مجلس «القضاء الموحد» قرارا يقضي بسجن كل من «يجاهر بالإفطار» سنة كاملة، مشيرا إلى أن قراره مستمد من «القانون الجزائي العربي الموحد»، وهو قانون مستمد من الشريعة الإسلامية وصادر عن جامعة الدول العربية.
وشدد المجلس التابع للجيش السوري الحر في تعميم حمل الرقم 23، على «حرمة الإفطار في رمضان من غير عذر،» مذكرا أن «القانون الجزائي العربي الموحد، المعتمد كقانون واجب التطبيق، يعاقب من ينتهك حرمة شهر رمضان بالإفطار علنا في مكان عام بالسجن لمدة سنة»، فيما استثنى من سماهم بـ«المجاهدين أصحاب العذر»، متمنيا عليهم «أن لا يجاهروا في الإفطار حتى لا يتهموا في دينهم».
وأوضح المجلس، المكوّن من 20 عضوا (عشرة من الشرعيين وذوي العمل الشرعي، وسبعة من المحامين، وثلاثة قضاة)، أن «القرار صدر بعدما تلاقت جهود الهيئات الشرعية العاملة داخل كتائب الثوار مع جهود تجمّع المحامين المناصرين للثورة في سوريا».
في غضون ذلك، نشرت الهيئة الشرعية في حلب، فتوى في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قالت فيها" إنه «يحرم خروج المرأة المسلمة متبرجة، باللباس الضيق الذي يظهر منها معالم البدن، أو مزينة بالأصباغ على وجهها»، متمنيا على «جميع الأخوات الالتزام بطاعة الله والتمسك بآداب الإسلام».
وتتكون الهيئة من مكتب رئاسة تنبثق عنه مكاتب عدة، من بينها مكتب التربية والتعليم، ومكتب الإفتاء وشؤون المساجد، والمكتب الخدمي، والمكتب الطبي، والمكتب القضائي، ومكتب الحبوب وإدارة المطاحن، ولكل مكتب مهام محددة. وتشرف الهيئة على سجنين يتم نقل مخالفي أحكامها إليهما. وقد كان لافتا القرار الذي أعلنته الهيئة أخيرا في تعميم حمل الرقم «8» وتضمن فتوى بتحريم تناول «الكرواسان»، وهو نوع من المخبوزات الاجنبية المعجونة بالزبدة، باعتباره يحمل دلالة «استعمارية».

ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي نسخة عن الفتوى ممهورة بختم الشيخ أبو محمد، من رئاسة «الهيئة الشرعية». وتقول إن «الكرواسان»، ويعني الهلال بالفرنسية، صنعت على شكل «هلال» ليأكله الأوروبيون في أعيادهم ويحتفلوا بالنصر على المسلمين، إذ إن الهلال كان شعار الدولة الإسلامية.
وكانت الهيئة الشرعية تشكلت باتفاق بين أكبر أربعة ألوية بحلب، هي: لواء التوحيد وأحرار الشام وجبهة النصرة وصقور الشام، ثم ما لبثت أن انضم إليها غالبية الألوية والفصائل مثل الفتح، وتجمع «فاستقم كما أمرت»، ولواء أحرار سوريا، ولواء النص، ودولة العراق والشام الإسلامية وغيرها من الألوية لتكون الجهة القضائية الأولى في مدينة حلب. لكن سرعان ما انشق عن الهيئة «النصرة» لتشكل هيئة شرعية خاصة بها. ثم تبعتها تنظيم «الدولة الإسلامية» التي أقدمت على الخطوة ذاتها وأسست هيئة شرعية خاصة بها. ليصبح نتيجة ذلك، سكان الأحياء «المحررة» في حلب، تحت رحمة فوضى الفتاوى الدينية المتضاربة من جهات ومرجعيات مختلفة.
ويضع الشيخ المنشق عبد الجليل سعيد، مدير الإعلام السابق في دائرة الإفتاء السورية هذه الفوضى في إطار عدم وجود أهل اختصاص وعلم داخل هذه الهيئات، مشيرا إلى أن «عمل هؤلاء يجب أن يتركز على الدعوة وليس إلقاء القبض على الناس ووضعهم في السجون، فهناك فرق كبير بين المفتي والقاضي، في حين أن الهيئات الشرعية باتت تلعب دور المفتي والقاضي والمنفذ معا». مشددا على أن «المجتمع السوري بشكل عام والحلبي بشكل خاص، غير مبني على أي نوع من أنواع التطرف. ما يعني أن الناس ستنتصر في النهاية لفكرها الوسطي البعيد عن التشدد».
بدوره، طالب عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سمير نشار هيئة أركان الجيش الحر، "بتوحيد كتائبها في حلب والعمل على منع تمدد هذه الهيئات وممارساتها المتطرفة إلى المجتمع الحلبي المعروف بوسطيته واعتداله"، مؤكدا "وجود تيار مدني يقاوم هذه النزعات المتشددة التي تصدر عن الهيئات الشرعية."
ويزداد الدور القيادي للجماعات الإسلامية المتشددة في سوريا، وتحديدا في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، إذ يتسع نفوذ الكثير من الوحدات الإسلامية التي بات يتبع لها أجهزة شرطة ومجالس إدارية. إلا أن صعود هذه الجماعات يثير استياء الكثيرين من السوريين الذين يبلغون عن حالات متزايدة تقوم فيها المجالس الإسلامية بإسكات جماعات أخرى تختلف معها في الرأي بل ومهاجمتها.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتاوى الهيئة الشرعية في حلب تزيد من تطرف المجتمع السوري فتاوى الهيئة الشرعية في حلب تزيد من تطرف المجتمع السوري



GMT 17:49 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 13 شخصا في هجوم نسب لقوات الدعم السريع في وسط السودان

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab