أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، أنها لا تخشى من التقارب في العلاقات بين حركة "حماس" والمملكة العربية السعودية، متمنية أن تكون نتائج اللقاءات الأخيرة في الرياض مرضية لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.
وصرَّح عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جمال محيسن، الثلاثاء، بأنَّه "يجب على حركة حماس أن تستغل الدور السعودي واللقاءات التي جرت أخيرًا لإنهاء حالة الانقسام والالتزام في تطبيق المصالحة الفلسطينية".
وأضاف محيسن: "نتمنى من حركة حماس أن تلتزم بتطبيق المصالحة والالتزام بالسياسة الداخلية الفلسطينية، وأن تبتعد عن أجندتها الخارجية والإقليمية"، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية لها مصالح وبرامج سياسية تكون جميعها في صالح القضية الفلسطينية.
ونفى مسؤول بارز في حركة "فتح" وجود اتصالات بين القيادة الفلسطينية والمملكة العربية السعودية لعقد لقاء قريب بين الرئيس محمود عباس والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
وأوضح أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" أمين مقبول، الثلاثاء، أنَّ القيادة الفلسطينية لم تجرِ أي اتصالات مع المملكة العربية السعودية حتى اللحظة لمعرفة نتائج وأسباب اللقاء مع قيادة حركة "حماس".
وتابع مقبول: "لا نعرف طبيعة اللقاءات التي جرت بين حماس والملك السعودي وما هي المواضيع التي جرى مناقشتها خلال الاجتماع"، وتوقع أن تكون زيارة "حماس" إلى السعودية بعد الاتفاق الإيراني مع الدول الأوربية الكبرى، والأوضاع الجارية في اليمن.
ورحب بأي جهد عربي لإتمام المصالحة الفلسطينية وإلزام "حماس" بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقًا وليس عقد اتفاقات جديدة.
والتقى رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل والوفد المرافق، الذي يضم موسى أبو مرزوق ومحمد نزال وصالح العاروري، بالملك سلمان بن عبد العزيز ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، في زيارة هي الأولى للمملكة منذ يونيو/حزيران 2012، فيما ضجّت المواقع السعودية بالحديث عن إيجابية الزيارة ونتائجها المرتقبة.
وأكدت صحف سعودية أن الزيارة كانت إيجابية، وتناولت قضايا فلسطينية مختلفة، على رأسها المصالحة بين حركتي "حماس وفتح" وجهود كسر حصار غزة، وقضايا إقليمية أخرى.
هذا ويأمل الشارع الغزي انفراج الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، خصوصًا بعد زيارة وفد من حماس" إلى المملكة العربية السعودية.
وكشفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن لقاء وفد الحركة الذي ترأسه رئيس المكتب السياسي، خالد مشعل، بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وقالت الحركة، إن زيارة الوفد إلى المملكة العربية السعودية، استغرقت يومين، وأدى خلالها الوفد مناسك العمرة وصلاة العيد في المسجد الحرام، والتقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن نايف وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
وذكرت مصادر فلسطينية أن اللقاء ناقش آخر المستجدات السياسية والمصالحة الفلسطينية ، مشيرة إلى أن اللقاء أسس لبداية تطور في علاقة جديدة مع السعودية.
واستبعد محللون ومختصون في الشأن السياسي أن تُحدث هذه اللقاءات حل القضايا العالقة في قطاع غزة، مؤكدين أن ذلك يحتاج إلى وقت أكثر مما هو متوقع.
وبيَّن المحلل السياسي تيسير محيسن، أنه بعد تولي الملك سليمان سدة الحكم، كانت هناك مؤشرات على أن السعودية تحمل رؤية جديدة تختلف عن بعض الدول الإقليمية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأوضح محيسن أن السعودية تحاول إعادة ترميم وتقوية العلاقة مع حركة "حماس" في غزة، خصوصًا بعد الانجازات التي حققتها خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف العام الماضي على الصعيدين العسكري والسياسي.
وأضاف: "الأمور تحتاج إلى وقت كثير.. كان من المفترض أن تكون الزيارة قبل هذا الوقت بكثير"، وتابع: "بات واضحًا أن الدول الوازنة وعلى رأسها السعودية تدرك ضرورة التعاطي مع القضية الفلسطينية ولا يمكن تجاوز حماس بذلك"، متوقعًا أن تكون هناك زيارات سياسية ودبلوماسية أخرى في المرحلة المقبلة.
وأشار إلى أن السعودية تسعى إلى تخفيف الحصار المفروض على غزة وفتح معبر رفح من خلال التواصل مع السلطات المصرية، مرجحاً عدم قبول مصر طلب السعودية بشأن فتح المعبر نظراً للأوضاع السياسية التي تمر بها مصر.
بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، أن زيارة وفد "حماس" إلى السعودية تأتي في إطار تطوير العلاقات بين الحركة في غزة والسعودية، مستبعدًا أن تتطور العلاقات بين الجانبين كما المتوقع، نظرًا إلى أن السعودية لا تستغني عن أطراف دولية وإقليمية في المنطقة وأهمها إيران.
واستدرك عبدو، أنَّ "السعودية لها قضية أساسية ومركزية هي إيران ونفوذها، وكل العلاقات التي تقيمها السعودية مع حماس تندرج في إطار المفهوم السعودي لما يجري في المنطقة".
وأضاف "البيئة الإقليمية غير مناسبة الآن لأن تضحي السعودية بالأطراف الدولية والإقليمية المجاورة"، مؤكدًا أن حماس استطاعت أن تذيب بعض الجليد في العلاقة مع السعودية.
واستبعد أن تحقق هذه الزيارة الأهداف المرجوة منها، وأن تحدث انفراجه في الأوضاع بغزة، خصوصًا أنَّ السعودية تلتزم بالنظام العالمي الذي يتعامل مع الجهات الرسمية في الدولة، ويعتبر "حماس" جهة غير رسمية.
أرسل تعليقك