رام الله ـ وليد أبوسرحان
تخشى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من الالتفاف على تمثيل المنظمة للفلسطينيين، انطلاقًا من استغلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، من طرف قوى إقليميّة.
وحذّرت فصائل المنظمة، الأحد، من خطورة استبعاد السلطة من لقاء باريس، الذي عقد السبت، وضم وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، إضافة إلى وزير الخارجية القطري، ووزير خارجية تركيا، بغية بحث وقف العدوان على غزة، الأمر الذي رأت فيه المنظمة "محاولة للالتفاف على شرعية تمثيلها للفلسطينيين، على ضوء تكليف حماس لقطر وتركيا بالحديث عن مطالب فصائل المقاومة، بشأن وقف إطلاق النار على غزة".
وأشار عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، ومفوض العلاقات الوطنية، عزام الأحمد إلى أنَّ "الشعب الفلسطيني لن يدفع دمه ثمنًا للتجاذبات الإقليمية، وأن القيادة الفلسطينية ترحب بأية مساعدة خارجية نزيهة بعيداً عن تحقيق أية مصالح إقليمية على حساب الدم الفلسطيني النازف".
ونبّه الأمناء العامون لفصائل المنظمة، التي ما زالت "حماس" و"الجهاد الإسلامي" غير منضوية تحت رايتها، إلى "محاولات الالتفاف على التمثيل الفلسطيني وعلى المنظمة كممثل الممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني"، محذرة من "محاولات مصادرة القرار الوطني المستقل من طرف قوى إقليمية".
وشدّد الأمناء العامون، وقادة الفصائل، على "ضرورة إبعاد الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة عن التجاذبات والمحاور الإقليمية، وأن الأولوية اليوم هي الحفاظ على الإجماع الفلسطيني وعلى وقف نزيف الدم والجرائم الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني".
وأكّدوا أنَّ "المبادرة المصرية هي الأساس لوقف العدوان مع المذكرة التفسيرية الفلسطينية التي تم تبنيها من طرف جميع الفصائل، مؤكدين رفضهم لمحاولات الالتفاف على الدور المصري وقيادة شعبنا الشرعية".
وحذر أمين عام جبهة النضال أحمد مجدلاني من أن يشكل مؤتمر باريس إطاراً بديلاً للحل، ومحاولة لمصادرة الدور الفلسطيني الشرعي والدور المصري والالتفاف عليه والتدخل في الشؤون الداخلية للشعب الفلسطيني.
من جهتها، أكّدت أمين عام الاتحاد الديمقراطي "فدا" زهيرة كمال أنَّ "لاجتماع باريس أهداف غير وطنية، لأنه لم يضم ممثل الشعب الفلسطيني الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة القرار والمعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني ومصلحته العليا".
ورأت أنّ "غياب تمثيل منظمة التحرير وتحيدها هو أمر مرفوض وغير مقبول على الأصعدة الفلسطينية كافة"، مؤكّدة أنّ "لشعبنا عنوان وحيد ورئيسي هو منظمة التحرير، وأن قرارها يجب أن لا يخضع للتجاذبات السياسية الإقليمية، وعدم رهن القرار الوطني الفلسطيني المستقل لصالح أي اجندات خارجية وإقليمية ودولية".
وتسأل المتحدث باسم حركة "فتح" أحمد عساف عن الأهداف الحقيقة لمؤتمر باريس، وإذا ما كان هذا المؤتمر قد نجح في إلزام دولة الاحتلال بوقف العدوان البربري على شعبنا أو أنّه فعلاً يحقق المصالح الفلسطينية.
وأوضح عساف "إنه من وجهة نظرنا أن هدف هذا الاجتماع هو المناكفة، مناكفة الشقيقة مصر وبهدف إعطاء أدوار لبعض الدول الإقليمية على حساب الدم الفلسطيني والقضية الفلسطينية"، مضيفاً أنّ "الهدف هو التشويش والالتفاف على المبادرة المصرية والدور المصري ويهدف إلى سلب القرار الوطني المستقل وهذه هي القضية الأخطر".
وحدّد عساف الأهداف الفلسطينية بـ"وقف العدوان، وإنهاء الحصار، وإفشال مخطط دولة الاحتلال بتصفية القضية الفلسطينية وصولاً إلى إنهاء الاحتلال بكل أشكاله، وتأمين الحماية الدولية لشعبنا".
وبدوره، بيّن أمين عام جبهة التحرير العربية محمود إسماعيل أنَّ "مؤتمر باريس يعتبر تجاوزًا للشرعية الوطنية الفلسطينية، وتجاوزًا والتفافًا على الدور المصري والمبادرة المصرية".
واعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول أنَّ "اجتماع باريس يحاول فرض محور إقليمي، وفرض حل من خلاله، بعيداً عن الإجماع الفلسطيني، ودون مشاركة الممثل الفلسطيني".
وعبر أمين عام حزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي عن رفضه لتغييب الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أنَّ هذا ما نريد بحثه مع قيادة "حماس"، مؤكداً أنّ لا أحد من حقه أن يتحدث، أو ينوب، عن الشعب الفلسطيني، أو أن نسمح بتسليم قرارنا الوطني المستقل لأحد، لا إقليمي ولا دولي.
أرسل تعليقك