عاد التصعيد مرة أخرى إلى جبهة القتال في مديرية لودر في محافظة أبين (المنطقة الوسطى)، بعد أن أثمرت هجمات المقاومة الشعبية الجنوبية والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، التي شنتها خلال اليومين الماضيين، عن بسط سيطرتها على مناطق واسعة من المديرية، بعد قتال عنيف مع الجماعات الحوثية المسلحة والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في تلك المنطقة الاستراتيجية المهمة، التي يقع فيها طريق إمدادات قوات المتمردين.
وحتى وقت متأخر من مساء الأربعاء الماضي، كانت الاشتباكات تدور بشكل عنيف في "جبل يسوف" و"جبل عقبة ثرة".
وأكد مصدر محلي في لودر، أن عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى سقطوا في صفوف الحوثيين في تلك المواجهات، وأن قبائل المنطقة بدأت في التجمع والانضمام إلى صفوف المقاومة، مؤكدًا أن التحاق القبائل بالقتال سيشكل عاملًا مساعدًا للحسم لصالح القوات الموالية لهادي والمقاومة.
وأضاف المصدر أن أجزاء من مدينة لودر وقراها والجبال المحيطة بها باتت تحت سيطرة المقاومة، وأن المدينة ستكون تحت سيطرتها، بشكل كامل، في غضون الساعات القليلة المقبلة.
وتحدث عن جبهة قتال عنيفة تجري في "عقبة ثرة"، وهي طريق ومرتفع جبلي استراتيجي، تستخدمه الجماعات الحوثية والقوات الموالية لصالح لنقل تعزيزات العسكرية واللوجيستية من صنعاء عبر محافظة البيضاء إلى محافظة أبين ثم إلى عدن.
وأشار إلى أن اشتباكات عنيفة تجرى في تلك المنطقة، حيث تسعى المقاومة والقوات الموالية لهادي إلى السيطرة على المنطقة وقطع طرق الإمدادات للمتمردين، وفي نظر المراقبين، في المنطقة، فإن سقوط ذلك الطريق الاستراتيجي سيمثل "نصرًا كبيرًا" وقطعًا كاملاً لكل أنواع الإمدادات التي ظلت تغذي الحوثيين في عدن طوال الأشهر الماضية، وكانت قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، كثفت، خلال الأيام القليلة الماضية، ضرباتها الجوية على مواقع الحوثيين وقوات صالح في محافظة البيضاء التي يمر بها ذلك الطريق.
وتمكن مقاتلو المقاومة الشعبية، الموالون للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، من دخول مدينة "الحوطة" مركز محافظة "لحج"، جنوب البلاد، الأربعاء الماضي.
وحسبما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية"، شهدت الحوطة اشتباكات عنيفة بين قوات المقاومة من جهة، ومسلحي "الحوثي" والموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى.
واستهدف الحوثيون وقوات صالح أماكن متفرقة من مدينة "تعز" جنوب البلاد بالقذائف، وطال القصف أحياءً سكنية ومقار حكومية، في محاولة لمنع تقدم قوات المقاومة الشعبية، الذين أصبحوا على مقربة من مبنى إدارة الأمن، كما تعرضت قرى في جبل نصر المطل على المدينة للقصف.
وسيطرت قوات المقاومة الداعمة للشرعية قبل أيام على مدينة عدن، أهم مدينة جنوب البلاد، وثاني أهم مدينة يمنية بعد العاصمة صنعاء، بمساعدة غارات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
وينظر إلى استعادة قوات المقاومة عدن من المتمردين أهم انتصار لهذه القوات منذ بدء القتال في اليمن قبل أشهر، كما أن المدينة الساحلية باتت نقطة انطلاق لقوات المقاومة من أجل تحرير مدن أخرى في الجنوب.
في هذه الأثناء، شنّ طيران التحالف سلسلة غارات جوية على عدد من مواقع المتمردين وقوات صالح في محافظة أبين، كما شن الطيران غارات أخرى على "قاعدة العند" العسكرية الاستراتيجية في محافظة لحج في جنوب اليمن.
وتقدمت المقاومة الشعبية نحو مواقع جديدة كانت في قبضة المتمردين في مدينة لحج جنوب البلاد، وذكرت مصادر محلية أن المقاومة تقدمت نحو منطقة المحلة والجلاجل التي تبعد عن مدينة الحوطة عاصمة المحافظة نحو 4 كيلومترات، ولا تزال القوات الموالية لشرعية الرئيس هادي والمقاومة الشعبية تواصل محاصرة قاعدة العند في ظل استمرار المعارك مع الحوثيين وقوات صالح في محيطها.
وذكرت القوات الموالية لهادي أنها لن تقتحم القاعدة في الوقت الراهن، بسبب وجود مئات المعتقلين داخلها، وأكدت مصادر حقوقية في عدن أن الحوثيين يحتجزون ما لا يقل عن 1500 معتقل من محافظات عدن، ولحج، وأبين، والضالع، في القاعدة العسكرية، وفيما أرجئ الحسم العسكري في العند، تواصل المقاومة عملياتها العسكرية في باقي المناطق في محافظة لحج.
وفي العاصمة صنعاء، عاد شبح التفجيرات، مرة أخرى؛ إذ استهدف انفجار بسيارة مفخخة، عصر أمس، مسجد "الفيض الحاتمي" في منطقة نقم، شرق العاصمة صنعاء، وأسفر الانفجار عن مقتل 5 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين، وأفاد سكان الحي بأن القتلى هم رجل وامرأة و3 فتيات، والمسجد المستهدف يضم مدرسة تعليمية، وهو أحد المساجد التي يرتادها أتباع طائفة البهرة وهم شيعة فاطميون من أتباع المذهب الإسماعيلي المعروفين في اليمن بالمكارمة، ويتوزع أتباع هذه الطائفة بين اليمن والهند.
ونقلت وكالات الأنباء عن "مسؤول في تنظيم "داعش" المتطرف تبنيه للاعتداء، وهذا الانفجار هو واحد من سلسلة انفجارات مماثلة استهدفت، في الشهرين الأخيرين، مساجد في صنعاء أغلبها لجماعة الحوثي الشيعية، وراح ضحية تلك التفجيرات العشرات من القتلى والجرحى، في الوقت الذي لم يثبت فيه تورط أي جهة في هذه الحوادث، وتبنى تنظيم "داعش" التفجيرات التي وقعت خلال الفترة الماضية.
ودعا مصدر أمني في صنعاء "المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أيّة أعمال خارجة عن النظام والقانون تقوم بها أيّة عناصر متطرفة في محاولة يائسة لإحداث الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة صنعاء"، حسب قوله.
و"طائفة البهرة" التي جرى استهداف مسجدها ينتشر أتباعها في بعض المناطق اليمنية الجبلية، ومنها العاصمة صنعاء، وغالبية من ينتمون لهذه الطائفة، من القاطنين في اليمن، يحملون الجنسية الهندية ولديهم مراكز تعليمية ومزارات وبالتحديد في منطقة حراز، في محافظة صنعاء، وجاء هذا التفجير الجديد رغم الإجراءات الأمنية الاستثنائية التي تفرضها سلطات الأمن الموالية للحوثيين في العاصمة صنعاء التي تخضع لسيطرة الحوثيين منذ سبتمبر/أيلول الماضي وحتى اللحظة.
ولقي ما لا يقل عن 20 مسلحًا حتفهم في مواجهات ضارية تدور في محافظة مأرب النفطية شرق البلاد، بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي من جهة، والمسلحين الحوثيين والقوات الموالية لصالح من جهة أخرى، وذكرت مصادر في مأرب أن قبائلها على قلب رجل واحد في مواجهة محاولات الحوثيين اجتياح المحافظة وإخضاعها وقبائلها للسيطرة العسكرية.
وأكد المصدر أن مأرب "منذ اليوم الأول تقف إلى جانب شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وأنها تقدم يوميًا التضحيات من خيرة أبنائها في سبيل الشرعية وفي سبيل الدفاع عن الأرض والعرض أمام هذه الميليشيات الغازية"، حسب تعبيره.
أرسل تعليقك